حديث: احتج آدم وموسى فقال له موسى أنت أبونا خيبتنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في التوراة بأنّ اللَّه تعالى كتبها بيده وأنزلها على نبيّه وكليمه موسى ﵇-

عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ قال: «احتجّ آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيّبْتنا وأخرجْتنا من الجنّة. قال له آدم: يا موسى اصطفاك اللَّه بكلامه، وخطّ لك بيده، أتلومني على أمر قدَّره اللَّه عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة، فحجّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى».
وفي حديث ابن أبي عمر، وابن عبدة، قال أحدهما: «خط». وقال الآخر: «كتب لك التّوراة بيده».

متفق عليه: رواه مسلم في القدر (٢٦٥٢)، عن محمد بن حاتم، وإبراهيم بن دينار، وابن أبي عمر المكي، وأحمد بن عبدة الضّبّي، جميعًا عن ابن عيينة (واللّفظ لابن حاتم، وابن دينار) قالا: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن طاوس، قال: سمعتُ أبا هريرة، يقول: فذكر الحديث.

عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ قال: «احتجّ آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيّبْتنا وأخرجْتنا من الجنّة. قال له آدم: يا موسى اصطفاك اللَّه بكلامه، وخطّ لك بيده، أتلومني على أمر قدَّره اللَّه عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة، فحجّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى».
وفي حديث ابن أبي عمر، وابن عبدة، قال أحدهما: «خط». وقال الآخر: «كتب لك التّوراة بيده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ ﷺ قال:
«احتجّ آدم وموسى، فقال له موسى: يا آدم أنت أبونا خيّبْتنا وأخرجْتنا من الجنّة. قال له آدم: يا موسى اصطفاك اللَّه بكلامه، وخطّ لك بيده، أتلومني على أمر قدَّره اللَّه عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة، فحجّ آدمُ موسى، فحجَّ آدمُ موسى».
وفي رواية: «خطّ لك التوراة بيده».


1. شرح المفردات:


● احتجّ: أي تحاجّا وتناظرا وتناقشا في أمرٍ ما.
● خيَّبتنا: أي أَحْزَنْتنا وأفسدت أمرنا وأضعت علينا الجنة.
● اصطفاك: اختارك واجتباك من بين خلقه.
● بكلامه: أي بتكليم الله تعالى له دون واسطة.
● خطّ لك بيده: أي كتب لك التوراة بيده سبحانه وتعالى على وجه التشريف والتكريم.
● قدّره اللَّه عليّ: أي كتبه وقضاه عليّ في اللوح المحفوظ.
● فحجّ آدم موسى: أي غلبه آدم بالحجة وأفحمه.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي ﷺ أن نبيَّيْن كريمَيْن هما آدم وموسى عليهما السلام تحاجّا وتناقشا، فعاتب موسى عليه السلام أباه آدم على ما صدر منه من الأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها، مما أدى إلى خروجه من الجنة وخروج ذريته من بعده.
فردّ عليه آدم عليه السلام بحجة قوية، وهي أن هذا الأمر كان مقدرًا عليه من قبل أن يخلق، وقد كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ قبل خلق آدم بأربعين سنة.
وبهذه الحجة القائمة على التسليم بقضاء الله وقدره، غلب آدمُ موسى في الحوار، وأقنعه بأن اللوم غير وارد على أمر قدّره الله تعالى وقضاه.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الإيمان بالقدر خيره وشره: من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بقضاء الله وقدره، وأن كل شيء قد قدّره الله تعالى وكتبه في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
2- عدم لوم الإنسان على ما قُدّر عليه: لا ينبغي لوم الإنسان على ذنب أو خطيئة وقعت بقدر الله، وإنما يُلام على التقصير في طاعة الله وعدم الأخذ بالأسباب المشروعة.
3- قوة حجة آدم عليه السلام: كانت حجة آدم قائمة على التسليم لله تعالى والإيمان بقضائه، مما يدل على فضله وعلمه.
4- التواضع والعلم: موسى عليه السلام مع علوّ منزلته وقربه من الله، قبل الحجة واعترف بها، وهذا من تواضع الأنبياء وحكمتهم.
5- الردّ بالحكمة والمنطق: ينبغي للمؤمن عند المحاجة أو المناظرة أن يرد بالحجة الواضحة والكلمة الطيبة، كما فعل آدم عليه السلام.
6- تفاضل الأنبياء في منازلهم: لكل نبي فضله ومكانته عند الله، وآدم أبو البشر، وموسى كليم الله، وكلٌّ مكرّم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُثبت صفة الكتابة لله تعالى كما يليق بجلاله، من غير تشبيه ولا تمثيل.
- معنى "قبل أن يخلقني بأربعين سنة": قيل: إن الله تعالى قدَّر الأرزاق والآجال وغيرها من المقادير قبل خلق آدم بأربعين سنة.
- الحديث دليل على أن القدر حجة لله تعالى على عباده، كما هو حجة للعبد عند المناظرة والاعتذار.
- يستفاد منه أن الاعتراف بالقدر لا ينافي الأخذ بالأسباب والتحذير من المعاصي، فآدم عليه السلام لم يُستدرج إلى المعصية بقدر الله، بل خُوطب بالنهي وأمر بالطاعة، لكن عند وقوع المعصية علم أنها بقدر الله.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في القدر (٢٦٥٢)، عن محمد بن حاتم، وإبراهيم بن دينار، وابن أبي عمر المكي، وأحمد بن عبدة الضّبّي، جميعًا عن ابن عيينة (واللّفظ لابن حاتم، وابن دينار) قالا: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن طاوس، قال: سمعتُ أبا هريرة، يقول: فذكر الحديث.
ورواه البخاريّ في القدر (٦٦١٤) عن علي بن عبد اللَّه: حدّثنا سفيان، قال: حفظناه من عمرو، بإسناده، مثله، وليس فيه لفظ حديث ابن أبي عمر المكّيّ.
ورواه أبو داود (٤٧٠١) عن مسدّد وأحمد بن صالح كلاهما عن سفيان بن عيينة، بإسناده وفيه، قال آدم: «أنت موسى اصطفاك اللَّه بكلامه، وخطّ لك التّوراة بيده».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 620 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: احتج آدم وموسى فقال له موسى أنت أبونا خيبتنا

  • 📜 حديث: احتج آدم وموسى فقال له موسى أنت أبونا خيبتنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: احتج آدم وموسى فقال له موسى أنت أبونا خيبتنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: احتج آدم وموسى فقال له موسى أنت أبونا خيبتنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: احتج آدم وموسى فقال له موسى أنت أبونا خيبتنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب