حديث: عن امرأة فقدت عنزًا وصيصيتها فناشدت ربها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل الجهاد في سبيل الله إذا دعا إليه الإمام

عن حميدٍ - يعني ابن هلالٍ - قال: كان رجلٌ منَ الطُّفاوة طريقه علينا، فأتى على الحيِّ فحدَّثهم قال: قدمت المدينة في عير لنا، فبعنا بياعتنا، ثمَّ قلت: لأنطلقنَّ إلى هذا الرَّجل فلآتينَّ من بعدي بخبره، قال: فانتهيت إلى رسول الله ﷺ فإذا هو يريني بيتًا قال: «إنَّ امرأةً كانت فيه، فخرجت في سريَّةٍ منَ المسلمين، وتركت ثنتي عشرة عنزًا لها وصيصيتها كانت تنسج بها قال: ففقدت عنزًا من غنمها وصيصيتها فقالت: يا ربِّ! إنَّك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه، وإنِّي قد فقدت عنزًا من غنمي وصيصيتي وإنِّي أنشدك عنزي وصيصيتي» قال: فجعل رسول الله ﷺ يذكر شدَّة مناشدتها لربِّها تبارك وتعالى، قال رسول الله ﷺ: «فأصبحت عنزها ومثلها وصيصيتها ومثلها، وهاتيك فأتها فاسألها إن شئت» قال: قلت: بل أصدِّقك.

صحيح: رواه أحمد (٢٠٦٦٤) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا سليمان - يعني ابن المغيرة - عن حميد .

عن حميدٍ - يعني ابن هلالٍ - قال: كان رجلٌ منَ الطُّفاوة طريقه علينا، فأتى على الحيِّ فحدَّثهم قال: قدمت المدينة في عير لنا، فبعنا بياعتنا، ثمَّ قلت: لأنطلقنَّ إلى هذا الرَّجل فلآتينَّ من بعدي بخبره، قال: فانتهيت إلى رسول الله ﷺ فإذا هو يريني بيتًا قال: «إنَّ امرأةً كانت فيه، فخرجت في سريَّةٍ منَ المسلمين، وتركت ثنتي عشرة عنزًا لها وصيصيتها كانت تنسج بها قال: ففقدت عنزًا من غنمها وصيصيتها فقالت: يا ربِّ! إنَّك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه، وإنِّي قد فقدت عنزًا من غنمي وصيصيتي وإنِّي أنشدك عنزي وصيصيتي» قال: فجعل رسول الله ﷺ يذكر شدَّة مناشدتها لربِّها ﵎، قال رسول الله ﷺ: «فأصبحت عنزها ومثلها وصيصيتها ومثلها، وهاتيك فأتها فاسألها إن شئت» قال: قلت: بل أصدِّقك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه حميد بن هلال، مع بيان معانيه ودروسه المستفادة:

1. شرح المفردات:


● الطُّفاوة: قبيلة معروفة من العرب.
● عير: قافلة تجارية.
● بياعتنا: بضائعنا التي بعناها.
● صيصيتها: آلة النسيج (المغزل).
● تنسج: تغزل الصوف أو الشعر.
● مناشدتها: طلبها واستغاثتها بلهجة شديدة.
● أنشدك: أطلب منك وأستغيث بك.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الراوي أن رجلاً من قبيلة الطفاوة مرّ على قومه وحدثهم بقصة: أنه قدم المدينة بقافلة تجارية، وباع بضاعته، ثم قرر أن يلتقي بالنبي ﷺ ليعود بخبره وقصصه. فلما وصل إلى النبي ﷺ، أرشده النبي إلى بيت امرأة مسلمة، وبدأ يروي له قصتها:
كانت هذه المرأة تعيش في ذلك البيت، وخرجت في سرية (غزوة) من سرايا المسلمين الجهادية، تريد نصر دين الله. وكان لديها اثنتا عشرة عنزة (معزة) وآلة للنسيج (صيصية). فلما عادت، وجدت أنها فقدت عنزة واحدة وصيصيتها (آلة النسيج). فرفعت يديها إلى الله تعالى بقلب مؤمن وقالت: "يا رب، إنك قد ضمنت – بحكم وعدك الصادق – أن تحفظ على من خرج في سبيلك ما تركه وراءه. وقد فقدت عنزة من غنمي وصيصيتي، وأنا أنشدك وأطلب منك أن تردها علي".
وهنا يبين النبي ﷺ شدة تضرعها وصدق مناشدتها لله تعالى، ثم يقول: "فأصبحت – أي في الصباح – وقد عادت عنزتها ومثلها (أي عنزة أخرى معها)، وصيصيتها ومثلها (أي آلة نسيج أخرى)". ثم قال النبي للرجل: "وها هو بيتها، اذهب واسألها إن شئت". فقال الرجل: "بل أصدقك يا رسول الله"، أي لم يذهب ليسألها تصديقاً لكلام النبي ﷺ وثقة به.

3. الدروس المستفادة:


● فضل الجهاد في سبيل الله: خروج المرأة في السرية يدل على أن الجهاد ليس مقصوراً على الرجال فقط، بل قد تشارك المرأة في الدعم أو الأعمال المساندة.
● ضمان الله لحفظ من خرج في سبيله: من ترك شيئاً لله، حفظه الله عليه، وهذه بشرى عظيمة للمجاهدين والمضحين.
● قوة التوكل واللجوء إلى الله: المرأة لم تلجأ إلى أحد من البشر، بل توجهت إلى الله مباشرة بقلب صادق، فاستجاب لها.
● الصدق مع الله يوجب الإجابة: استجاب الله دعاءها لأنها خرجت مخلصة في سبيله، ووثقت بوعده.
● تصديق أخبار النبي ﷺ: الرجل لم يشكك، بل قال: "بل أصدقك"، وهذا من أدب الصحابة مع النبي ﷺ.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن.
- القصة تدل على كرامات أولياء الله الصالحين، وعلى عظمة رعاية الله لمن يخرجون في سبيله.
- فيه تشجيع على الثقة بوعد الله، وأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٦٦٤) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا سليمان - يعني ابن المغيرة - عن حميد .. فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ٢٧٧): «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 8 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن امرأة فقدت عنزًا وصيصيتها فناشدت ربها

  • 📜 حديث: عن امرأة فقدت عنزًا وصيصيتها فناشدت ربها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن امرأة فقدت عنزًا وصيصيتها فناشدت ربها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن امرأة فقدت عنزًا وصيصيتها فناشدت ربها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن امرأة فقدت عنزًا وصيصيتها فناشدت ربها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب