ثواب المؤمن في الدنيا والآخرة

حديث: ثواب المؤمن في الدنيا والآخرة

عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «إن اللَّه لا يظلم مؤمنا حسنة، يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها للَّه في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم تكن له حسنة يجزى بها».

صحيح: رواه مسلم في صفة القيامة والجنة والنار (٢٨٠٨) من طرق عن يزيد بن هارون، أخبرنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تبين عدل الله تعالى ورحمته بعباده، وفيما يلي شرحه مفصلاً:

أولاً. شرح المفردات:

● لا يظلم: لا ينقص من الحق شيئاً.
● حسنة: العمل الصالح الذي يفعله المؤمن تقرباً إلى الله.
● يُطعم: يُعطى ويُكافأ.
● أفضى إلى الآخرة: وصل ومات ودخل فيها.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن عدل الله تعالى ورحمته، حيث يقسم المعاملة بحسب إيمان العبد وكفره:
1- حال المؤمن:
- لا يضيع الله تعالى لدى المؤمن أي حسنة يعملها، كبيرة كانت أم صغيرة.
● في الدنيا: قد يعجل الله له الجزاء على حسناته في الدنيا، إما بتفريج هم، أو دفع بلاء، أو رزق واسع، أو غير ذلك من أنواع المثوبة العاجلة.
● في الآخرة: يحفظها الله له ويجزيه عليها أعظم الجزاء يوم القيامة، حيث يجدها كاملة مضاعفة.
2- حال الكافر:
- الكافر الذي يعمل أعمالاً حسنة في الدنيا (كالصدقة، صلة الرحم، إغاثة الملهوف...) ولكنها ليست خالصة لله تعالى ولا على منهجه، بل قد تكون لرياء أو سمعة أو عادة:
● في الدنيا: يكافئه الله عليها في الدنيا فقط، فيعطيه منها ما يشاء الله من الرزق، أو الصحة، أو السمعة الحسنة بين الناس.
● في الآخرة: لا يكون له أي أجر أو ثواب عليها، لأنه لم يعملها لله، بل حبط عمله، فيأتي يوم القيامة وليس في ميزانه أي حسنة من تلك الحسنات ليجازى بها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عدل الله المطلق: فالله تعالى لا يظلم مثقال ذرة، وهو أحكم الحاكمين.
2- الإخلاص شرط القبول: العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصاً لله موافقاً لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
3- الرحمة بالمؤمن: أن الله يجمع للمؤمن ثواب حسناته في الدنيا والآخرة.
4- تحذير للكافر: أن حياته الدنيا هي غاية ما يحصل عليه من "خير"، وأن الآخرة خسران عليه.
5- الحث على الاستمرار في الطاعة: فالمؤمن مطمئن أن no حسنة له تضيع عند ربه.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدخل في باب الوعيد وباب الإخلاص.
- فيه إثبات صفة العدل لله تعالى كما يليق بجلاله.
- يستدل به العلماء على أن الكفار قد يعطون في الدنيا على بعض أعمالهم "الحسنة" اجتماعياً، لكنها لا وزن لها في الآخرة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، ويغفر لنا تقصيرنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في صفة القيامة والجنة والنار (٢٨٠٨) من طرق عن يزيد بن هارون، أخبرنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.
وفي رواية عنده من طريق سليمان التيمي، عن قتادة، عنه مرفوعا بلفظ: «إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طُعمة من الدنيا، وأما المؤمن، فإن اللَّه يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 119 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثواب المؤمن في الدنيا والآخرة

📜 حديث: ثواب المؤمن في الدنيا والآخرة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ثواب المؤمن في الدنيا والآخرة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ثواب المؤمن في الدنيا والآخرة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ثواب المؤمن في الدنيا والآخرة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية