حديث: حصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في لَبنة الجنة

عن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول اللَّه، حدّثنا عن الجنة، ما بناؤها؟ قال: «لبنة ذهب ولبنة فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه».

حسن: رواه أحمد (٨٠٤٣)، وعبد بن حميد (١٤٢٠)، وصحّحه ابن حبان (٧٣٨٧) كلهم من طريق زهير بن معاوية، حدّثنا أبو مجاهد سعد الطائي، حدّثنا أبو المدلة مولى أم المؤمنين، أنه سمع أبا هريرة يقول: فذكره.

عن أبي هريرة قال: قلنا: يا رسول اللَّه، حدّثنا عن الجنة، ما بناؤها؟ قال: «لبنة ذهب ولبنة فضة، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يجعلك وإيانا من أهل الجنة الذين ينعمون فيها ولا يبأسون.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الترمذي في سننه، وصححه الألباني، يصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جانباً من عظمة وجمال بناء الجنة، التي أعدها الله تعالى للمتقين. وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، وفق منهج أهل السنة والجماعة:

أولاً. شرح المفردات:


● لبنة: أي قالب الطين أو الآجر الذي يُبني به، أي أن حجارتها الأساسية.
● ملاطها: المادة التي تُلصق بها اللبنات (الإسمنت في مصطلحات عصرنا).
● المسك الأذفر: المسك شديد الرائحة الطيبة، و"الأذفر" يعني الفواح ذو الرائحة الزكية القوية.
● حصباؤها: الحصى الصغيرة التي تُفرش على الأرض.
● ينعم ولا يبأس: ينعم بالخير والنعيم ولا يشقى أو يحزن أبداً.
● يخلد ولا يموت: يبقى فيها خالداً أبداً، لا يخرج منها ولا يموت.
● لا تبلى ثيابه: لا تتلف أو تهرمل ملابسه.
● لا يفنى شبابه: لا يزول شبابه وقوته ونضارته، بل هو في قمة النشاط والحيوية إلى الأبد.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث جانباً من عجائب بناء الجنة، التي لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وهذا الوصف إنما هو تمثيل وتقريب للأذهان، لأن حقيقة نعيم الجنة فوق ما يتصوره الإنسان، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأعلى ما نعرفه ونستطيع تخيله في دنيانا.
1- لبنة ذهب ولبنة فضة: هذا يدل على نفاسة وقيمة مواد البناء، فإذا كانت الجدران من الذهب والفضة -أغلى ما يعرفه الناس- فكيف بما هو أعلى منها وأغلى؟! وهو إشارة إلى أن كل شيء فيها ثمين ونفيس.
2- وملاطها المسك الأذفر: حتى المادة التي تُجمع بها هذه اللبنات الثمينة هي من أطيب الطيب، وهو المسك، الذي تفوح رائحته الزكية في كل مكان. وهذا يدل على أن نعيم الجنة يشمل جميع الحواس،包括 حاسة الشم.
3- وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت: حصى أرض الجنة من الجواهر الكريمة التي يُتخذ منها الحلي في الدنيا، كاللؤلؤ النقي والياقوت الأحمر، مما يدل على نعمة البصر وجمال المناظر.
4- وترابها الزعفران: وهو من أطيب النباتات وأغلاها في الدنيا، فتراب الجنة الذي نمشي عليه أفخر من أندر العطور وأغلاها.
5- من يدخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت: هذه هي خلاصة النعيم، فهو نعيم كامل لا يشوبه نقص، ولا يخاف أهله من زوال أو فقدان. إنه نعيم دائم مقيم، لا موت بعده ولا خروج.
6- لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه: من كمال النعيم أن الإنسان يكون في أبهى صورة، ثيابه جديدة لا تتسخ ولا تتمزق، وشبابه دائم لا يعتريه هرم أو مرض أو ضعف. فهي حياة طيبة كاملة في كل جوانبها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تعظيم نعيم الجنة: الحديث يزرع في قلب المؤمن الشوق إلى الجنة والرغبة في نعيمها، مما يحفزه على طاعة الله واجتناب معاصيه.
2- قدرة الله المطلقة: هذا الوصف يدل على عظمة الخالق وقدرته التي لا يعجزها شيء، فهو القادر على خلق هذه النعم العظيمة.
3- أن نعيم الجنة حقيقي: يؤكد الحديث على حقيقة نعيم الجنة وأنه نعيم حسي يدركه الإنسان بجميع حواسه، ليس مجرد نعيم روحي فقط.
4- الترغيب في العمل للآخرة: يذكرنا هذا الوصف بأن الدنيا وما فيها من ذهب وفضة وزعفران هي شيء تافه حقير لقاء إلى نعيم الآخرة، فيجب أن نعمل لها أعمالاً صالحة.
5- كمال النعيم وخلوده: أهم ما في الجنة هو خلود النعيم وعدم انقطاعه، فلا موت ولا حزن ولا همّ، وهي الغاية التي يطلبها كل عاقل.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الوصف هو لغرفة واحدة في الجنة، كما في رواية أخرى: "إن في الجنة لغرفة يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها"، فقال أبو موسى الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام".
- ينبغي للمسلم أن يسأل الله الجنة ويعمل لها، ويستحضر هذه الصور العظيمة ليزداد إيماناً ويقيناً.
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يبلغنا وإياكم جنة الفردوس، وأن ينعم علينا بالنظر إلى وجهه الكريم، في غير ضراء مُضرة ولا فتنة مضلة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٠٤٣)، وعبد بن حميد (١٤٢٠)، وصحّحه ابن حبان (٧٣٨٧) كلهم من طريق زهير بن معاوية، حدّثنا أبو مجاهد سعد الطائي، حدّثنا أبو المدلة مولى أم المؤمنين، أنه سمع أبا هريرة يقول: فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي المدلة فإنه حسن الحديث، فقد وثقه ابن ماجه، وذكره ابن حبان في الثقات، والكلام على أبي المدلة مبسوط في كتاب الصيام.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 35 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران

  • 📜 حديث: حصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب