عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في

حديث: عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في

عن ابن عباس قال: سمحت رسول الله ﷺ يقول: «عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت لحرس في سبيل الله».

حسن: رواه الترمذي (١٦٣٩)، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٤٦) من طريق شعيب بن رزيق أبو شيبة قال: حدثنا عطاء الخراساني، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم فيه بشارة لأهل الإيمان والعمل الصالح، وإليك الشرح الوافي له على منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث بلفظه:

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللهِ».
راوي الحديث: عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حبر الأمة وترجمان القرآن، وهو من كبار الصحابة وعلمائهم.
درجة الحديث: الحديث رواه الإمام الترمذي في سننه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما. وحسنه الشيخ الألباني وغيره من المحدثين.

1. شرح المفردات:

● لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: أي لا تدخل النار أبداً، أو تُحرم من دخولها أصلاً، أو تمسها النار ولكن لا تضرها بحماية الله، والأولى هو العموم وهو النجاة من النار.
● بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ: ذرفت الدموع خوفاً من عظمة الله وجلاله، وخشية من عقابه.
● بَاتَتْ تَحْرُسُ: أي قضت الليل ساهرة في حراسة ثغور المسلمين ومعسكراتهم في الجهاد.
● فِي سَبِيلِ اللهِ: أي في الجهاد الذي يقصد به إعلاء كلمة الله ونصرة دينه.

2. شرح الحديث:

يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن فضلين عظيمين، وأمرين جليلين، من قام بهما نال الأجر العظيم والجزاء الحسن، وهو النجاة من النار.
أولاً: العين الباكية من خشية الله:
هذه هي عين المؤمن الذي يخاف الله تعالى، فيبكي عندما يقرأ القرآن، أو يسمع موعظة، أو يتذكر ذنوبه وتقصيره، أو يفكر في عظمة الله وقدرته. هذا البكاء دليل على إيمان صادق وقلب حي، وقد قال الله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ} [المائدة: 83]. فبكاء الخشية يطهر القلب، ويغسل الذنوب، ويرفع الدرجات.
ثانياً: العين الساهرة في حراسة سبيل الله:
هذه هي عين المجاهد الذي يبيت ساهراً يحرس المسلمين في معسكرات الجهاد، أو على الثغور (حدود البلاد الإسلامية) ليدفع عنهم كيد الأعداء. هذه السهرة والتعب في سبيل الله من أعظم القربات، وهي نوع من الجهاد، وقد جعل الله لها أجراً عظيماً، فهي تضحية بالراحة والنوم من أجل حماية الدين والوطن.
فجمع النبي ﷺ بين نوعين من العبادات:
- عبادة قلبية (بكاء الخشية).
- عبادة بدنية وجهادية (الحراسة في سبيل الله).
وكلا العبادتين تدلان على صدق الإيمان والتضحية في سبيل الله.

3. الدروس المستفادة والعبر:

1- فضل الخشية والبكاء من خوف الله: فالبكاء من خشية الله من صفات عباد الله الرحمن، وهو سبب لمغفرة الذنوب والنجاة من النار.
2- فضل الجهاد والحراسة في سبيل الله: فالسهر لحماية المسلمين والدفاع عنهم من أعظم الأعمال التي تقرب إلى الله، وهي من أسباب الفوز بالجنة والنجاة من النار.
3- أن النجاة من النار تكون بأعمال القلوب وأعمال الجوارح: فالبكاء عمل قلب، والحراسة عمل بدني، وكلهما ينجي من النار.
4- حث الإسلام على التضحية والبذل: سواءً بالدموع في الخلوات، أو بالسهر والتعب في الحراسات.
5- أن الجزاء من جنس العمل: فمن بكى خوفاً من النار نجى منها، ومن حرس المسلمين في سبيل الله حماه الله من النار.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- ليس المقصود بالبكاء بالضرورة البكاء بصوتٍ عالٍ، بل يكفي دمع العين ولو كان قليلاً، المهم ما في القلب من الخشية والخوف.
- الحراسة في سبيل الله تشمل كل ما يندرج تحت حماية المسلمين والدفاع عنهم، سواء في ساحة القتال أو على الحدود، أو في أي مكان يحتاج إلى حراسة لأجل الإسلام.
- هذا الوعد (النجاة من النار) هو من بشرى الله للمؤمنين، ولكن لا ينبغي لأحد أن يأمن مكر الله، أو يتكل على عملٍ واحد ويترك其余 الأعمال، بل يجتهد في الطاعات كلها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين تبكي أعينهم من خشيته، وأن يوفقنا للجهاد في سبيله، وأن يحفظنا من النار.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (١٦٣٩)، وابن أبي عاصم في الجهاد (١٤٦) من طريق شعيب بن رزيق أبو شيبة قال: حدثنا عطاء الخراساني، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس .. فذكره.
وقال الترمذي: «حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شعيب بن رزيق».
قال الأعظمي: وهو كما قال: فإن شعيب بن رزيق وعطاء الخراساني مختلف فيهما غير أنهما حسنا الحديث، وقد حسّنه أيضا الحافظ ابن حجر في الفتح (٦/ ٨٣).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 48 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في

📜 حديث: عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية