ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك

حديث: ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك

عن أبي ذر كان يحدِّث أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: فذكر قصة الإسراء والمعراج، وجاء فيه: «ثم أُدخلتُ الجنّةَ فإذا فيها جَنابذُ اللؤلؤ، وإذا ترابُها المسك».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصلاة (٣٤٩)، ومسلم في الإيمان (١٦٣) كلاهما من حديث يونس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: كان أبو ذر يحدّث، فذكره في حديث طويل.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. حديث الإسراء والمعراج من أعجب الأحاديث وأعظمها، وفيه من العبر والعظات ما يزيد المؤمن إيماناً ويقيناً. وها أنا أشرح لك هذا الجزء منه شرحاً وافياً على منهج أهل السنة والجماعة.
الحديث بتمامه:
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ...» وذكر الحديث الطويل، وفيه: «...ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ».
(أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما بألفاظ متقاربة)

الشرح التفصيلي:

# 1. شرح المفردات:

● أُدخلتُ الجنة: أي أدخله الله تعالى جنته التي أعدها للمتقين في الآخرة، وهو ﷺ رأى ذلك في رحلة المعراج.
● جَنابِذُ اللُّؤْلُؤ: (مفردها: جُنْبُذَة) وهي القباب العظيمة الشاهقة. وقيل هي ما استدار وارتفع من البناء، أي أن قباب الجنة مشيدة من لؤلؤ صافٍ نقي.
● تُرابُهَا: الأرض التي يمشي عليها الناس، أو الأساس الذي تقوم عليه.
● المِسْك: هو أطيب الطيب وأشده جمالاً في الرائحة. والمسك الأصلي من أندر وأغلى أنواع العطور في الدنيا.

# 2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي ﷺ عن أعظم رحلة في تاريخ البشرية، وهي رحلة الإسراء والمعراج، التي أسري به فيها من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماوات السبع، حتى وصل إلى سدرة المنتهى، وفرضت عليه الصلوات الخمس.
وفي هذا المقطع، يصف لنا ﷺ جزءاً مما رآه في الجنة، وهو مناظر تقع فيها العين ولا يستطيع البشر في دنياهم تصور كمالها وحسنها. فالوصف هنا هو لأعلى درجات الجنة وليس كلها، ففيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
● "فإذا فيها جَنابِذُ اللُّؤْلُؤ": هذا وصف لعظمة بنيان الجنة وعلوه وجماله. فالقباب التي هي أعلى ما في البناء مصنوعة من لؤلؤ مجوف متلألئ، ينفذ منه الضوء فيمنح المكان بهاءً ونوراً أخّاذاً. وهذا يدل على نفاسة مواد البناء وعظمتها، فإذا كانت القباب بهذه الصفة، فكيف بجدرانها وأبوابها وأثاثها؟!
● "وإذا تُرابُهَا المِسْك": هذا وصف لأرض الجنة. فإذا كانت أرض الدنيا تراباً وحجارة، فإن أرض الجنة من المسك الأذفر، الذي إذا مشيت عليها انتشرت أريجها الطيب. وهذا يدل على النظافة التامة والنعمة الكاملة، فليس فيها غبار ولا وسخ، بل كلها طيب ونعيم.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:

1- إثبات حقيقة الجنة: الحديث دليل واضح على وجود الجنة حقيقةً، وأنها دار النعيم التي أعدها الله لعباده المؤمنين، فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
2- عظمة نعيم الجنة: الوصف النبوي يهدف إلى تعظيم شأن الجنة في نفوس المؤمنين، ليكون ذلك دافعاً لهم للعمل الصالح والصبر على الطاعة، فالجنة غالية ولا تنال إلا بشيء غالٍ وهو طاعة الله ورسوله.
3- قدرة الله المطلقة: خلق الجنة بهذه المواصفات الخارقة للعادة دليل على قدرة الله تعالى التي لا يعجزها شيء. فخالق اللؤلؤ والمسك قادر على أن يجعل منهما بناءً وأرضاً.
4- التفكر في نعيم الآخرة: الحديث يوجه المسلم إلى أن ينقل همته من الدنيا الفانية إلى الآخرة الباقية، وأن يتفكر في نعيم الجنة ليخفف عليه مشاق الطريق ومتاعب الدنيا.
5- صدق نبوة محمد ﷺ: هذا الوصف العجيب للجنة هو من أخبار الغيب التي أخبر بها النبي ﷺ، وهو أمي لم يرَ في حياته مثل هذه الأشياء، فدل ذلك على أنه لا يعلمها إلا بوحي من الله تعالى.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:

- الجنة لها درجات، وأعلاها (الفردوس الأعلى) وهي تحت عرش الرحمن، وأسفلها (جنة عدن). وما رآه النبي ﷺ هو من أعلى الدرجات.
- وردت أوصاف أخرى للجنة في أحاديث كثيرة، فمنها أن أنهارها من لبن وخمر وعسل غير متغير الطعم، وحلي أهلها الذهب والفضة

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصلاة (٣٤٩)، ومسلم في الإيمان (١٦٣) كلاهما من حديث يونس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: كان أبو ذر يحدّث، فذكره في حديث طويل.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 24 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك

📜 حديث: ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية