حديث: ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في عرض أبواب الجنة

عن معاوية بن حيدة القشيري أن رسول اللَّه ﷺ قال: «أنتم توفون سبعين أمة، أنتم آخرها، وأكرمها على اللَّه، وما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما، وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ».

حسن: رواه أحمد (٢٠٠٢٥) وعبد بن حميد (٤١١) كلاهما عن الحسن بن موسى، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، قال: سمعت الجريري، يحدث عن حكيم بن معاوية، عن أبيه قال: فذكره.

عن معاوية بن حيدة القشيري أن رسول اللَّه ﷺ قال: «أنتم توفون سبعين أمة، أنتم آخرها، وأكرمها على اللَّه، وما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما، وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم فيه بشارات لأمة الإسلام، ورد عن الصحابي الجليل معاوية بن حيدة القشيري رضي الله عنه، وقال عنه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع": (صحيح).

أولاً. شرح المفردات:


● تَوْفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً: أي تكمّلون عدد سبعين أمة من الأمم السابقة. والمراد بالأمم هنا: الأمم المختلفة التي بعث فيها الأنبياء.
● آخِرُهَا: أي آخر هذه الأمم زمناً.
● أَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ: أي أعلاها منزلة وأرفعها مكانة عند الله تعالى.
● مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ: المصراع: هو أحد leaf الباب أو panel. والمصاريع: جمع مصراع، أي أجنحة الباب أو leafs الباب.
● مَسِيرَةَ أَرْبَعِينَ عَامًا: أي المسافة بين المصراعين (أي عرض الباب) تساوي مسافة يمشيها المسافر في أربعين سنة.
● لَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ: سيأتي يوم على هذا الباب العظيم.
● وَإِنَّهُ لَكَظِيظٌ: "كَظِيظ" يعني مملوءاً ومحشواً بالداخلين، من الكَظَّ، أي الامتلاء والحشو. أي سيمتلئ هذا الباب العريض بالداخلين إلى الجنة حتى يضيق بهم.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن فضل أمته ومكانتها:
1- فضل الأمة وتميزها: يبين صلى الله عليه وسلم أن أمة الإسلام هي خاتمة الأمم وأكرمها على الله تعالى. قوله: «أَنْتُمْ آخِرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ» يشير إلى أن هذه الأمة هي آخر الأمم، وقد جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، وشرفها بحمل رسالة الإسلام الخاتمة، وجعلها شاهدة على الأمم السابقة.
2- عظمة الجنة ونعيمها: ثم ينتقل الحديث لوصف عظمة الجنة وسعتها، فيذكر أن الباب الواحد من أبواب الجنة عريض جداً، بحيث أن المسافة بين جنبيه (مصراعيه) تساوي مسيرة أربعين سنة. وهذا يدل على عظمة خلق الله تعالى، وعلى سعة رحمته وجنته التي أعدها لعباده المؤمنين. وهذا الوصف من النبي صلى الله عليه وسلم يزيد المؤمن شوقاً إلى الجنة وحرصاً على العمل لدخولها.
3- كثرة دخول الأمة الجنة: ثم يختم النبي صلى الله عليه وسلم الحديث ببشارة عظيمة، وهي أن هذا الباب العريض الذي يتسع لمسيرة أربعين سنة، سيأتي عليه يوم – وهو يوم القيامة – يكون "كَظِيظًا"، أي مكتظاً وممتلئاً بأفراد هذه الأمة وهم يدخلون الجنة. وهذا يدل على كثرة من يدخل الجنة من هذه الأمة، by the رحمة of Allah تعالى، وهو مما يبعث على التفاؤل والأمل.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- شرف الأمة الإسلامية وفضلها: يجب على المسلم أن يعتز بانتمائه لأمة الإسلام، التي اختارها الله وفضلها على سائر الأمم، وأن يكون شاكراً لله على هذه النعمة.
2- تفضيل الله تعالى لهذه الأمة بكثرة الداخلين في الجنة: هذه البشارة تبعث الأمل والطمأنينة في نفوس المؤمنين، وتحثهم على العمل الصالح والمسارعة إلى الخيرات.
3- سعة رحمة الله تعالى: الحديث دليل على سعة رحمة الله وعظيم عفوه، حيث يدخل الجنة من هذه الأمة عدد كبير.
4- حقيقة الجنة وعظمتها: الوصف المادي لعرض باب الجنة (مسيرة 40 عاماً) يذكرنا بعظمة مخلوقات الله وجلاله، فإذا كان الباب بهذه الضخامة، فكيف بالجنة ذاتها؟! وهذا يزيد الإيمان ويقوي التعلق بالآخرة.
5- الحث على الاستباق إلى الخيرات: هذا الفضل العظيم والأمل الكبير لا يعني التكاسل، بل هو حافز للاستمرار في الطاعة والعبادة، فدخول الجنة يحتاج إلى عمل وجهاد ونفس طويل.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "فضائل الأمة المحمدية" التي جاءت في أحاديث كثيرة.
- ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف من الله والرجاء في رحمته. فهذه البشارة العظيمة تزيد رجاءه، ويقابله الخوف من التقصير في حق الله تعالى.
- من الأدعية المأثورة التي تدعو بدخول الجنة: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ».
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٠٢٥) وعبد بن حميد (٤١١) كلاهما عن الحسن بن موسى، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، قال: سمعت الجريري، يحدث عن حكيم بن معاوية، عن أبيه قال: فذكره.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١٤٧٥)، وابن حبان (٧٣٨٨)، وأبو نعيم في الحلية (٦/ ٢٠٥)، وفي صفة الجنة (١٧٨) كلهم من طريق خالد بن عبد اللَّه الواسطي - ورواه البيهقي في البعث والنشور (٢٣٩) من طريق علي بن عاصم كلاهما (خالد وعلي) من طريق سعيد الجريري به. واقتصروا على الشطر الأخير من الحديث.
وإسناده حسن من أجل حكيم بن معاوية فإنه حسن الحديث. وأما سعيد الجريري فإنه كان قد اختلط في آخره إلا أن رواية حماد بن سلمة، وخالد بن عبد اللَّه عنه كانت قبل اختلاطه.
ولكن ورد عند ابن أبي عاصم وأبي نعيم في الحلية «سبعين سنة» وورد عند ابن حبان، وأبي
نعيم في صفة الجنة، والبيهقي «سبع سنين» فإن صحت هذه الروايات، فتكون محمولة على اختلاف الأبواب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 14 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما

  • 📜 حديث: ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب