أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن

حديث: أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن

عن أبي هريرة قال: أُتِي رسولُ اللَّه ﷺ يومًا بلَحْم، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه، فذكر حديث الشّفاعة الطويل، وجاء فيه: فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقال: يا محمد، أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفس محمد بيده! إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧١٢)، ومسلم في الإيمان (١٩٤) كلاهما من طريق أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث الشفاعة، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بإذن الله.

أولاً. شرح المفردات:

● أُتِي رسولُ اللَّه ﷺ يومًا بلَحْم: أي قُدِّم له طعام فيه لحم.
● فرفع إليه الذراع: الذراع هي قطعة لحم من رجل الشاة، وكانت من أحب اللحم إلى النبي ﷺ.
● حديث الشفاعة الطويل: يشير إلى الحديث الكبير الذي يذكر فيه النبي ﷺ شفاعته لأمته يوم القيامة.
● أمتي أمتي: كررها النبي ﷺ للاهتمام بشأن أمته والشفاعة لهم.
● من لا حساب عليه: هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.
● الباب الأيمن: باب من أبواب الجنة خاص بهؤلاء المخصوصين.
● شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب: يعني أن هؤلاء يدخلون من الباب الأيمن، ويمكنهم الدخول من بقية الأبواب أيضًا مع غيرهم.
● المصراعين: مصراع الباب هو أحد لوحيه أو جنبتيه.
● مصاريع الجنة: أبواب الجنة.
● هجر: منطقة معروفة في شرق الجزيرة العربية (في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية حالياً).
● بصرى: مدينة في بلاد الشام (في جنوب سوريا حالياً).

ثانيًا. شرح الحديث:

يبدأ الحديث بأنه قُدِّم للنبي ﷺ لحم، وقدَّموا له قطعة الذراع التي كان يحبها، فجعل يتناولها ويحدث حديثًا طويلاً عن الشفاعة العظمى يوم القيامة.
وفي هذا المقطع الذي سألت عنه، يصف النبي ﷺ كيف أنه يشفع لأمته يوم القيامة، فيقول: "يا رب، أمتي أمتي"، فيستجيب الله له، فيأمر أن يُدخل الجنة من أمته من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة.
وهؤلاء الذين لا حساب عليهم هم الذين تجاوز الله عن سيئاتهم، وهم من صنف السابقين المقربين، أو من غفر الله لهم بفضله ورحمته.
ثم يبين النبي ﷺ عظمة أبواب الجنة وسعتها، فيقول: "والذي نفس محمد بيده! إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى".
وهذا القسم منه ﷺ ("والذي نفس محمد بيده") لبيان عظمة ما يخبر به ويؤكده، وهو أن المسافة بين مصراعي (جنبتي) الباب الواحد من أبواب الجنة كالمسافة بين مكة وهجر، أو بين مكة وبصرى، وهي مسافات شاسعة جداً تُعبر عن سعة أبواب الجنة وعظمتها.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- شفاعة النبي ﷺ لأمته: من أعظم ما يبينه هذا الحديث شفاعة النبي ﷺ لأمته يوم القيامة، وحرصه على إنقاذهم، وهذا من رحمة الله بهذه الأمة.
2- فضل الأمة المحمدية: أن الله تعالى يخص أمة محمد ﷺ بفضائل عظيمة، منها دخول عدد كبير منهم الجنة بلا حساب.
3- سعة الجنة ونعيمها: الحديث يصور عظمة الجنة وسعة أبوابها، مما يبعث في النفس الشوق إلى نعيم الآخرة والاجتهاد في طاعة الله.
4- التوسل إلى الله بنبيه ﷺ: فيه إشارة إلى أن التوسل إلى الله بشفاعة النبي ﷺ وبركته أمر مشروع، كما في الدعاء والطلب من الله بأن يجعلنا من الذين ينالون شفاعته.
5- قدرة الله وعظمته: هذا الوصف للجنة يذكرنا بعظمة خلق الله وقدرته، وأن الجنة التي أعدها للمتقين فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث جزء من "حديث الشفاعة الطويل" الذي هو من أطول الأحاديث، وهو متفق على صحته.
- المقصود بـ "من لا حساب عليه" هم الذين يدخلون الجنة مباشرة بفضل الله ورحمته، دون أن يقفوا للحساب، وهم من المحسنين في العبادة أو المغفور لهم.
- المسافة بين مكة وهجر تقدر بمئات الكيلومترات، وكذلك بين مكة وبصرى، مما يدل على الضخامة الهائلة لأبواب الجنة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يبلغنا الجنة بفضله ورحمته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٧١٢)، ومسلم في الإيمان (١٩٤) كلاهما من طريق أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال: فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 12 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن

📜 حديث: أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية