حديث: أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يشهد يوم القيامة من أعضاء الإنسان

عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: أتيت النبي ﷺ، فقال في حديث طويل: «ما لي أمسك بحجزكم عن النار؟ ألا إن ربي داعي وإنه سائلي: هل بلغت عباده؟ وإني قائل: رب إني قد بلغتهم فليبلغ الشاهد منكم الغائب، ثم إنكم مدعوون مفدمة أفواهُكم بالفدام، ثم إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه».
قلت يا نبي اللَّه: هذا ديننا؟ قال: «هذا دينكم وأينما تحسن يكفك».

حسن: رواه أحمد (٢٠٠٤٣) عن إسماعيل، أخبرنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، فذكره.

عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: أتيت النبي ﷺ، فقال في حديث طويل: «ما لي أمسك بحجزكم عن النار؟ ألا إن ربي داعي وإنه سائلي: هل بلغت عباده؟ وإني قائل: رب إني قد بلغتهم فليبلغ الشاهد منكم الغائب، ثم إنكم مدعوون مفدمة أفواهُكم بالفدام، ثم إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه».
قلت يا نبي اللَّه: هذا ديننا؟ قال: «هذا دينكم وأينما تحسن يكفك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أجمعين:

نص الحديث:


عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: أتيت النبي ﷺ، فقال في حديث طويل: «ما لي أمسك بحجزكم عن النار؟ ألا إن ربي داعي وإنه سائلي: هل بلغت عباده؟ وإني قائل: رب إني قد بلغتهم فليبلغ الشاهد منكم الغائب، ثم إنكم مدعوون مفدمة أفواهُكم بالفدام، ثم إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه». قلت يا نبي اللَّه: هذا ديننا؟ قال: «هذا دينكم وأينما تحسن يكفك».


1. شرح المفردات:


● أمسك بحجزكم: الحِجَز جمع حِجْزَة، وهي ما يُشد به الوسط (مثل الإزار أو الحزام)، والمعنى: أتعلق بكم وأمنعكم من السقوط في النار.
● مفدمة أفواهكم بالفدام: الفِدام (بكسر الفاء) هو اللجام الذي يوضع في فم الدابة، والمعنى: أن أفواههم ستُكمم يوم القيامة فلا تستطيع الكلام إلا بما سجلته عليهم الملائكة.
● يبين عن أحدكم: يظهر ويُعرف.
● لفخذه وكفه: الفخذ والكف، إشارة إلى العورة والأعضاء التي قد يعصي الله بها.
● أينما تحسن يكفك: أي حيثما تحسن عملك وتتقنه، فإنه يكفيك ويحميك.


2. شرح الحديث:


يحتوي هذا الحديث على عدة معاني عميقة:
● التحذير من النار ومسؤولية البلاغ: يبدأ النبي ﷺ بتوجيه خطاب عاطفي لأمته، مستفهماً عن سبب إمساكه بهم ومنعهم من الوقوع في النار، وكأنه يقول: لماذا أتعب نفسي وأجهدها في إنقاذكم؟ ثم يذكر أن الله سيسأله يوم القيامة: "هل بلغت عبادي؟"، وسيجيب بأنه بلغهم، ويأمر الصحابة أن يبلغوا الغائبين (الأجيال القادمة)؛ وهذا تأكيد على مسؤولية الدعوة وتبليغ العلم.
● مشهد يوم القيامة: يصف النبي ﷺ مشهداً من أهوال القيامة، حيث يُدعى الناس وأفواههم مكممة (مُقدمة بالفدام)، فلا يستطيعون الكذب أو التبرير، بل تتكلم جوارحهم وأعضاؤهم بما عملوا.
● كشف العورات والذنوب: يذكر أن أول ما يظهر من الإنسان هو فخذه وكفه، إشارة إلى أن العورة والأعضاء التي استخدمها في المعصية ستشهد عليه، وهذا ترهيب من ارتكاب الذنوب خاصة المتعلقة بالعورات (كالزنا، أو النظر المحرم، أو الضرب باليد في المعصية).
● جوهر الدين: عندما سأل الراوي: "هذا ديننا؟" أجابه النبي ﷺ: "هذا دينكم"، أي أن أساس الدين هو التقوى والخشية من الله، والخوف من اليوم الآخر، والحرص على تبليغ العلم، وأن الإحسان في العمل هو الذي يكفي العبد ويحميه من العذاب.


3. الدروس المستفادة:


● مسؤولية الدعوة: على المسلم أن يبلغ ما تعلمه من دين، وأن ينقل العلم للناس كما أمر النبي ﷺ.
● الخوف من اليوم الآخر: التذكير بيوم القيامة وأهواله يزيد الإيمان ويحفز على الطاعة.
● مراقبة الجوارح: يجب على المسلم أن يحفظ جوارحه من المعاصي، لأنها ستشهد عليه يوم القيامة.
● الإحسان في العمل: قوله ﷺ: "أينما تحسن يكفك" يعني أن الإتقان في الطاعات والعبادات هو سبيل النجاة، وأن الله يكفي المحسنين شرور الدنيا والآخرة.


4. معلومات إضافية:


- الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- فيه إثبات صفة السؤال لله تعالى (كما يليق بجلاله)، وأن النبي ﷺ سيُسأل عن تبليغ الرسالة.
- قوله "أينما تحسن يكفك" قاعدة ذهبية: فالإحسان في العبادة، والمعاملة، والدعوة، والعمل الدنيوي كله خير ووقاية.
نسأل الله أن يجعلنا من المحسنين، وأن يكفينا شرور أنفسنا، ويبلغنا جنته برحمته.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٠٤٣) عن إسماعيل، أخبرنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وإسناده حسن من أجل بهز وأبيه، فإنهما حسنا الحديث، وجده معاوية بن حيدة القشيري، له صحبة.
وروي عن عقبة بن عامر، أنه سمع النبي ﷺ يقول: «إن أول عظم من الإنسان يتكلم يوم يختم على الأفواه، فخذه من الرجل الشمال».
رواه أحمد (١٧٣٧٤) عن الحكم بن نافع، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد الحضرمي، عمن حدثه، عن عقبة بن عامر، فذكره. وفي الإسناد إبهام.
وفي قوله: «من الرجل الشمال» غرابة تفرد به الرجل المبهم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 77 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه

  • 📜 حديث: أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب