غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس

حديث: غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس

عن أبي أيوب قال: قال رسول الله: «غدوةٌ في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس وغربت».

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٨٨٣: ١١٥) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، حدثني شُرحبيل بن شريك المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، قال: سمعت أبا أيوب يقول .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي أيوب قال: قال رسول الله: «غدوةٌ في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس وغربت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ».
(رواه البخاري ومسلم)

1. شرح المفردات:

● غَدْوَةٌ: السير أول النهار، أي الذهاب في الصباح الباكر للجهاد أو العمل الصالح في سبيل الله.
● رَوْحَةٌ: السير آخر النهار، أي الذهاب بعد العصر أو في المساء لنفس الغرض.
● فِي سَبِيلِ اللَّهِ: يشمل كل عمل يقصد به وجه الله تعالى، وأعظمه الجهاد في سبيله، ويدخل فيه كل عمل صالح يبتغى به مرضاة الله.
● خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ: أي خير من الدنيا وما فيها من الأموال والمتاع الزائل منذ خلق الله الدنيا إلى قيام الساعة.

2. شرح الحديث:

يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عظيم فضل العمل الصالح في سبيل الله، وخاصة الجهاد، وأن القليل من الوقت الذي يقضيه المسلم في طاعة الله وخدمة دينه خير وأبقى من الدنيا كلها بما فيها من كنوز وزخارف.
● المعنى الإجمالي: أن ساعة واحدة من الجهاد أو العمل في سبيل الله (سواء في الصباح أو المساء) أفضل من كل ما في الدنيا من مال ومتاع منذ بدايتها إلى نهايتها.
● سبب الفضل: لأن العمل في سبيل الله يُرضي الله تعالى، ويُعلي كلمة الدين، ويُكتب له الأجر العظيم والثواب الدائم، بينما الدنيا فانية زائلة لا تقارن بالآخرة.

3. الدروس المستفادة منه:

1- تفضيل الآخرة على الدنيا: الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعيرة، كما في الحديث الآخر، فالعمل للآخرة أولى وأبقى.
2- عظم فضل الجهاد والعمل الصالح: فساعة واحدة في سبيل الله قد ت outweigh الدنيا كلها، مما يحفز المسلم على اغتنام وقته في الطاعة.
3- الحث على اغتنام الوقت: فالعمر قصير، والفرصة سانحة، والذهاب إلى الجهاد أو أي عمل صالح في أي وقت (غدوة أو روحة) له أجر عظيم.
4- التسهيل على الأمة: ليس المطلوب قضاء اليوم كله في الجهاد، بل حتى الساعة الواعية لها هذا الفضل العظيم، تشجيعًا للمسلمين على المشاركة وعدم التثاقل.
5- شرف الوقت الذي يُقضى في طاعة الله: فلو قارنّا ساعة في الجهاد بحياة كاملة في الدنيا منغمسة في الملذات، لكانت ساعة الجهاد أفضل.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● سبيل الله لا يقتصر على الجهاد فقط: بل يشمل كل عمل خير يُقصد به وجه الله، كطلب العلم، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإغاثة الملهوف، وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي تنفع الإسلام والمسلمين.
● الحديث من أحاديث الترغيب: يحث النبي صلى الله عليه وسلم أمته على التضحية والبذل في سبيل الله، ولو كان ذلك بقليل من الوقت والجهد.
● الترغيب في الجهاد خاصة: لأنه ذروة سنام الإسلام، وأعلى مراتب الدفاع عن الدين، وقد جاءت النصوص الكثيرة في فضله وعلو منزلته.
● مناسبة الحديث: يُذكر أن هذا الحديث جاء لتحفيز الصحابة على الجهاد وبيان فضله، حتى لا يتعلل أحد بكثرة المشاغل الدنيوية.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من العاملين في سبيله، والمضحين في مرضاته، وأن يوفقنا لاغتنام أوقاتنا في طاعته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإمارة (١٨٨٣: ١١٥) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن سعيد بن أبي أيوب، حدثني شُرحبيل بن شريك المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، قال: سمعت أبا أيوب يقول .. فذكره.
وفي معناه ما روي عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها» إلا أنه ضعيف.
رواه الترمذي (١٦٤٩) من طريق الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس قال .. فذكره.
في إسناده الحجاج بن أرطاة وهو مدلس وقد عنعن، والحكم لم يسمع من مقسم إلا خمسة أحاديث، وليس هذا منها.
وتقدم في باب كراهية السفر يوم الجمعة بسياق أطول.
وفي معناه ما روي أيضا عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «من راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسك .. يوم القيامة».
رواه ابن ماجه (٢٧٧٥) عن محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري قال: حدثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن أنس بن مالك .. فذكره.
وفي إسناده محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري روى عنه جمعٌ، ولم يوثقه أحد إلا أن ابن حبان ذكره في ثقاته (٩/ ١٤٠)، ولذا قال ابن حجر في التقريب: «مقبول» أي عند المتابعة ولم أجد له متابعا.
وشبيب هو ابن بشر البجلي حسن الحديث.
وأما البوصيري فقال في مصباح الزجاجة (٣/ ١٥٨): «هذا إسناد حسن مختلف في رجال إسناده.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 29 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس

📜 حديث: غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية