حديث: من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أدخله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في عدد أبواب الجنة

عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد اللَّه، وابن أمته، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله اللَّه من أي أبواب الجنة الثمانية شاء».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٢٨) عن داود بن رشيد، حدّثنا الوليد -يعني ابن مسلم-، عن ابن جابر، قال: حدّثني عمير بن هانئ، قال: حدّثني جنادة بن أبي أمية، حدّثنا عبادة بن الصامت، قال: فذكره.

عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من قال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد اللَّه، وابن أمته، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله اللَّه من أي أبواب الجنة الثمانية شاء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس من سنة نبيه الكريم.
الحديث الشريف: عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ أَمَتِهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ».
رواه الإمام البخاري في "صحيحه" والإمام مسلم وغيرهما.


1. شرح المفردات:


● أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له: شهادة التوحيد، وهي إقرار باللسان وتصديق بالقلب بأنه لا معبود بحق إلا الله تعالى، المنفرد بالألوهية والربوبية والأسماء والصفات.
● وأن محمدًا عبده ورسوله: الإقرار بالعبودية المحضة للنبي ﷺ وبنبوته ورسالته.
● وأن عيسى عبد الله: نفي الألوهية عن عيسى عليه السلام وتأكيد أنه عبد مخلوق من عباد الله الصالحين.
● وابن أمته: أي أنه ابن مريم البتول عليها السلام، وهي أمة الله الصالحة، للتأكيد على بشريته وعدم وجود أب له.
● وكلمته: أي أن عيسى عليه السلام خُلق بكلمة الله تعالى "كُن" فكان، فهو كلمة الله تعالى التي أنشأه بها.
● ألقاها إلى مريم: أي أن الله تعالى أوحى بها إلى مريم فحملت بعيسى عليه السلام من غير أب.
● وروح منه: أي أن عيسى عليه السلام خُلق بروح من الأرواح التي خلقها الله وأمر بها، أو أنه روح من الأرواح التي كرمها الله، وقيل: "منه" أي من خلقه وأمره، وليس المعنى أنه جزء من ذات الله تعالى (حاشا لله)، فالله منزه عن التجزء.
● وأن الجنة حق، وأن النار حق: التصديق الجازم بما أخبر الله به ورسوله من وجود الجنة والنار، وهما دارا الجزاء الأبدي للمؤمنين والكافرين.
● أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء: وعد من الله تعالى بدخول الجنة من أي باب يختاره هذا المؤمن، تكرمةً له وتشريفاً.


2. شرح الحديث:


يؤكد هذا الحديث العظيم على أركان الإيمان الأساسية، ويجمع بين:
● الإيمان بالله تعالى وتوحيده.
● الإيمان برسوله محمد ﷺ.
● الاعتقاد الصحيح في عيسى عليه السلام، وهو من كبار أولي العزم من الرسل، وذلك بردِّ الضلالات التي حرفتها النصرانية حوله، من ادعاء الألوهية أو البنوة الحقيقية لله (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً). فوصفه بالعبودية لله ونسبة أمه إلى الأمة (العبودية) فيه رد على من ادعى ألوهيته أو ألوهية أمه.
● الإيمان باليوم الآخر وما فيه من الجنة والنار.
فمن جمع هذا الاعتقاد السليم، مقراً به بقلبه، نطق به لسانه، عاملاً بموجبه، فقد استكمل أصلاً عظيماً من أصول الإيمان، واستحق بكرم الله تعالى وفضله أن يدخل الجنة من أي أبوابها شاء، وهذا من أعلى الدرجات.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عقيدة التوحيد هي الأساس: الحديث يربط دخول الجنة بالشهادة بالتوحيد والإيمان بالرسل، مما يدل على أنها أول واجب على العبد.
2- بيان العقيدة الصحيحة في عيسى عليه السلام: جاء الحديث مفصلاً في صفة عيسى عليه السلام ليكون حجة على النصارى، وليُعلّم المسلم الاعتقاد الصحيح فيه، فيؤمن بنبوته ويبرأ من اعتقاد النصارى الضال فيه.
3- شمولية الإيمان: الإيمان ليس بالقلب فقط، بل لا بد من النطق بالشهادتين والاعتقاد بجميع أركان الإيمان (الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره).
4- فضل هذا الذكر العظيم: في هذا الحديث ترغيب عظيم في الإتيان بهذه الكلمات، لما فيها من إقرار بالتوحيد والتصديق بالرسل واليوم الآخر، وهي تجمع أصول الدين.
5- سعة فضل الله وكرمه: أن جزاء هذا الإقرار هو دخول الجنة من أي أبوابها، وهو كرم عظيم وفضل من الله تعالى على عباده المؤمنين.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● أبواب الجنة الثمانية: ذكرها النبي ﷺ في أحاديث أخرى، منها: باب الصلاة، وباب الصيام، وباب الجهاد، وباب الصدقة، وباب الريان للصائمين، وغيرها. وقيل إنها تختلف باختلاف أعمال البر التي يتفضل الله بها على عباده.
● مكانة الحديث: هذا الحديث من الأحاديث التي تُعتَبر أصلاً في بيان العقيدة الإسلامية الصحيحة، خاصة في الرد على النصارى.
● العمل بالحديث: يستحب للمسلم أن يحافظ على هذا الذكر، وأن يعتقده بقلبه، ليكون من الذين وعدهم الله بهذا الفضل العظيم.
وصلى
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (٢٨) عن داود بن رشيد، حدّثنا الوليد -يعني ابن مسلم-، عن ابن جابر، قال: حدّثني عمير بن هانئ، قال: حدّثني جنادة بن أبي أمية، حدّثنا عبادة بن الصامت، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 6 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أدخله

  • 📜 حديث: من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أدخله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أدخله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أدخله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أدخله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب