حديث: ليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من نوقش الحساب عُذِّب

عن عائشة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك» فقلت: يا رسول اللَّه، أليس قد قال اللَّه تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ [الانشقاق: ٨] فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٣٧)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها (٨٠: ٢٨٧٦) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن أبي مليكة، حدّثني القاسم بن محمد، حدثتني عائشة، فذكرته.

عن عائشة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك» فقلت: يا رسول اللَّه، أليس قد قال اللَّه تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ [الانشقاق: ٨] فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من أحاديث اليوم الآخر، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● يُحاسَب: يُعرض عليه عمله ويُسأل عنه.
● هَلَك: هلكة الخسران والعذاب، أي دخل النار أو عُذِّب.
● يُناقِش الحساب: يُدقق في الحساب ويُفحص عنه فحصاً دقيقاً، من المناقشة وهي المطالبة الدقيقة.
● العَرْض: هو العرض العام للأعمال دون مناقشة وتدقيق، كما في قوله تعالى: (فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا).

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أي إنسان إذا نُوقش حسابه يوم القيامة، أي دُقِّق فيه وفحصوه كل صغيرة وكبيرة، فإن مصيره سيكون الهلاك والعذاب، لأن الإنسان لا يستطيع أن ينجو بنفسه عند هذا التدقيق الشديد.
فلما سمعت عائشة رضي الله عنها هذا الكلام، استشكلته مع ما تعرفه من القرآن، حيث أخبر الله تعالى أن هناك فئةً ستحاسب حساباً يسيراً وتؤتى كتابها بيمينها. فسألت النبي صلى الله عليه وسلم للجمع بين النصين.
فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم بأن الحساب المذكور في الآية هو (العَرْض) وليس (المناقشة). فبيّن أن هناك فرقاً بين نوعين من الحساب:
1- العَرْض (الحساب اليسير): وهو أن يعرض الله على العبد أعماله عرضاً دون مناقشة وتدقيق، فيقر بها وينال رضا الله ويدخل الجنة. وهذا هو حال المؤمنين السعداء.
2- المُنَاقشة (الحساب الشديد): وهو أن يُدقق مع العبد في كل صغيرة وكبيرة، ويُستقصى عليه الذنوب والخطايا. وهذا النوع من الحساب هو علامة على الخطر، ولا يناقش الله عبداً به إلا عذبه، لأنه يدل على كثرة ذنوبه وتقصيره.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة عدل الله تعالى: حيث يحاسب كل عبد على ما قدمت يداه، فلا يظلم مثقال ذرة.
2- فضل الله وسعت رحمته: فمن رحمة الله بعباده أن جعل للمؤمنين حساباً يسيراً يعرض عليهم فيه عملهم ثم يدخلون الجنة.
3- خطر الذنوب والمعاصي: فإنها هي التي تؤدي إلى المناقشة والحساب الشديد، فيجب على المسلم الحذر منها.
4- حكمة الصحابة وفقههم: حيث كانت عائشة رضي الله عنها تتدبر القرآن وتستفسر عن ما أشكل عليها، وهذا دليل على حرصهم على الفهم الصحيح.
5- البشرى للمؤمن: أن الله ييسر على عباده المؤمنين ويجعل حسابهم يسيراً، مما يبعث على الأمل والرجاء.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأدلة على أن أهل التوحيد قد يدخلون النار مؤقتاً بذنوبهم إذا نوقشوا ثم يخرجون منها بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم أو برحمة الله، لكن السعيد حقاً هو من نجا من الحساب أصلاً.
- يستحب للمسلم أن يدعو الله دائماً بأن يحاسبه حساباً يسيراً، كما كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا».
نسأل الله أن يحاسبنا حساباً يسيراً ويدخلنا الجنة بغير عذاب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٣٧)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها (٨٠: ٢٨٧٦) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن أبي مليكة، حدّثني القاسم بن محمد، حدثتني عائشة، فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 62 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب

  • 📜 حديث: ليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب