يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟

حديث: يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟

عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يطوي اللَّه عز وجل السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟».

صحيح: رواه مسلم في صفة القيامة (٢٧٨٨: ٢٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا أبو أسامة، عن عمر بن حمزة، عن سالم بن عبد اللَّه، أخبرني عبد اللَّه بن عمر، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يطوي اللَّه ﷿ السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُعرف بـ "أحاديث الصفات"، والتي يجب إمرارها كما جاءت من غير تحريف، مع اعتقاد أن صفات الله تليق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل.

أولاً. شرح المفردات:

● يَطْوِي: يقبض ويجمع بعضها إلى بعض، كطي الثوب أو السجادة.
● السَّمَاوَاتِ: السموات السبع.
● بِيَدِهِ الْيُمْنَى: اليد اليمنى لله تعالى، وهي صفة حقيقية تليق بجلاله لا تشبه صفات المخلوقين.
● الْجَبَّارُونَ: المتجبرون المتسلطون على الخلق بالظلم والعدوان.
● الْمُتَكَبِّرُونَ: المتعظمون على الخلق وعلى أمر الله، المختالون في مشيتهم.
● الْأَرَضِينَ: الأرضون السبع.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن مشهد عظيم من مشاهد يوم القيامة، حيث يقبض الله تعالى السموات السبع بيده اليمنى، ثم يقبض الأرضين السبع بيده اليسرى (واليمين واليسار من صفات الله الحقيقية التي لا نعلم كيفيتها)، ثم يتعالى ويعلن بملكوته المطلق وسلطانه الذي لا يُرد، فيقول: "أَنَا الْمَلِكُ"، أي أنا المالك الحقيقي المتصرف في خلقه، الذي له الأمر كله.
ثم ينادي على المتجبرين في الأرض، والمتكبرين على عباد الله، الذين كانوا في الدنيا يتعاظمون ويتكبرون على الناس ويظلمونهم، فيقول: "أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟"، أي أين هم الآن من جبروتهم وتكبرهم؟ أين قوتهم وعظمتهم التي كانوا يتباهون بها؟ لقد ذلت قواهم، وخضعت رقابهم، وظهر عجزهم، وصاروا بين يدي الملك الجبار الذي لا يُغالب.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- إثبات صفات الله تعالى كما جاءت في الكتاب والسنة من غير تحريف ولا تعطيل، ومنها صفة اليدين لله تعالى، والإيمان بها على الوجه اللائق بجلاله وعظمته.
2- عظمة الله تعالى وجلاله وقدرته المطلقة، فهو الذي يطوي السموات والأرض بيده، وهو الذي يمسك السموات أن تقع على الأرض إلا بإذنه.
3- التحذير من التكبر والجبروت على عباد الله، والتذكير بمصير المتكبرين يوم القيامة، حيث يذلون ويخضعون ويُفضحون بين الخلائق.
4- الاستعداد ليوم القيامة، والتأمل في هذا المشهد المهيب الذي يجعلك تعيد حساباتك وتخاف من الله، فذلك اليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
5- التواضع لله وللناس، فالعبد لا يملك من أمره شيئاً، والملك الحقيقي هو الله، فالتواضع من أسباب رفعة العبد في الدنيا والآخرة.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من الأحاديث التي يُستدل بها على علو الله تعالى على خلقه، واستوائه على عرشه، بمعنى العلو والارتفاع.
- فيه إثبات اليدين لله تعالى، وقد وردت في القرآن في قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64].
- سؤال الله تعالى "أين الجبارون؟" ليس لجهله بمكانهم – سبحانه – ولكن لتوبيخهم وإظهار ذلهم وفضيحتهم أمام الخلائق.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتواضعين له، المعظمين لحرماته، وأن يحفظنا من الكبر والجبروت.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صفة القيامة (٢٧٨٨: ٢٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا أبو أسامة، عن عمر بن حمزة، عن سالم بن عبد اللَّه، أخبرني عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
ورواه البخاريّ في التوحيد (٧٤١٣) معلقا، فقال: وقال عمر بن حمزة: سمعت سالما، سمعت ابن عمر، عن النبي ﷺ بهذا. ولم يذكر لفظه، وإنما أحال على حديث نافع عن ابن عمر (٧٤١٢)، ولفظه مختصر.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 43 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟

📜 حديث: يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية