حديث: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم ﵇ ثم نبينا ﷺ-

عن ابن عباس قال: خطب النبي ﷺ فقال: «إنكم محشورون إلى اللَّه حفاةً عراةً غرلا، ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾، ثم إن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا إنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ﴾ إلى قوله ﴿شَهِيدٌ﴾ [المائدة: ١١٧] فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٤٠)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٦٠: ٥٨) كلاهما من طريق شعبة، عن المغيرة بن النعمان، شيخ من النخع، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: فذكره.

عن ابن عباس قال: خطب النبي ﷺ فقال: «إنكم محشورون إلى اللَّه حفاةً عراةً غرلا، ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾، ثم إن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا إنه يجاء برجال من أمتي، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ﴾ إلى قوله ﴿شَهِيدٌ﴾ [المائدة: ١١٧] فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:

أولاً. شرح المفردات:


● محشورون: مجتمعون ومجموعون يوم القيامة.
● حفاة: بدون أحذية أو نعال.
● عراة: بدون ملابس.
● غرلاً: غير مختونين، أي على الفطرة التي خلقوا عليها.
● ذات الشمال: جهة الشمال، وهي جهة أهل الشقاء والعذاب.
● أحدثوا بعدك: ابتدعوا أموراً جديدة في الدين بعد وفاتك.
● مرتدين على أعقابهم: راجعين إلى الكفر والضلال بعد إيمانهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ في هذا الخطاب العظيم عن حال الناس يوم القيامة، حيث يُحشرون على هيئتهم التي خُلقوا عليها أول مرة: حفاةً لا نعال لهم، عراةً لا ثياب عليهم، غرلاً غير مختونين. وهذا مصداقاً لقوله تعالى: ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ﴾ [الأنبياء: 104].
ثم يبين ﷺ أن أول من يُكسى من الخلائق يوم القيامة هو الخليل إبراهيم عليه السلام، تكريماً له ومكافأة على صبره وإيمانه.
ثم ينقل النبي ﷺ مشهداً من مشاهد الشفاعة العظمى، حيث يُؤتى بأناس من أمته فيُؤخذ بهم إلى جهة الشمال (جهة النار)، فيتوسل النبي ﷺ إلى ربه قائلاً: "يا رب أصحابي" طالباً الشفاعة لهم، فيُجاب بأن هؤلاء قد ارتدوا على أعقابهم بعد وفاته، وابتدعوا في الدين ما ليس منه.
فيستشهد النبي ﷺ بقول عيسى عليه السلام في القرآن: ﴿وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ﴾ [المائدة: 117]، أي أن شهادته كانت أثناء وجوده بينهم فقط، ولا يعلم ما حدث بعد رفعه إلى السماء.
فَيُؤكَّد له أن هؤلاء لم يزالوا على الردة والابتداع في الدين منذ أن فارقهم النبي ﷺ وانتقل إلى الرفيق الأعلى.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- اليقين بيوم القيامة وما فيه من أهوال وأحوال، مما يوجب الاستعداد له بالأعمال الصالحة.
2- عظمة شفاعة النبي ﷺ لأمته، وحرصه على نجاتهم من العذاب.
3- التحذير من الابتداع في الدين والخروج عن سنة النبي ﷺ، فإن ذلك سبب للهلاك والخلود في النار.
4- الردة عن الدين من أعظم الكبائر التي تخرج من الإسلام وتوجب العذاب الشديد.
5- فضل إبراهيم عليه السلام وعلو منزلته عند الله تعالى.
6- أن الإنسان يُحشر على حالته التي مات عليها، فليحرص كل امرئ على حسن الخاتمة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أشراط الساعة وأحاديث الحشر، وهو يصور جانباً من أهوال يوم القيامة.
- فيه بيان لخطر الابتداع في الدين والتحذير من البدع والمحدثات.
- ينبغي للمسلم أن يتعرف على سنة نبيه ﷺ ويتبعها، ويحذر من مخالفتها.
- الشفاعة مقيدة بإذن الله تعالى ولا تشمل العصاة والمرتدين إلا من تاب وأصلح.
نسأل الله تعالى أن يحشرنا في زمرة النبي ﷺ وأصحابه، وأن يباعد بيننا وبين النار وبين كل عمل يباعدنا عن رحمته.
والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٧٤٠)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٦٠: ٥٨) كلاهما من طريق شعبة، عن المغيرة بن النعمان، شيخ من النخع، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: فذكره. واللفظ للبخاري.
وروى البيهقي في الأسماء والصفات (٨٣٩) بإسناد آخر عن أبي قلابة الرقاشي، ثنا أبو الوليد وحبان قالا: ثنا شعبة بهذا الإسناد، وزاد: «ثم يؤتى بي فأكسى حلة من الجنة لا يقوم لها البشر».
وهذه زيادة حسنة؛ فإن أبا قلابة الرقاشي -وهو عبد الملك بن محمد بن عبد اللَّه الضرير الحافظ- مختلف فيه، قال أبو جعفر الطبري: «ما رأيت أحفظ منه». وقال ابن حبان: «كان يحفظ أكثر حديثه».
ويؤيد هذه الزيادة ما روي عن ابن مسعود مرفوعا في حديث طويل، جاء فيه: «اكسوا خليلي، فيؤتى بريطتين بيضاوين، فيلبَسُهما، ثم يقعد فيستقبل العرش، ثم أُوتَى بكسوتي، فألبسها، فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد غيري».
رواه أحمد (٣٧٨٧) وصحّحه الحاكم (٢/ ٣٦٤ - ٣٦٥) كلاهما من حديث عثمان، عن إبراهيم، عن علقمة، والأسود، عن ابن مسعود، قال: فذكره.
وعثمان هو ابن عمير البجلي أبو اليقظان الكوفي، ضعيف عند جمهور أهل العلم.
ولكن يقويه حديث علي بن أبي طالب موقوفا وهو قوله: «أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم ﵊، ثم النبي ﷺ، وهو عن يمين العرش».
رواه أبو يعلى (٥٥٦) وأحمد في الزهد (٤١٥) وإسحاق بن راهويه - المطالب العالية (٤٥٧٩) كلهم من طريق سفيان، عن عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو، عن عبد اللَّه بن الحارث، عن علي قال: فذكره.
وإسناده صحيح موقوفا على علي بن أبي طالب، ومثله لا يقال بالرأي؛ لأنه من الغيبيات، فهو في حكم المرفوع. ثم الأمر الذي لا خلاف فيه بين المسلمين أن نبينا ﷺ هو ثاني من يكسى يوم القيامة بعد إبراهيم ﷺ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 27 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم

  • 📜 حديث: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب