حديث: من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شهيدًا أو شفيعًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب شهادة النبي ﷺ وشفاعته لمن صبر على لأواء المدينة
صحيح: رواه مالك في الجامع (٣) عن قطن بن وهب بن عمير بن الأجدع، عن يحنس مولى الزبير، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا حديث عظيم في فضل الصبر على لأواء المدينة وشدتها، وبيان مكانتها، وسأشرحه لك وفق النقاط المطلوبة بإذن الله.
### أولاً. ترجمة الراوي ومصدر الحديث
● الراوي: يحنس مولى الزبير بن العوام، وهو ثقة من التابعين.
● من روى عنه: الإمام عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أحد كبار الصحابة وأعلمهم بسنن النبي ﷺ.
● مصدر الحديث: أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (كتاب الحج، باب فضل المدينة ودعاء النبي ﷺ فيها بالبركة، ومن نوى تركها...)، وهو من أصح الكتب بعد القرآن الكريم.
ثانياً. شرح المفردات:
● الفتنة: المراد بها هنا الفتنة التي وقعت بين المسلمين في زمن خلافة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وما تلاها من أحداث.
● مولاة له: أمَة كانت تحت ملكيته أو جاريته.
● لكاع: كلمة تستخدم للزجر والتوبيخ بلطف، ومعناها: اقعدي ولا تتعجلي، أو اقعدي أيها العاجز (على سبيل التلطف والشفقة، لا الذم).
● اللأواء: (بفتح الهمزة) شدة العيش وقسوته، والمشقة والجوع.
● الشدّة: المصاعب والضيق.
● شهيدًا: أي شاهدا له يوم القيامة بأنه صبر على لأواء المدينة محبة فيها وفي رسول الله ﷺ.
● شفيعًا: أي أطلب له المغفرة وأتوسط له عند الله تعالى.
ثالثاً. شرح الحديث:
يخبرنا يحنس أنه كان جالساً مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في زمن الفتنة التي عصفت بالمسلمين، فجاءته جاريته (أو مولاته) لتسلم عليه وتخبره أنها تريد الخروج من المدينة المنورة بسبب ما يعانيه الناس من شدة العيش وضيق الحال (وقد يكون بسبب القتال أو المجاعة المرتبطة بأحداث تلك الفترة).
فنهاها عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن ذلك وزجرها بلطف قائلاً: "اقعدي لكاع"، أي امكثي ولا تتعجلي في الخروج. ثم استدل على ذلك بقول النبي ﷺ الذي سمعه منه مباشرة.
فقد بشّر النبي ﷺ من يصبر على مشقة العيش في المدينة المنورة، وشدة الحياة فيها، بأنه سيكون له يوم القيامة أحد أمرين عظيمين:
1- شهيدًا له: أي يشهد له النبي ﷺ بين يدي الله تعالى بأنه صبر عليها محبة له ولدينه.
2- أو شفيعًا له: أي يتشفع له النبي ﷺ عند الله تعالى بالمغفرة والرحمة والجنة.
وهذه البشارة العظيمة تدل على فضل الصبر على لأواء المدينة، وأن هذه المشقة ليست عقوبة، بل هي سبب للرفعة والدرجة العالية عند الله تعالى، بشرط الصبر عليها ابتغاء وجه الله واتباعاً لسنة نبيه ﷺ.
رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- فضل المدينة المنورة ومكانتها: الحديث دليل على فضل المدينة النبوية وأنها محضن الإيمان، والصبر على مشاقها من علامات الإيمان ومحبة النبي ﷺ.
2- الحث على الصبر على الشدائد: يعلّمنا الحديث أن الصبر على الشدائد والمكاره في سبيل الله وفي الأماكن الفاضلة له أجر عظيم.
3- التمسك بالسنة في زمن الفتن: في أوقات الفتن والاضطرابات، يجب التمسك بهدي النبي ﷺ وأقواله، كما فعل ابن عمر رضي الله عنهما حين استدل بحديث النبي ليثبت مولاته على البقاء في المدينة.
4- عظم شفاعة النبي ﷺ: الحديث يبين مكانة النبي ﷺ يوم القيامة وأنه يشفع لأمته، وهذه الشفاعة خاصة بمن اتّبع سنته واهتدى بهديه.
5- النصيحة والرفق في الأمر والنهي: نرى كيف أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما زجر مولاته بلطف بقوله "لكاع"، مما يدل على أهمية الرفق في النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
خامساً:
معلومات إضافية مفيدة:- هذا الحديث يدخل في باب "فضل المدينة وآداب سكناها"، وقد وردت أحاديث أخرى تحث على سكنى المدينة والصبر على لأوائها، وتحذر من تركها أو إرادة ذلك.
- المقصود بـ "لأوائها وشدتها" يشمل المشاق المعنوية والمادية التي قد تعتري ساكنها، كالغلاء، أو الوباء، أو الفتن، وغير ذلك.
- هذا الوعد النبوي بالشفاعة أو الشهادة هو لأهل الإيمان والصبر المحتسبين، وليس لكل من سكن المدينة بغير نية صالحة.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في دينه، والثبات على سنّة نبيه، وأن يحشرنا في زمرة من تنالهم شفاعة سيدنا محمد ﷺ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه مسلم في الحج (٤٨٢: ١٣٧٧) من طريق مالك، به.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 73 من أصل 119 حديثاً له شرح
- 48 يقوم الناس لرب العالمين مقدار نصف يوم من خمسين ألف...
- 49 شفاعته ﷺ العامة في أهل الموقف ليريحهم من مقامهم
- 50 يجمع الله الناس يوم القيامة فيأتون آدم فيقولون اشفع لنا...
- 51 شفاعته ﷺ في دخول من لا حساب عليهم الجنة
- 52 أول من يقرع باب الجنة
- 53 شفاعته ﷺ في تخفيف العذاب عن بعض أهل النار
- 54 شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي
- 55 شفاعة النبي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمته
- 56 الشفاعة تخرج قوما من النار كالثعارير
- 57 الجهنميين
- 58 أخرجوا من وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير
- 59 يؤذن للملائكة والنبيين والشهداء أن يشفعوا، فيشفعون
- 60 فاتقوا النار ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة
- 61 الأمة الأمية ونبيها الآخرون الأولون
- 62 ليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب
- 63 اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا
- 64 أول الناس يقضى يوم القيامة عليه شهيد وعالم ومنفق
- 65 أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة
- 66 أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته
- 67 أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء
- 68 أول من يتخاصم يوم القيامة جاران
- 69 ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد.
- 70 والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة
- 71 عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيم فعل وعن ماله...
- 72 يجيء النبي يوم القيامة، ومعه الرجل، والنبي ومعه الرجلان
- 73 من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شهيدًا أو...
- 74 لا يصبر أحد على لأوائها فيموت إلا كنت له شفيعًا...
- 75 فخذه ولحمه وعظامه تنطق بعمله يوم القيامة
- 76 لا أجيز على نفسي إلا شاهدًا مني
- 77 أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه
- 78 لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس إلا شهد...
- 79 المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس
- 80 الحجر له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به
- 81 يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع عليه كنفه
- 82 ثواب المؤمن في الدنيا والآخرة
- 83 هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة
- 84 من تظن أنك ملاقي يومك هذا؟
- 85 إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها
- 86 المؤمنون على قنطرة بين الجنة والنار
- 87 من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها
- 88 يأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك...
- 89 حال الناس يوم القيامة عراة غرلا بهما
- 90 من ضرب ضربا ظلما اقتص منه يوم القيامة
- 91 يؤخذ للشاة الجلحاء من الشاة القرناء
- 92 عجبت لها والذي نفسي بيده ليقادن لها يوم القيامة
- 93 سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
- 94 سبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السموات والأرض
- 95 من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا بوعده
- 96 البطاقة التي ثقلت موازين الحسنات
- 97 ساقا ابن مسعود: أثقل في الميزان من أحد
معلومات عن حديث: من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شهيدًا أو شفيعًا
📜 حديث: من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شهيدًا أو شفيعًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شهيدًا أو شفيعًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شهيدًا أو شفيعًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له شهيدًا أو شفيعًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








