حديث: رجل على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل الجهاد في سبيل الله إذا دعا إليه الإمام

عن أم مبشر قالت: سألتُ رسول الله ﷺ أي الناس خير منزلة عند الله؟ فقال: «رجل على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه، ورجل يقيم الصلاة، ويؤتي حق الله في ماله، وهو في غنيمة له» وأشار بيده إلى الحجاز.

صحيح: رواه ابن المبارك في الجهاد (١٦٦)، وابن راهويه في مسنده (٢٢٠٠)، والبيهقي في الشعب (٣٩٨٦ - طبعة الرشد) كلهم من طريق أبن عيينة، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أم مبشر فذكرته.

عن أم مبشر قالت: سألتُ رسول الله ﷺ أي الناس خير منزلة عند الله؟ فقال: «رجل على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه، ورجل يقيم الصلاة، ويؤتي حق الله في ماله، وهو في غنيمة له» وأشار بيده إلى الحجاز.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن أم مبشر رضي الله عنها:

الحديث:


عن أم مبشر قالت: سألتُ رسول الله ﷺ أي الناس خير منزلة عند الله؟ فقال: «رجل على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه، ورجل يقيم الصلاة، ويؤتي حق الله في ماله، وهو في غنيمة له» وأشار بيده إلى الحجاز.


1. شرح المفردات:


● على متن فرسه: أي راكبًا على ظهر فرسه، والمراد به المجاهد في سبيل الله.
● يخيف العدو: يُرهب الكفار ويُدخل الخوف في قلوبهم بالقتال والاستعداد.
● ويخيفونه: أي أن العدو أيضًا يخافه ويُرهبه، مما يدل على شجاعته وإقدامه.
● يقيم الصلاة: يؤديها كاملة بشروطها وأركانها وواجباتها في أوقاتها.
● يؤتي حق الله في ماله: يؤدي الزكاة الواجبة ويتصدق بما فرض الله عليه.
● في غنيمة له: أي في مكان منعزل أو في غنم له يرعاها، والمراد الاعتزال عن الناس وفتن الدنيا.
● وأشار بيده إلى الحجاز: إشارة إلى أن هذا النوع من الناس موجود في البوادي والأماكن النائية مثل الحجاز.


2. شرح الحديث:


سألت أم مبشر النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس منزلة عند الله، فأجابها بثلاثة أنواع:
1- المجاهد في سبيل الله: وهو الذي يركب فرسه (أو مركبته في عصرنا) ويخوض المعارك لإعلاء كلمة الله، يُرعب العدو ويتعرض للمخاطر، وهذا من أعظم القربات عند الله.
2- المصلي المؤدي للزكاة: وهو الذي يحافظ على الصلاة ويؤديها كاملة، ويؤدي زكاة ماله طاعة لله، وهذا يمثل العابد القائم بحقوق الله.
3- المعتزل في البادية: وهو الذي يعيش في مكان نائي (مثل الحجاز) بعيدًا عن فتن المدن وشرور الناس، مشتغلًا برعاية غنمه أو عمله، مع أداء الصلاة وإيتاء الزكاة، وهذا يمثل الزاهد المتقشف.
والحديث يبين أن الخيرية ليست محصورة في نوع واحد من العبادة، بل تتعدد مسالك الخير، فمن الناس من يكون خيره في الجهاد، ومنهم في العبادة المالية والبدنية، ومنهم في الاعتزال والابتعاد عن الفتن.


3. الدروس المستفادة:


- تنوع مجالات الخير وسبل القرب إلى الله، فليس طريق واحد للفوز عند الله.
- فضل الجهاد في سبيل الله وشرف المجاهدين الذين يخوفون العدو ويخافونهم.
- أهمية إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فهما من أركان الإسلام العظيمة.
- قيمة الاعتزال عن فتن الدنيا والابتعاد عن مواطن الشر، خاصة في الأزمنة التي تكثر فيها الفتن.
- تشجيع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته على التنوع في الطاعات، كل حسب استطاعته وظروفه.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الإسلام دين شامل، يهتم بجميع جوانب الحياة: الجهاد، العبادة، الزهد.
- "يخيف العدو ويخيفونه" يعني أن المجاهد يتعرض للخطر، ولكن ثوابه عظيم عند الله.
- إشارة النبي إلى الحجاز ترمز إلى البوادي والأماكن البعيدة التي يقل فيها الفتن، مما يشجع على العزلة الاختيارية للتقرب إلى الله.
- ينبغي للمسلم أن يختار من الأعمال ما يناسب حاله ويقربه إلى الله، دون أن يحقر من عمل آخر.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن المبارك في الجهاد (١٦٦)، وابن راهويه في مسنده (٢٢٠٠)، والبيهقي في الشعب (٣٩٨٦ - طبعة الرشد) كلهم من طريق أبن عيينة، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أم مبشر فذكرته. وعند البيهقي مختصر.
وإسناده صحيح، ولقاء مجاهد من أم مبشر ممكن، ولم أقف من نفَى سماع مجاهد منها كما لم أقف على من أثبت سماعه.
وأما الحافظ ابن حجر فقال في المطالب (٢٠٤٧): «الحديث مرسل» وهو قد تبع في ذلك المزي فإنه قال في ترجمة أم مبشر من تهذيب الكمال: «إن رواية مجاهد عن أم مبشر يقال: مرسلة». ولم يبين قائله.
وأما ما روي عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله ﷺ عام تبوك يخطب الناس، وهو مسندٌ ظهره إلى راحلته، فقال: «ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس: إن من خير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدمه حتى يأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلًا فاجرًا يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه». فهو ضعيف.
رواه النسائي (٣١٠٦)، وأحمد (١١٣١٩)، والحاكم (٢/ ٦٧ - ٦٨)، وعنه البيهقي (٩/ ١٦٠) من طرق عن الليث بن سعد، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي الخطاب، عن أبي سعيد الخدري .. فذكره.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
قال الأعظمي: في إسناده أبو الخطاب وهو المصري لم يذكر في ترجمته من الرواة غير أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، وقال ابن المديني والنسائي: لا أعرفه، وقال الدارقطني: مجهول.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ قال: «المجاهد في سبيل الله مضمون على الله إما أن يكفته إلى مغفرته ورحمته وإما أن يرجعه بأجر وغنيمة، ومثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم الذي لا يفطر حتى يرجع». فإسناده ضعيف.
رواه ابن ماجه (٢٧٥٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن فراس، عن عطية، عن أبي سعيد قال .. فذكره.
وفي إسناده عطية، وهو ابن سعد العوفي وهو ضعيف. وبه أعله البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ١٥٢).
قوله: «يكفته» أي يضمّه.
وكذلك لا يصح ما روي عن أم مالك البهزية مرفوعا: «خير الناس في الفتنة رجل معتزل في ماله، يعبد ربه، ويؤدي حقه، ورجل آخذ برأس فرسه في سبيل الله يُخيفهم ويُخيفونه».
رواه أحمد (٢٧٣٥٣)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ١٥٠ - ١٥١) من طرق عن ليث بن أبي سليم، حدثني طاوس، عن أم مالك البهزية فذكرته. وليث ضعيف.
ورواه الترمذي (٢١٧٧) من طريق محمد بن جُحادة، عن رجل، عن طاوس، عن أم مالك البهزية فذكرته.
وفيه رجل لم يسم، ولذا قال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه» أي ضعيف، وقيل: الرجل الذي لم يسم هو ليث بن أبي سليم.
ورواه عبد الرزاق (٢٠٧٦٠) - ونعيم بن حماد في الفتن (٢١٩، ٥١١، ٧٣٠)، والداني في الفتن (١٥٧) من طريق ابن المبارك - كلاهما (عبد الرزاق وابن المبارك) عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه .. فذكر نحوه وهو مرسل.
إلا أن الحاكم رواه (٤/ ٤٤٦، ٤٦٤) من طريق الدبري ويحيى بن جعفر كلاهما عن عبد الرزاق بإسناده، وزاد فيه ابن عباس.
والظاهر أنه وقع فيه وهم، فإن مصنف عبد الرزاق المطبوع برواية الدبري، وليس فيه ذكر ابن عباس، وهو موافق لرواية ابن المبارك، فالصواب أنه مرسل.
ورواه الطبراني في مسند الشاميين (١٢٦٢، ٣٥٠٧) من طريق سويد بن عبد العزيز، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن أم مالك نحوه، وسويد بن عبد العزيز هو السلمي مولاهم ضعيف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 14 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رجل على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه

  • 📜 حديث: رجل على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رجل على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رجل على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رجل على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب