حديث: العنوان: يبلغ العرق من الناس يوم القيامة إلى شحمته أو يلجمه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب دنو الشمس يوم القيامة وزيادة حرارتها

عن سعيد بن عمير الأنصاري قال: جلست إلى عبد اللَّه بن عمر وأبي سعيد الخدري فقال أحدهما لصاحبه: إني سمعت رسول اللَّه ﷺ يذكر: «أنه يبلغ العرق من الناس يوم القيامة» فقال أحدهما: «إلى شحمته». وقال الآخر: «يلجمه». فخط ابن عمر. وأشار أبو عاصم بأصبعه من أسفل شحمة أذنيه إلى فيه، فقال: ما أرى ذاك إلا سواء.

حسن: رواه أحمد (١١٨٥٩)، وأبو يعلى (٥٧١١)، والحاكم (٤/ ٥٧١) كلهم من طريق الضحاك ابن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، حدّثني أبي، عن سعيد بن عمير الأنصاري، قال: فذكره.

عن سعيد بن عمير الأنصاري قال: جلست إلى عبد اللَّه بن عمر وأبي سعيد الخدري فقال أحدهما لصاحبه: إني سمعت رسول اللَّه ﷺ يذكر: «أنه يبلغ العرق من الناس يوم القيامة» فقال أحدهما: «إلى شحمته». وقال الآخر: «يلجمه». فخط ابن عمر. وأشار أبو عاصم بأصبعه من أسفل شحمة أذنيه إلى فيه، فقال: ما أرى ذاك إلا سواء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه سعيد بن عمير الأنصاري عن الصحابيين الجليلين عبد الله بن عمر وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما:

نص الحديث:


عن سعيد بن عمير الأنصاري قال: جلست إلى عبد اللَّه بن عمر وأبي سعيد الخدري فقال أحدهما لصاحبه: إني سمعت رسول اللَّه ﷺ يذكر: «أنه يبلغ العرق من الناس يوم القيامة» فقال أحدهما: «إلى شحمته». وقال الآخر: «يلجمه». فخط ابن عمر. وأشار أبو عاصم بأصبعه من أسفل شحمة أذنيه إلى فيه، فقال: ما أرى ذاك إلا سواء.


1. شرح المفردات:


● العرق: هنا يعني العَرَق (بفتح العين والراء)، أي ما يخرج من جسم الإنسان من الماء بسبب شدة الحر أو الخوف.
● يبلغ: يصل.
● شحمته: الشحمة هي الجزء اللين من الأذن، والمقصود هنا شحمة الأذن.
● يلجمه: من اللجام، وهو ما يوضع في فم الدابة للتحكم بها، والمقصود هنا أن العرق يصل إلى فم الإنسان ويغطيه.
● فخط ابن عمر: أي رسم بيده خطًا أو أشار إشارة توضيحية.
● فيه: فمه.
● سواء: متساوٍ أو متقارب.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يصف جانبًا من أهوال يوم القيامة، حيث يُحشر الناس في موقف عظيم، وتشتد عليهم الحرارة والكرب، فيُصيبهم عرق شديد يختلف مقداره حسب أعمالهم.
● السياق: يروي سعيد بن عمير أنه جلس إلى عبد الله بن عمر وأبي سعيد الخدري، فتناقشا في حديث سمِعاه من النبي ﷺ عن مقدار العرق الذي يصيب الناس يوم القيامة.
● الاختلاف في الرواية:
- أحدهما (عبد الله بن عمر أو أبو سعيد) قال: إن العرق يبلغ إلى شحمة الأذن.
- والآخر قال: بل يلجم الفم (أي يصل إلى الفم ويغطيه).
● التوفيق بين الروايتين:
- فقام ابن عمر (أو أبو عاصم، وهو الراوي) وأشار بأصبعه من أسفل شحمة الأذن إلى الفم، وقال: "ما أرى ذاك إلا سواء"، أي أن الفرق بينهما قليل أو متقارب، فكلاهما يدل على شدة العرق وهول الموقف.


3. الدروس المستفادة:


1- عظمة أهوال يوم القيامة: الحديث يذكرنا بشدة ذلك اليوم وعظم الكرب الذي يحيط بالناس، حيث يبلغ العرق منهم مبلغًا عظيمًا يختلف حسب حالهم.
2- اختلاف درجات الناس يوم القيامة: ثبت في أحاديث أخرى أن مقدار العرق يختلف باختلاف أعمال الناس، فمنهم من يبلغ عرقه كعبيه، ومنهم من يبلغ ركبتيه، ومنهم من يبلغ حقويه، ومنهم من يلجمه العرق، كما في هذا الحديث. وهذا بحسب تقواهم وإيمانهم.
3- أهمية الاستعداد ليوم القيامة: هذا الحديث يحفز المسلم على العمل الصالح والتقوى لتخفيف هول ذلك اليوم عليه.
4- أدب الصحابة في نقل الحديث: نرى كيف تناقش الصحابيان بأدب وحرص على فهم الحديث بدقة، دون تعصب أو تشدد، وانتهيا إلى أن الفرق بين الروايتين قليل.
5- التيسير في فهم النصوص: قول الراوي "ما أرى ذاك إلا سواء" يدل على مرونة الفهم والتيسير في الجمع بين الروايات عندما يكون الاختلاف يسيرًا.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- جاء في أحاديث أخرى بيان تفصيلي لمقدار العرق، مثل حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعًا، ويُلجمهم حتى يبلغ آذانهم» (رواه البخاري ومسلم).
- هذه الأهوال تذكر المسلم بحقيقة الدنيا وزوالها، وتحثه على العمل للآخرة والتقرب إلى الله بالطاعات.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن ينجو من أهوال يوم القيامة، وأن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١١٨٥٩)، وأبو يعلى (٥٧١١)، والحاكم (٤/ ٥٧١) كلهم من طريق الضحاك ابن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، حدّثني أبي، عن سعيد بن عمير الأنصاري، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الحميد بن جعفر وسعيد بن عمير فكلاهما حسن الحديث، والحديث له أصل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 35 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العنوان: يبلغ العرق من الناس يوم القيامة إلى شحمته أو يلجمه

  • 📜 حديث: العنوان: يبلغ العرق من الناس يوم القيامة إلى شحمته أو يلجمه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العنوان: يبلغ العرق من الناس يوم القيامة إلى شحمته أو يلجمه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العنوان: يبلغ العرق من الناس يوم القيامة إلى شحمته أو يلجمه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العنوان: يبلغ العرق من الناس يوم القيامة إلى شحمته أو يلجمه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب