حديث: من تظن أنك ملاقي يومك هذا؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مصير من نسي لقاء ربه يوم القيامة

عن أبي هريرة، وأبي سعيد، قالا: قال رسول اللَّه ﷺ: «يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقول اللَّه له: ألم أجعل لك سمعًا وبصرًا ومالًا وولدًا، وسخرت لك الأنعام والحرث، وتركتك ترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟ فيقول: لا، فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني».

حسن: رواه الترمذيّ (٢٤٢٨) عن عبد اللَّه بن محمد الزهري البصري، قال: حدّثنا مالك بن سعير أبو محمد التميمي الكوفي، قال: حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وعن أبي سعيد، قالا: فذكراه.

عن أبي هريرة، وأبي سعيد، قالا: قال رسول اللَّه ﷺ: «يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقول اللَّه له: ألم أجعل لك سمعًا وبصرًا ومالًا وولدًا، وسخرت لك الأنعام والحرث، وتركتك ترأس وتربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟ فيقول: لا، فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله ﷺ: «يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقول الله له: ألم أجعل لك سمعًا وبصرًا ومالًا وولدًا، وسخرت لك الأنعام والحرث، وتركتك ترأس وتربع، فكنت تظن أنك ملاقٍ يومك هذا؟ فيقول: لا، فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني».

1. شرح المفردات:


● يؤتى بالعبد: يُحضر العبد للمحاسبة بين يدي الله تعالى.
● ألم أجعل لك سمعًا وبصرًا: ألم أعطك حاستي السمع والبصر لنفعك في الحياة.
● وسخرت لك الأنعام والحرث: الأنعام هي الإبل والبقر والغنم، والحرث هو الزرع والزروع.
● ترأس وتربع: "ترأس" أي تكون رئيسًا متصرفًا في أمورك، و"تربع" أي تعيش في راحة ورفاهية.
● ملاقي يومك هذا: مواجهة يوم القيامة والحساب.
● اليوم أنساك كما نسيتني: أتركك في العذاب كما تركتَ طاعتي وذكرِي في الدنيا.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يصور مشهدًا من مشاهد يوم القيامة، حيث يُحاسب الله تعالى العبد على النعم التي أنعم بها عليه في الدنيا، وكيف كان شكره لها أو كفره.
يبدأ الموقف بأن يُحضر العبد بين يدي الله، فيذكّره الله بنعمه العظيمة عليه: السمع والبصر كأدوات للإدراك والهداية، والمال والولد كقوة ومعين للطاعة، وتسخير الأنعام والحرث لتوفير الطعام والرزق، ثم تمتعه بالمنزلة والراحة في الدنيا.
ثم يسأله الله تعالى: هل كنت تتوقع هذا اليوم وتستعد له؟ فيجيب العبد بكل صراحة: "لا"، لأنه كان غافلًا عن الآخرة، منشغلًا بالدنيا.
فيكون الرد الإلهي: "اليوم أنساك كما نسيتني"، أي أن الله يترك هذا العبد في العذاب وينساه في ذلك الموقف العصيب، جزاءً على نسيانه لربه وتركه للطاعة في الدنيا.

3. الدروس المستفادة:


● التذكير بنعم الله: الحديث يذكرنا بأن كل ما نملكه من نعم هو من فضل الله، ويجب شكره عليها.
● المسؤولية عن النعم: النعم ليست للمتعة فقط، بل هي أمانة يجب استخدامها في طاعة الله.
● الاستعداد ليوم القيامة: يجب على المسلم أن يعيش دائمًا باستحضار أنه سيلاقي ربه ويحاسبه على كل صغيرة وكبيرة.
● عاقبة الغفلة: الغفلة عن الله والآخرة تؤدي إلى الخسران في الدنيا والآخرة.
● العدل الإلهي: جزاء الإنسان من جنس عمله، فمن نسى الله في الدنيا نسيه الله في الآخرة.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه ابن حبان في صحيحه، والطبراني، وهو حديث صحيح.
- ينبغي للمسلم أن يجعل هذا الحديث نصب عينيه، ليعيد حساباته ويستعد للقاء ربه.
- من أعظم ما يعين على شكر النعم: الاستعانة بها على الطاعات، والاعتراف بأنها من الله تعالى.
أسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، المستعدين للقائه، وأن لا يغفلنا عن ذكره وشكره وطاعته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٤٢٨) عن عبد اللَّه بن محمد الزهري البصري، قال: حدّثنا مالك بن سعير أبو محمد التميمي الكوفي، قال: حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وعن أبي سعيد، قالا: فذكراه.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن محمد الزهري وشيخه مالك بن سعير التميمي، فكلاهما
حسنا الحديث.
قال الترمذيّ: «هذا حديث صحيح غريب».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 84 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من تظن أنك ملاقي يومك هذا؟

  • 📜 حديث: من تظن أنك ملاقي يومك هذا؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من تظن أنك ملاقي يومك هذا؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من تظن أنك ملاقي يومك هذا؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من تظن أنك ملاقي يومك هذا؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب