حديث: ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في السؤال عن النعيم

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن أول ما يسأل عنه يوم القيامة -يعني العبد- من النعيم أن يقال له: ألم نصح لك جسمك، ونرويك من الماء البارد».

صحيح: رواه الترمذيّ (٣٣٥٨)، والبزار (٩٤٠٨)، وعبد اللَّه بن أحمد في زوائد الزهد (ص ٣١)، وصحّحه ابن حبان (٧٣٦٤)، والحاكم (٤/ ١٣٨) كلهم من طريق عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم -أو عرزب- الأشعري قال: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن أول ما يسأل عنه يوم القيامة -يعني العبد- من النعيم أن يقال له: ألم نصح لك جسمك، ونرويك من الماء البارد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يذكرنا بنعم الله تعالى علينا، ويحثنا على شكرها واستعمالها في طاعته. سأشرحه لك شرحاً وافياً على النحو التالي:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام الترمذي في سننه (كتاب صفة القيامة، باب ما جاء في أول ما يسأل عنه العبد)، وقال عنه: "هذا حديث حسن"، ورواه الإمام ابن ماجه وغيره. وهو حديث صحيح بشواهده.
### ثانياً. شرح المفردات
● يُسأل عنه: يُستفتح حساب العبد به ويتحاسب عليه.
● يوم القيامة: يوم البعث والحساب.
● النعيم: كل ما تَنَعَّم به العبد من صحة، ومال، وطعام، وشراب، وسعة عيش.
● نُصِحَّ: بمعنى جعلناه صحيحاً سليماً قوياً. (أصلها من الصحة والعافية).
● جسمك: بدَنك وجسدك.
● نرويك: نسقيك وندفع عطشك.
### ثالثاً. شرح الحديث الإجمالي
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وأول نعيم يُسأل عن شكره واستعماله، هو نعيم الصحة في البدن، والبرودة في الماء.
يسأل الله تعالى عبده يوم القيامة، وهو أعلم بالإجابة، توبيخاً وتقريعاً للعاصي، وتكريماً للشاكر: ألم نمنحك جسداً صحيحاً سليماً، خالياً من الأمراض والأسقام، تتحرك به وتقوم بشؤونك؟ ألم نُسْقِك ماءً بارداً عذباً يروي ظمأك ويُنعشك؟
فهذان النعيمان – الصحة والماء البارد – هما من أعظم النعم وأكثرها ابتذالاً في أعين الناس، وأقلها شكراً، لذلك خصهما النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر في بداية سؤال النعيم.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- عظم نعمة الصحة والماء: هاتان النعمتان هما أساس الحياة وقوامها، وبدونهما لا تستقيم حياة الإنسان. فالصحة تمكنه من العمل والعبادة، والماء يضمن استمرار حياته.
2- وجوب شكر النعم: السؤال يوم القيامة يتضمن التذكير بالنعم والتقصير في شكرها. وشكر النعم لا يكون باللسان فقط، بل يكون:
* بالقلب: الاعتراف بأن النعمة من الله تعالى وحده.
* باللسان: حمده والثناء عليه بها.
* بالجوارح: استعمال النعمة في طاعة الله وعدم استخدامها في معصيته. فشكر الصحة يكون باستعمالها في الصلاة والصيام وبر الوالدين وغير ذلك من الطاعات. وشكر نعمة الماء يكون بعدم الإسراف فيه، والحمد عند الشرب، واستحضار نعمة الله به.
3- الحساب على القليل والكثير: يسأل العبد عن أدنى النعم وأبسطها (كشربة الماء)، فما بالك بالنعم الكبيرة كالمال والولد والعلم؟ وهذا يدل على دقة الحساب وعظم المسؤولية.
4- التذكير الدائم بنعم الله: ينبغي للمسلم أن يكون دائماً متذكراً لنعم الله عليه، مقدراً لها، حتى لا يكون من الغافلين الذين لا يشكرون.
5- التحذير من التبذير والإسراف: خاصّة في الماء، فسؤالك عن شربة ماء بارد تدعوك إلى ترشيد استهلاك الماء وعدم الإسراف فيه، وهو من كبائر الذنوب.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- هذا الحديث يربط بين النعيم الدنيوي والمسؤولية الأخروية، فما أعطيناه في الدنيا سنحاسب عليه في الآخرة.
- من الحكم في كون هاتين النعمتين أول ما يسأل عنهما: أنهما عماد الحياة، وأكثر النعم وجوداً واستعمالاً، وأسهلها إهمالاً وعدم شكر.
- يستحب للعبد أن يقول عند شرب الماء أو عند التمتع بصحة بدنه: "الحمد لله" ليذكر النعمة ويشكرها.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على شكره وحسن عبادته، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٣٣٥٨)، والبزار (٩٤٠٨)، وعبد اللَّه بن أحمد في زوائد الزهد (ص ٣١)، وصحّحه ابن حبان (٧٣٦٤)، والحاكم (٤/ ١٣٨) كلهم من طريق عبد اللَّه بن العلاء بن زبر، عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم -أو عرزب- الأشعري قال: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».
وأما الترمذيّ فقال عقبه: «هذا حديث غريب، والضحاك هو ابن عبد الرحمن بن عرزب، ويقال: ابن عرزم، وابن عرزم أصح».
كذا قال! ورجال إسناده ثقات، ثبت سماع بعضهم من بعض، فلعل وجه استغرابه أن هذا الحديث لا يروى عن النبي ﷺ إلا من هذا الوجه، فقد قال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي ﷺ إلا من هذا الوجه عن أبي هريرة».
قال الأعظمي: وحديث النبي ﷺ إذا صحّ فهو حجة بنفسه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 69 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد.

  • 📜 حديث: ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب