حديث: لبنة الجنة من ذهب ولبنة من فضة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في لَبنة الجنة

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «بناء الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة».

حسن: رواه أحمد (٨٧٤٧) والبزار - كشف الأستار (٣٩٠٥)، والطبراني في الأوسط (٢٥٥٣) وأبو نعيم في صفة الجنة (١٣٧) كلهم من طرق عن عمران القطان، عن قتادة، عن العلاء بن زياد العدوي، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: «بناء الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي ذكرته حديث صحيح، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وغيره من أئمة الحديث.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث على النحو المطلوب:

نص الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بُنَاءُ الْجَنَّةِ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ».

1. شرح المفردات:


● بُنَاءُ: المقصود به حقيقة بناء الجنة وهيكلها الأساسي.
● الْجَنَّةِ: دار النعيم التي أعدها الله تعالى لعباده المؤمنين في الآخرة.
● لَبِنَةٌ: القطعة أو الآجرة التي يُبني بها الحائط، وجمعها لَبِن.
● ذَهَبٍ: معدن نفيس معروف.
● فِضَّةٍ: معدن نفيس معروف، وهو دون الذهب في القيمة.

2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم عن عظمة وجمال بناء الجنة، التي هي دار الخلود والكرامة لأهل الإيمان. فبيّن صلى الله عليه وسلم أن بناءها يتكون من لبنات (أي طوب أو أحجار البناء) من الذهب والفضة. وهذا وصف لحسي لبناء الجنة يدركه البشر بما يعرفون من مواد ثمينة في الدنيا، ولكن حقيقة نعيم الجنة أعظم مما يتصوره عقل البشر، كما قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17].
والمعنى أن الجنة مبنية بأغلى وأثمن المواد المعروفة لدى الناس في الدنيا، مما يدل على فخامتها وعلو شأنها، وأن نعيمها دائم لا يفنى، بخلاف الدنيا الفانية. وقد جاءت أحاديث أخرى تزيد هذا الوصف بياناً، ففي رواية للبخاري أيضاً: «... وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ»، أي أن المادة التي تُلصق بها هذه اللبنات هي المسك الأذفر شديد الرائحة الطيبة.

3. الدروس المستفادة منه:


● عظمة نعيم الجنة وجلالة مكانتها: فإذا كان بناءها من الذهب والفضة، فكيف بما فيها من أنهار وأشجار وقصور وثمار؟! وهذا يبعث في قلب المؤمن الشوق إلى الجنة والرغبة في نعيمها.
● الحث على العمل للآخرة: فإن الدنيا وما فيها من ذهب وفضة زائلة، والجنة ونعيمها باق، فيجب على المسلم أن يعمل ليوم لقاء الله، ويجعل الدنيا وسيلة للآخرة.
● التصديق بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: من أمور الغيب التي لا نعلم حقيقتها الكاملة، ولكننا نؤمن بها كما جاءت.
● التفكر في عظمة الخالق: الذي خلق هذه الجنة وأعدها لعباده المؤمنين، وهو القادر على كل شيء.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث جزء من حديث أطول يصف الجنة ونعيمها، وهو من الأحاديث التي تثير الهمم للعمل الصالح.
- الذهب والفضة في الدنيا محرم استعمالهما في بعض الأمور على الرجال (كالأواني والزينة)، ولكن في الآخرة يكونان من مواد البناء الأساسية، مما يدل على أن حكم الدنيا غير الآخرة.
- ينبغي للمسلم أن يتذكر دائمًا أن الجنة هي المطلب الأعلى، وأن يسعى لها سعيها، كما قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].
أسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياكم الجنة، وأن يجعلنا من أهلها، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٨٧٤٧) والبزار - كشف الأستار (٣٩٠٥)، والطبراني في الأوسط (٢٥٥٣) وأبو نعيم في صفة الجنة (١٣٧) كلهم من طرق عن عمران القطان، عن قتادة، عن العلاء بن زياد العدوي، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ لأحمد، وزاد البزار: «وملاطها المسك».
وإسناده حسن من أجل عمران القطان؛ فإنه حسن الحديث إذا لم يأت بما ينكر عليه، وقد توبع عليه أيضًا.
رواه البيهقي في البعث والنشور (٢٥٧) من طريق محمد بن المنهال، أنبأ يزيد بن زريع، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة به نحوه. وزاد: «ترابها زعفران».
ويزيد بن زريع سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل أن يختلط.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 36 من أصل 286 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لبنة الجنة من ذهب ولبنة من فضة

  • 📜 حديث: لبنة الجنة من ذهب ولبنة من فضة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لبنة الجنة من ذهب ولبنة من فضة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لبنة الجنة من ذهب ولبنة من فضة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لبنة الجنة من ذهب ولبنة من فضة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب