حديث: لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل الجهاد في سبيل الله إذا دعا إليه الإمام

عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: «لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا».

صحيح: رواه مسلم في اإمارة (١٨٩١: ١٣٠) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال .

عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: «لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: «لَا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أَبَدًا».
(أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان أن قاتل الكافر لا يجتمع معه في النار)


1. شرح المفردات:


* لَا يَجْتَمِعُ: لا يتلاقى ولا يوجد together.
* كَافِرٌ: الشخص الذي مات على الكفر والشرك بالله تعالى.
* قَاتِلُهُ: المسلم الذي قتل ذلك الكافر في معركة أو جهاد في سبيل الله.
* فِي النَّار: أي نار جهنم.
* أَبَدًا: إلى الأبد، forever.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث بحقيقة عظيمة تبعث الطمأنينة في قلب المسلم المجاهد، وهي أن الرجل المسلم إذا قتل كافراً محارباً لله ورسوله في ميدان القتال الشرعي (الجهاد في سبيل الله)، فإن هذا الفعل العظيم يمنع من اجتماع القاتل المسلم والمقتول الكافر في مصير واحد، وهو النار.
* المعنى الإجمالي: إذا قتل مسلمٌ كافراً في الجهاد الشرعي، فإن نهاية المسلم ستكون – بفضل الله ورحمته – الجنة بإذن الله، ونهاية الكافر ستكون النار. لذلك لن يلتقيا فيها أبداً، لأن المسلم سيكون في النعيم والكافر في الجحيم.
* مقصد الحديث: الحديث ليس تشجيعاً على القتل العشوائي، بل هو بيان لأجر الجهاد في سبيل الله وعلو منزلة الشهيد. فهو يهدف إلى:
1- بث الروح المعنوية في صفوف المسلمين المجاهدين، وطمأنتهم بأن قتال أعداء الله لن يؤدي بهم إلى النار إذا قتلوا، بل هو سبب للفوز بالجنة.
2- بيان فضل الجهاد والشهادة في سبيل الله، وأنها من أعظم الأعمال التي تُدخل صاحبها الجنة وتُبعده عن النار.
3- الرد على وساوس الشيطان الذي قد يوسوس للمجاهد بأنه سيُحاسَب على قتله للكافر، فيبين النبي ﷺ أن هذا القتل – بشروطه – هو طاعة لله ورسوله وليس جريمة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم فضل الجهاد في سبيل الله: حيث أنَّه سببٌ عظيمٌ لمغفرة الذنوب ودخول الجنة، والنجاة من النار.
2- الفرق الجوهري بين المسلم والكافر: مصير كلٍ منهما مناقض للآخر، فلا يستويان أبداً، قال تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} [ص: 28].
3- طمأنينة القلب وثباته: على المسلم أن يثق بوعد الله ورسوله، ويطمئن إلى أن طاعته لله ورسوله في الجهاد لن تضره بل تنفعه.
4- الحكمة من تشريع الجهاد: وهو إعلاء كلمة الله ونصر دينه ودفع عدوان المعتدين، وليس القتل لذاته أو العدوان بغير حق.
5- بيان رحمة الإسلام: فحتى في أقسى المواقف (ساحة القتال)، يبشر الله عباده المؤمنين بالرحمة والمغفرة والجنة.


4. معلومات إضافية وتنبيهات مهمة:
* شروط تطبيق الحديث: هذا الفضل العظيم مقيد بشروط الجهاد الشرعي، مثل:
* أن يكون القتال لإعلاء كلمة الله.
* أن يكون القتل في المعركة وليس غدراً أو اعتداءً على غير المحاربين (كالكهول والنساء والأطفال وغيرهم ممن ليسوا في القتال).
* أن يكون القاتل مسلماً ملتزماً بأحكام الجهاد.
* ألا يكون قتله للكافر بدافع شخصي أو عصبية أو غرض دنيوي.
* هل يعني الحديث أن قاتل الكافر يدخل الجنة مباشرة؟
ليس بالضرورة، فالحديث يضمن ألا يدخل النار، لكن دخول الجنة مرتبط أيضًا بسلامة العقيدة والإخلاص لله وتخليص النية من الرياء، وكذلك بمصير الإنسان النهائي وحسابه على ذنوبه الأخرى إلا أن يتغمده الله برحمته. فأجر الشهيد عظيم، ولكن الأصل أن الخلود في الجنة هو للمؤمنين الموحدين.
* الاستثناء الوارد: هناك رواية أخرى للحديث فيها زيادة: «إلا أن يكون القاتل قتله لغير الجهاد في الله، كأن يقتله غضبًا له أو حمية لقومه»، وهذا يؤكد أن الفضل مرتبط بنية الجهاد في سبيل الله فحسب.
* الحديث من دلائل نبوة محمد ﷺ: فهو يخبر عن غيب مستقبلي (مصير الناس في الآخرة) ويطمئن قلوب المؤمنين، وهذا من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من defenders of دينه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يحفظنا من النار ويُدخلنا الجنة بفضله ومنته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في اإمارة (١٨٩١: ١٣٠) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال .. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 15 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا

  • 📜 حديث: لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب