حديث: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في اهتزاز العرش
صحيح: رواه ابنُ حبان في «صحيحه» (٧٠٣٢) عن الحسن بن سفيان، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن العلاف، حدّثنا محمد بن سواء، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام ابن حبان في صحيحه، وغيرهما، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وفيه فضيلة عظيمة للصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه.
وفيما يلي شرح الحديث وفق الخطوات المطلوبة:
1. شرح المفردات:
* جنازة سعد موضوعة: أي أن جثمان سعد بن معاذ رضي الله عنه كان محمولاً على الأعناق (على النعش) وقد وُضِع على الأرض استعداداً للصلاة عليه.
* اهتزّ لها عرش الرّحمن: الاهتزاز هنا يُفهم على ما يليق بجلال الله تعالى، وهو عبارة عن حركة تعبير عن الفرح والاستبشار بقدوم روح هذا العبد الصالح. والعرش: هو أعظم المخلوقات، وهو سقف الجنة.
* ما أخفّها!: قالها المنافقون استهزاءً وتعجباً من خفة نعشه، يوهمون أن سبب خفته قلة عمله وضعيف إيمانه، تعالى الله عما يقولون.
* تحمله الملائكة معهم: أي أن خفة النعش لم تكن لقلة العمل، بل لأن الملائكة الكرام كانوا يحملونه مع الناس، تكريماً له وتعظيماً.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حاضراً عند جنازة سعد بن معاذ، فقال مقولته العظيمة: "اهتز لها عرش الرحمن"، تعبيراً عن فرح heaven وابتهاجها بقدوم روح هذا الصحابي الجليل. فسمع بعض المنافقين هذا الكلام، فطعنوا في الجنازة وقالوا باستخفاف: "ما أخف هذه الجنازة!" (كأنهم يشككون في منزلته). فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قولهم، رد عليهم وبين الحقيقة بأن خفة الجنازة لم تكن لنقص، بل لأن الملائكة كانوا يشاركون في حملها، فكانت خفيفة لحملهم إياها مع البشر، تكريماً من الله تعالى لسعد.
3. الدروس المستفادة منه:
* علو منزلة سعد بن معاذ رضي الله عنه: فهو من هو في الإسلام، شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأن العرش اهتز لموته، وهذا من أعلى مراتب التكريم عند الله تعالى.
* كمال عدالة الصحابة وفضلهم: فسعد من أهل بدر، وحكم في بني قريظة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عنه: "اهتز العرش لموت سعد".
* بيان خطر النفاق والمنافقين: الذين لا يفتؤون يطعنون في أهل الإصلاح والخير، ويحاولون التقليل من شأنهم حتى في أحلك الظروف وأوقات المصائب.
* الحكمة من النبي صلى الله عليه وسلم في الرد: حيث رد على شبهتهم بردٍّ بليغ يزيح الالتباس ويبين الحقيقة.
* إثبات صفة الاهتزاز للعرش: على الوجه الذي يليق بجلال الله وعظمته، من غير تشبيه ولا تمثيل، ومن غير تعطيل ولا تحريف.
* أن الأعمال بالخواتيم: فالله تعالى أكرم سعداً بوفاةٍ طيبةٍ ومقدمةٍ عظيمة إلى الجنة.
4. معلومات إضافية مفيدة:
* سبب موت سعد: أصيب سعد بن معاذ رضي الله عنه في غزوة الخندق (الأحزاب) في أكحله (عرق في الذراع)، فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم فبرئ، ثم عاد إليه المرض فمات منه.
* منزلة سعد: عندما مات قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ"، وقال أيضاً: "هذا الرجل الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة، لقد ضم ضمة ثم فرج عنه". رواه البخاري ومسلم.
* الرد على شبهة: قد يُشكل على البعض كيف يهتز العرش وهو أعظم المخلوقات؟ والجواب أن هذا من أمور الغيب التي نؤمن بها كما جاءت، ونقول: اهتزاز يليق بعظمة الله وجلاله، لا يشبه اهتزاز المخلوقات، فالله على كل شيء قدير.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يجعلنا من الذين يفرح heaven بقدوم أرواحهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ورواه الطبراني في الكبير (٦/ ١٤)، وابن منده في التوحيد (٨٢٣) كلاهما من وجه آخر عن محمد بن سواء، عن سعيد، عن قتادة، وفيه: «اهتزّ العرشُ لموت سعد». ولم يذكرا قصة حمل الملائكة له.
ورواه الترمذيّ (٣٨٤٩)، والطبراني في الكبير كلاهما من حديث عبد الرزّاق -وهو في المصنف (٢٠٤١٤) -، عن معمر، عن قتادة، عن أنس، قال: «لما حملت جنازة سعد بن معاذ، قال المنافقون: ما أخف جنازته -لحكمه الذي حكم في قريظة- فبلغ ذلك النبيَّ ﷺ فقال: «لا، ولكن الملائكة تحمله». وإسناده صحيح.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 452 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 427 اعلموا أن ربكم ليس بأعور، وأنكم لن ترون ربكم حتى...
- 428 لذة النظر إلى وجهك
- 429 يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قيامًا أربعين سنة
- 430 يرى كلّهم القمر مخليًا به والله أعظم
- 431 اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله
- 432 عصيان الله ورسوله يؤدي الى الغواية
- 433 قولوا: ما شاء الله ثم شاء محمد
- 434 أمرهم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: «ورب الكعبة»
- 435 إذا حلف أحدُكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت
- 436 ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه
- 437 أقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم
- 438 يا ابنَ آدم أنفق أُنفق عليك
- 439 كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء
- 440 من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان حق على...
- 441 إن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت...
- 442 سلوا الله الفردوس أعلى درجات الجنة
- 443 ما بين شحمة أذن الملك إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام
- 444 كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم، ومات رجل عظيم
- 445 سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
- 446 من صعق يوم القيامة أول من تنشق عنه الأرض
- 447 لا تخيروني على موسى
- 448 اهتزاز عرش الرحمن لوفاة سعد بن معاذ
- 449 هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش
- 450 سعد بن معاذ مات فتحت له أبواب السماء
- 451 جنازة سعد: اهتز لها عرش الرحمن
- 452 اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
- 453 اهتز العرش لموت سعد بن معاذ
- 454 اهتز عرش الرحمن لسعد بن معاذ يوم توفي
- 455 هذا الذي تحرّك له العرش وفتحت له أبواب السماء
- 456 سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا...
- 457 أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي
- 458 المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي
- 459 المتحابون في الله في ظل العرش يوم القيامة
- 460 من أنظر معسرًا أو وضع له أظله الله يوم القيامة
- 461 من انظر معسرا اظله الله في ظل عرشه
- 462 من نفس عن غريمه كان في ظل العرش يوم القيامة
- 463 رحمة الله سبقت غضبه سبحانه
- 464 إن رحمتي تغلب غضبي
- 465 فضل هذه الأمة بجعل الأرض طهورًا ومسجدًا
- 466 اقرأ الآيتين من آخر سورة البقرة أعطيتُهما من تحت العرش
- 467 خواتيم سورة البقرة لم يعطهن نبي قبلي
- 468 التسبيح والتهليل والتحميد لهن دوي كالنحل
- 469 الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر أحد قدره
- 470 أصل خلق الملائكة والجان والناس
- 471 البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك
- 472 يؤتي بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام
- 473 فرُفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل
- 474 أطيط السماء وما تلام أن تثط
- 475 يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر
- 476 الملائكة تنزل في العنان فتذكر الأمر قضي في السماء
معلومات عن حديث: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
📜 حديث: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 17, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








