حديث: تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يحشرُ الناسُ يومَ القيامة مُشاةً حُفاةً عُراةً غُرْلًا بُهْمًا

عن ابن عباس قال: قام فينا رسول اللَّه ﷺ خطيبا بموعظة، فقال: «يا أيها الناس! إنكم تحشرون إلى اللَّه حفاة عراة غرلا ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٤]

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٢٦)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٦٠: ٥٨) كلاهما من طريق محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال.

عن ابن عباس قال: قام فينا رسول اللَّه ﷺ خطيبا بموعظة، فقال: «يا أيها الناس! إنكم تحشرون إلى اللَّه حفاة عراة غرلا ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٤]

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - حبر الأمة وترجمان القرآن، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما.

أولاً. شرح المفردات:


● قام فينا: وقف بيننا ليخاطبنا.
● خطيبًا: مُلقيًا للخطبة.
● بموعظة: بنصيحة ترقق القلوب وتذكر بالآخرة.
● تحشرون: تُجمعون وتساقون يوم القيامة.
● حفاة: بدون أحذية أو نعال.
● عراة: بدون ملابس.
● غُرْلًا: (مفردها أغرل) أي غير مختونين، والمراد أنهم يعودون إلى هيئتهم الأولى التي خُلقوا عليها، خاليين من أي زينة أو كسوة أو تغيير في الخلقة.
● كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ: هذه الآية الكريمة من سورة الأنبياء (104) وهي جزء من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث، يؤكد بها المعنى.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف المهيب، وهو يخطب بأصحابه موعظًا إياهم، عن حقيقة سيواجهها كل إنسان لا محالة، وهي مشهد الحشر يوم القيامة.
يصف لنا صلى الله عليه وسلم أن الناس سيُحشرون إلى الله تعالى:
1- حفاة: ليس في أقدامهم ما يقيها من حر الأرض وعنت السير.
2- عراة: بدون ثياب تستر أجسادهم وتحميهم من الخزي والحر والقر.
3- غُرْلًا: على الفطرة التي خلقهم الله عليها، بدون أي أثر من آثار الدنيا من ختان أو زينة أو تجميل.
ثم يستشهد صلى الله عليه وسلم على صدق هذا المشهد بقول الله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}. أي أنهم سيعودون إلى الحالة الأولى التي بدأ الله خلقهم عليها في الدنيا (وهي الصورة التي كانوا عليها في الأرحام، عراةً لا مال ولا متاع)، فهذه إعادة الخلق للبعث، وقد وعد الله بها وهو لا يخلف وعده.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات البعث والحساب: الحديث يذكر بيوم القيامة وما فيه من أهوال، مما يثبت حقيقة البعث بعد الموت، وهو ركن من أركان الإيمان.
2- الاستعداد ليوم المعاد: هذا المشهد يبعث في القلب الخشية والحياء من الله، ويحث المسلم على الاستعداد لهذا اليوم بالعمل الصالح والتقوى، فليس معك إلا عملك.
3- زوال متع الدنيا وزينتها: يذكّرنا هذا الوصف بضعف الإنسان وحاجته إلى الله، وأن كل ما في الدنيا من مال ولباس وجاه سيزول، ويبقى الإنسان وحيدًا مع عمله. قال تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنبياء: 104].
4- عظمة الله وقدرته: الذي بدأ الخلق قادر على إعادته، كما قال تعالى في الآية التي استشهد بها النبي صلى الله عليه وسلم.
5- صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: فهو يخبر عن غيب لم يشاهده، ويوافق ما جاء في القرآن الكريم، مما يزيد المؤمن يقينًا بنبوته.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا المشهد (الحشر حفاة عراة غرلاً) يكون بعد النفخ في الصور وبعث الناس من قبورهم، وقبل دخولهم إلى أرض الموقف للحساب.
- يستثنى من هذا العموم الأنبياء والشهداء، فقد وردت نصوص في فضلهم وكرامتهم يوم القيامة.
- ينبغي للمسلم أن يتفكر في هذا المشهد ليُراقب الله في سره وعلانيته، ويستحي منه أن يراه على معصية حيث نهاه، أو يفقده حيث أمره.
أسأل الله تعالى أن يحشرنا في زمرة عباده المتقين، وأن لا يفضحنا يوم نعرض عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٢٦)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٦٠: ٥٨) كلاهما من طريق محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال. . . فذكره في حديث طويل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 22 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا

  • 📜 حديث: تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب