اهتزاز عرش الرحمن لوفاة سعد بن معاذ

حديث: اهتزاز عرش الرحمن لوفاة سعد بن معاذ

عن جابر بن عبد اللَّه قال: سمعتُ النبيَّ ﷺ يقول: «اهتزَّ العرشُ لموت سعد ابن معاذ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (٣٨٠٣)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٦٦) كلاهما من حديث الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن جابر بن عبد اللَّه قال: سمعتُ النبيَّ ﷺ يقول: «اهتزَّ العرشُ لموت سعد ابن معاذ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم يُظهر مكانة الصالحين عند الله تعالى، ورد في الصحيحين (البخاري ومسلم) وغيرهما من دواوين السنة المعتمدة.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● اهتزَّ: تحرَّك واضطرب تحركًا شديدًا يدل على الفرح والاستبشار.
● العرش: هو أعظم المخلوقات، وهو سقف الجنة، وهو مقرب من الله تعالى وعظيم الشأن.
● سعد بن معاذ: هو سعد بن معاذ بن النعمان الأنصاري الأوسي، سيد قومه وأميرهم، صحابي جليل شهد بدرًا وأحدًا، وكان من أعظم الأنصار منزلة وأثرًا في نصر الإسلام.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عرش الرحمن تحرك واهتز فرحًا واستبشارًا بوفاة سعد بن معاذ رضي الله عنه، تكريمًا له وإعلاءً لشأنه، وإظهارًا لفرح heaven بقدوم روحه الطاهرة.
3. الدروس المستفادة والعبر:
● علو منزلة الصالحين عند الله: فاهتزاز العرش لموت سعد دليل على مكانته العظيمة ورفيع درجته عند الله تعالى.
● الجزاء من جنس العمل: فقد كان سعد رضي الله عنه من أفاضل الصحابة ومناصرًا للدين، فكان جزاؤه تكريمًا عظيمًا.
● التأسي بالصالحين: يحثنا الحديث على الاقتداء بأمثال سعد في صدق الإيمان والتضحية في سبيل الله.
● بيان أن العرش مخلوق: واهتزازه دليل على أنه مخلوق له صفات تليق به، لا يشبه المخلوقات، كما أن الله لا يشبه شيئًا من خلقه.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- توفي سعد بن معاذ رضي الله عنه متأثرًا بجرح أصيب به في غزوة الخندق سنة 5 هـ.
- نزل له سبعون ألف ملك من السماء يشيعونه، كما جاء في بعض الروايات.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه: «اهتز له عرش الرحمن» وفي رواية: «رحمة الله على سعد بن معاذ، لقد اهتز له العرش».
- قيل في سبب هذه المنزلة: إنه كان شديد الغيرة على حرمات الله، صادق الإيمان، مجاهدًا في سبيل الله.
نسأل الله أن يرزقنا الإيمان الصادق، والعمل الصالح، وأن يتوفانا على ذلك.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المناقب (٣٨٠٣)، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٦٦) كلاهما من حديث الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر فذكره.
قال البخاريّ: وعن الأعمش، حدّثنا أبو صالح، عن جابر، عن النبيّ ﷺ، مثله. فقال رجل الجابر: فإنّ البراء يقول: «اهتزّ السّرير». فقال: إنّه كان بين هذين الحيين ضغائن، سمعتُ النبيَّ ﷺ يقول: «اهتزّ عرش الرّحمن لموت سعد بن معاذ».
قوله: «بين هذين الحيّين» أي الأوس والخزرج.
وقوله: «ضغائن» بالضّاد والغين جمع ضغينة، وهي الحقد.
قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» (٧/ ١٢٣ - ١٢٤): «قال الخطابيّ: إنّما قال جابر ذلك لأنّ سعدًا كان من الأوس، والبراء خزرجيّ، والخزرج لا تُقرُّ للأوس بفضل. كذا قال وهو خطأ فاحش فان البراء أيضًا أوسي لأنه ابن عازب بن الحارث بن علي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس يجتمع مع سعد بن معاذ في الحارث بن الخزرج، والخزرج والد الحارث بن الخزرج، وليس هو الخزرج الذي يقابل الأوس وانما سمي على اسمه، نعم الذي من الخزرج الذين هم مقابلو الأوس جابر. وإنّما قال جابر ذلك إظهارًا للحقّ واعترافًا بالفضل لأهله فكأنه تعجّب من البراء كيف قال ذلك مع أنه أوسيٌّ. ثم قال: أنا وإنْ كن خزرجيًّا
وكان بين الأوس والخزرج ما كان لا يمنعني ذلك أنّ أقول الحقّ فذكر الحديث. والعذر للبراء أنه لم يقصد تغطية فضل سعد بن معاذ وإنما فهم ذلك، فجزم به هذا الذي يليق أنْ يُظن به وهو دالٌّ على عدم تعصّبه. ولما جزم الخطابي بما تقدم احتاج هو ومن تبعه إلى الاعتذار عمّا صدر من جابر في حقّ البراء، وقالوا في ذلك ما محصله: إنّ البراء معذور لأنّه لم يقل ذلك على سبيل العداوة السعد وإنما فهم شيئا محتملا فحمل الحديث عليه والعذر لجابر أنه ظنّ أن البراء أراد الغض من سعد، فساغ له أنْ ينتصر له واللَّه أعلم».
ثم قال: «وقد أنكر ابنُ عمر ما أنكره البراء فقال: إنّ العرش لا يهتز لأحد. ثم رجع عن ذلك وجزم بأنه اهتزّ له عرش الرحمن». انتهى.
وسيأتي حديث ابن عمر.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 448 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اهتزاز عرش الرحمن لوفاة سعد بن معاذ

📜 حديث: اهتزاز عرش الرحمن لوفاة سعد بن معاذ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اهتزاز عرش الرحمن لوفاة سعد بن معاذ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اهتزاز عرش الرحمن لوفاة سعد بن معاذ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اهتزاز عرش الرحمن لوفاة سعد بن معاذ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية