حديث: نساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ريح الجنة

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا».

صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (١٢٥: ٢١٢٨) عن زهير بن حرب، حدّثنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث الوعيد، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.

أولاً. شرح المفردات:


● صنفان من أهل النار: نوعان أو فئتان من الناس مصيرهم إلى النار بسبب أفعالهم هذه.
● لم أرهما: لم يخلقا بعد في زمن النبي ﷺ، ولكنه أخبر عنهما بالوحي.
● سياط كأذناب البقر: جمع سوط، وهو أداة للضرب. وشبهها النبي ﷺ بذيول البقر في طولها وغِلَظها، للدلالة على قسوة من يستخدمها.
● كاسيات عاريات: يلبسن الثياب ولكنها لا تستر أجسادهن بشكل كامل، إما لرقَّتها أو ضيقها أو قصرها، فكأنهن عاريات.
● مميلات مائلات:
● مميلات: أي يُمِلْنَ غيرهن إلى طريق الفتنة والفساد بإغوائهن وتزيين المنكر لهن.
● مائلات: أي يَمِلْنَ بأنفسهن عن طريق الهدى والاستقامة إلى طريق المعصية والفساد، ويتبخترن في مشيتهن.
● رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة:
● أسنمة البخت: سنام الجمل، وهو الحدبة التي على ظهره.
- شبه النبي ﷺ رؤوس النساء اللاتي يكبرنها بعصائب أو عمائم أو نحوها لجعلها كالحدبة، ليفتنّ بأنفسهن ويُظهرن الزينة المحرمة.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ عن فئتين خطيرتين ستظهران في أمته، مصيرهما إلى النار بسبب إصرارهما على معصية الله وإيذاء عباد الله:
1- الفئة الأولى: القساة الظلمة من الحكام وأعوانهم:
وهم الذين يتسلطون على الناس بالظلم والعنف، ويستخدمون أدوات القوة والتعذيب (السياط) ليس لحق أو عدل، بل للبطش والتجبر وإذلال الناس. وجود مثل هؤلاء يؤدي إلى انعدام الأمن وانتشار الخوف وضياع حقوق العباد.
2- الفئة الثانية: النساء المتبرجات المفسدات:
وهن اللاتي:
- يلبسن الثياب ولكنها لا تُغطي ولا تستر، إما لشدة ضيقها أو شفافيتها أو قصرها، فتكشف مفاتن الجسد.
- يمشين متبخترات متعجبات بأنفسهن، يُمِلْنَ ويتمايلن في مشيتهن ليجلبن الأنظار ويُثيرن الفتنة.
- يُضفن شعورهن أو يضعن ما يشبه "الكسكة" على رؤوسهن لتبدو كبيرة وكأنها سنام جمل، وهذه من وسائل التبرج والافتخار المحرمة.
- لا يقتصر ضررهن على أنفسهن بل يُفسدن غيرهن من النساء بالإغواء والدعوة إلى التبرج.
ويختم النبي ﷺ بالوعيد الشديد لهاتين الفئتين بأنهما "لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها"، وهذا وعيد شديد يدل على كبر ذنبهما وعظم خطرها. ثم بين ﷺ أن رائحة الجنة الطيبة تُوجد من مسافة بعيدة جداً (والمراد بالمسافة التعبير عن بعدها الشديد، وليس التحديد).


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحذير شديد من الظلم وإيذاء المسلمين: خاصة من له سلطة أو قوة، فإن عذاب الله له أليم. فالسلطة أمانة ومسؤولية، وليست وسيلة للبطش والتجبر.
2- تحذير النساء من التبرج والافتتان بالزينة: والواجب عليهن الحياء والستر والتقوى، وعدم إظهار الزينة إلا لمن يحل له ذلك. والتبرج من كبائر الذنوب.
3- ذم التشبه بالكفار أو بالبهائم: حيث شبه النبي ﷺ تسريحة رؤوسهن بأسنمة الإبل، وهذا ذم لهذا الفعل ونهي عنه.
4- بيان أن بعض الذنوب تمنع من دخول الجنة أصلاً: إذا أصر عليها صاحبها ولم يتب منها، وهذا يدل على خطورتها.
5- الإيمان بالغيب: فقد أخبر النبي ﷺ عن أمور لم تقع في زمنه، فوقع الكثير منها في زماننا، مما يزيدنا يقيناً بنبوته ﷺ.
6- وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: خاصة في قضية الحجاب والتبرج، فهي من المسائل التي عمّ بها البلاء في كثير من المجتمعات.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أحاديث الوعيد، ولكن يجب أن يُفهم في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة التي تُقر بأن مرتكب الكبيرة لا يخلد في النار إذا مات ولم يتب، إذا كان موحداً. لكن هذا الوعيد الشديد يدل على كبر هذه المعصية وخطورتها.
- يجب على ولي الأمر أن يمنع هاتين الفئتين من الظهور والإفساد في الأرض، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
- على المرأة المسلمة أن تتقي الله في زينتها ولباسها، وأن تحتجب وتتستر، فقد قال الله تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33].
نسأل الله السلامة والعافية، وأن يعيذنا من النار ومن كل ما يقرب إليها.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في اللباس والزينة (١٢٥: ٢١٢٨) عن زهير بن حرب، حدّثنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 27 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها

  • 📜 حديث: نساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب