حديث: رسول الله ﷺ يدعو هرقل إلى الإسلام في رسالة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب الإيمان

باب ترجمة كتاب اللَّه إلى اللّغات الأخرى

عن ابن عباس، قال: أخبرني أبو سفيان بن حرب، أنّ هرقل دعا بكتاب رسول اللَّه ﷺ الذي بعث به دحية إلى عظيم بُصري، فدفعه إلى هرقل، فقرأه فإذا فيه: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد اللَّه ورسوله إلى هرقل عظيم الرُّوم، سلام على من اتّبع الهدى. أمّا بعد: فإنّي أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تُسلم، يؤتك اللَّه أجرك مرتين، فإن تولّيتَ فإنّ عليك إثم الأريسيين وَ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ
تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [سورة آل عمران: ٦٤]».
متفق عليه: رواه البخاريّ في بدء الوحي (٧)، ومسلم في كتاب الجهاد والسير (١٧٧٣)، كلاهما من حديث الزّهريّ، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس، قال: فذكر الحديث بطوله، وسيأتي في مواضعه كاملًا.

عن ابن عباس، قال: أخبرني أبو سفيان بن حرب، أنّ هرقل دعا بكتاب رسول اللَّه ﷺ الذي بعث به دحية إلى عظيم بُصري، فدفعه إلى هرقل، فقرأه فإذا فيه: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد اللَّه ورسوله إلى هرقل عظيم الرُّوم، سلام على من اتّبع الهدى. أمّا بعد: فإنّي أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تُسلم، يؤتك اللَّه أجرك مرتين، فإن تولّيتَ فإنّ عليك إثم الأريسيين وَ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [سورة آل عمران: ٦٤]».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا الحديث العظيم الذي رواه ابن عباس عن أبي سفيان بن حرب يروي قصة رسالة النبي ﷺ إلى هرقل عظيم الروم، وهي من الشواهد التاريخية العظيمة على عالمية الدعوة الإسلامية وسماحتها. وإليكم الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


● هرقل: هو قيصر الروم، إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية في ذلك الوقت.
● دحية الكلبي: هو صحابي جليل، كان من أجمل الناس، وكثيرًا ما كان النبي ﷺ يبعثه برسائله إلى الملوك.
● عظيم بصرى: كبير مدينة بصرى في الشام.
● بدعاية الإسلام: بدعوة الإسلام.
● إثم الأريسيين: الأريسيون هم الفلاحون والرعايا من العامة، وقيل: هم الضعفاء الذين يتبعونك، فإذا ضللت ضلوا بك.
● كلمة سواء: كلمة عدل وتوحيد لا اختلاف فيها.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الحديث أن هرقل طلب كتاب النبي ﷺ الذي أرسله مع دحية الكلبي إلى عظيم بصرى، والذي سلمه بدوره إلى هرقل. وقد تضمن الكتاب دعوة النبي ﷺ لهرقل إلى الإسلام، مبتدئًا بالبسملة ثم تعريف بنفسه كرسول الله، ثم السلام على من اتبع الهدى، ثم الدعوة الصريحة إلى الإسلام مع الوعد بالأجر المضاعف إن أسلم، والتحذير من تحمل إثم ضلال رعيته إن أعرض، وختم بالآية الكريمة التي تدعو أهل الكتاب إلى كلمة التوحيد.

3. الدروس المستفادة والعبر:


● عالمية الدعوة الإسلامية: فقد وجه النبي ﷺ الدعوة إلى ملوك الأرض وزعمائها، مما يدل على أن الإسلام رسالة للناس كافة.
● الحكمة في الدعوة: اختيار النبي ﷺ لرسوله دحية الكلبي - المعروف بحسن هيئته وأدبه - ليناسب مقام الملك.
● أدب الخطاب: بدأ النبي ﷺ بالبسملة ثم تعريف نفسه ثم السلام، مما يدل على أهمية التأدب في المخاطبة.
● الترغيب والترهيب: جمعت الرسالة بين الترغيب في الأجر والترهيب من الإثم والضلال.
● التوحيد أساس الدعوة: ختمت الرسالة بآية من القرآن تؤكد على دعوة أهل الكتاب إلى كلمة التوحيد وترك الشرك.
● العدل والمساواة: الدعوة إلى كلمة سواء بين المسلمين وأهل الكتاب تظهر عدل الإسلام واعترافه بالآخر.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذه القصة وردت في الصحيحين (البخاري ومسلم) بأطول من هذا، وفيها حوار هرقل مع أبي سفيان وسؤاله عن صفات النبي ﷺ، مما يدل على بحث هرقل عن الحق.
- هرقل لم يسلم ولكنّه أقرّ بنبوة محمد ﷺ في نفسه، كما في رواية البخاري، لكنه خاف على ملكه فلم يتبع الحق.
- الآية التي ختمت بها الرسالة (آل عمران: 64) هي من أوضح الآيات في دعوة أهل الكتاب إلى التوحيد ونبذ الشرك.
نسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى صراطه المستقيم، وأن يعيننا على فهم سنة نبيه والعمل بها. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في بدء الوحي (٧)، ومسلم في كتاب الجهاد والسير (١٧٧٣)، كلاهما من حديث الزّهريّ، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس، قال: فذكر الحديث بطوله، وسيأتي في مواضعه كاملًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 622 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يدعو هرقل إلى الإسلام في رسالة

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يدعو هرقل إلى الإسلام في رسالة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يدعو هرقل إلى الإسلام في رسالة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يدعو هرقل إلى الإسلام في رسالة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يدعو هرقل إلى الإسلام في رسالة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم
سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب