حديث: ملاقو الله مشاة حفاة عراة غرلا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب يحشرُ الناسُ يومَ القيامة مُشاةً حُفاةً عُراةً غُرْلًا بُهْمًا

عن عبد اللَّه بن عباس سمع النبي ﷺ يخطب، وهو يقول: «إنكم ملاقو اللَّه مشاة حفاة عراة غرلا».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٢٤)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٦٠) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن عبد اللَّه بن عباس سمع النبي ﷺ يخطب، وهو يقول: «إنكم ملاقو اللَّه مشاة حفاة عراة غرلا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس، فقال: «إِنَّكُمْ مَلَاقُو اللَّهِ، مُشَاةً، حُفَاةً، عُرَاةً، غُرْلًا».

أولاً. شرح المفردات:


● ملاقو الله: أي سترون الله عز وجل وتقفون بين يديه للحساب يوم القيامة.
● مشاة: أي سائرون على أقدامكم، لا تركبون.
● حفاة: أي بدون نعال أو خفاف.
● عراة: أي بدون ثياب.
● غُرْلًا: (بضم الغين وفتح الراء) أي غير مختونين، أو بمعنى أن كل شيء يعود إلى أصله الأول الذي خُلق عليه، كأن لم يُختن أحد.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الخطاب المهيب عن حال الناس يوم القيامة، عندما يُبعثون من قبورهم ويحشرون إلى أرض المحشر ليُعرضوا على رب العالمين. ويصف لنا صلى الله عليه وسلم هذه الحال بأربع صفات:
1- مشاة: يسير الناس على أقدامهم إلى أرض المحشر، وهذا من شدة ذلك اليوم وهوله، حيث لا مركوب ولا وسيلة للنقل إلا المشي، قال تعالى: *{يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ}* [المعارج: 43].
2- حفاة: لا أحد منتعلًا، الجميع حافٍ، تذللاً لله تعالى وخشوعًا، وليتذكر الإنسان ضعفه وفقره إلى ربه.
3- عراة: ليس على أحد ثوب، الجميع عراة كما ولدتهم أمهاتهم. وهذا من أعظم ما يظهر ذل العبد وحياءه من ربه في ذلك الموقف العظيم. وقد ورد في بعض الروايات أن أول من يُكسى يوم القيامة هو إبراهيم الخليل عليه السلام.
4- غُرْلًا: أي غير مختونين، يعود كل إنسان إلى حالته الفطرية الأولى التي خُلق عليها، تنزع عنه جميع التغييرات والصناعات الدنيوية، ليقف بين يدي الله في صورته التي خلقها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تذكير بيوم القيامة وأهواله: الحديث يوقظ القلب من غفلته ويذكره باليوم العظيم، الذي تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت، ليكون الإنسان على استعداد له بالعمل الصالح.
2- إثبات رؤية المؤمنين لربهم: قوله صلى الله عليه وسلم: «ملاقو الله» فيه دليل على أن المؤمنين سيرون الله تعالى يوم القيامة، كما هو عقيدة أهل السنة والجماعة.
3- بيان كمال قدرة الله تعالى: إعادة الخلق بعد الموت وبعثهم بهذه الهيئة من أعظم الأدلة على كمال قدرة الله وعظمته.
4- الزهد في الدنيا وعدم الاغترار بها: هذه الدار دار زائل ونعيمها فان، والنعيم الحقيقي هو في الآخرة. فمهما بلغ الإنسان من الجاه والمال واللباس الفاخر، فإن مصيره إلى أن يقف بين يدي الله عريانًا حافيًا.
5- الحث على الاستعداد لهذا اليوم: بالإيمان والعمل الصالح، والتقوى، وترك المعاصي، فإن الإنسان سيقف على حالته هذه ويحاسب على كل صغيرة وكبيرة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الوصف (المشاة الحفاة العراة) هو الحال الأولى عند البعث والخروج من القبور، ثم بعد ذلك ينفخ في الصور ويكسى الناس، كما جاء في الأحاديث الأخرى.
- هذه الهيئة تظهر العبودية المحضة لله تعالى، والضعف والذل بين يديه، فيكون الخلق جميعًا في مستوى واحد، لا فضل لأحد على أحد بشيء من أمور الدنيا، وإنما يتفاضلون بالإيمان والتقوى.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لاستحضار هذا اليوم والعمل له، وأن يجعله يومًا نلقاه فيه وهو راض عنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٢٤)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٦٠) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
ورواه النسائي في الكبرى (١١٥٨٣)، والحاكم (٢/ ٢٥٢) كلاهما من طريق ثابت بن يزيد، حدّثنا هلال بن خباب، عن سعيد بن جبير، عنه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «تحشرون حفاة عراة غرلا». قال: فقالت زوجته: أينظر -أو يرى- بعضنا عورة بعض؟ قال: «يا فلانة ﴿لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ [سورة عبس: ٣٧]. وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
ورواه الترمذيّ (٣٣٣٢) من طريق تابت بن يزيد به، إلا أنه قال: عن عكرمة، عن ابن عباس.
ثم قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن ابن عباس».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 23 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ملاقو الله مشاة حفاة عراة غرلا

  • 📜 حديث: ملاقو الله مشاة حفاة عراة غرلا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ملاقو الله مشاة حفاة عراة غرلا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ملاقو الله مشاة حفاة عراة غرلا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ملاقو الله مشاة حفاة عراة غرلا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب