حديث: من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار فهما حرام على النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل من اغبرت قدماه في سبيل الله

عن أبي مصبِّح المقرائي قال: غزونا مع مالك بن عبد الله الخثعمي أرض الروم، فسبق رجل الناس، ثم نزل يمشي ويقود دابته، فقال مالك: يا أبا عبد الله ألا تركب؟ فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار، فهما حرام على النار» وأصلح دابتي لتغنيني عن قومي، قال أبو مصبح: فنزل الناس فلم أر نازلا قط أكثر من يومئذ.

صحيح: رواه عبد الله بن المبارك في الجهاد (٣٣) - والسياق له - وأحمد (٢١٩٦٢) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني أبو مصبح .

عن أبي مصبِّح المقرائي قال: غزونا مع مالك بن عبد الله الخثعمي أرض الروم، فسبق رجل الناس، ثم نزل يمشي ويقود دابته، فقال مالك: يا أبا عبد الله ألا تركب؟ فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار، فهما حرام على النار» وأصلح دابتي لتغنيني عن قومي، قال أبو مصبح: فنزل الناس فلم أر نازلا قط أكثر من يومئذ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم فيه فضل الجهاد في سبيل الله، وبيان لأجر المجاهدين، وسأشرحه لكم وفق النقاط التالية:
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والطبراني في المعجم الكبير، وغيرهم، عن أبي مصبِّح المقرائي، وهو ثقة من التابعين.

ثانياً. شرح المفردات:


● غزونا: خرجنا للقتال في سبيل الله.
● مالك بن عبد الله الخثعمي: هو قائد الجيش، من الصحابة رضي الله عنهم.
● أرض الروم: هي بلاد الروم (الإمبراطورية البيزنطية).
● سبق رجل الناس: تقدّم عليهم في السير.
● أصلح دابتي: هيأها وعدلها للسفر.
● لتغنيني عن قومي: أي لكي أستغني بها عن حمل متاعي على الناس.

ثالثاً. شرح الحديث:


يحدثنا أبو مصبِّح المقرائي أنه كان في غزوة مع الصحابي مالك بن عبد الله الخثعمي في أرض الروم، فإذا برجل يتقدّم على الجميع، ثم ينزل عن دابته ويمشي ويقودها، فتعجّب القائد مالك من فعله وسأله: لماذا لا تركب؟ فأجابه الرجل بأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار، فهما حرام على النار».
أي أن من يسير في سبيل الله حتى تغبر قدماه من الغبار، فإن هاتين القدمين تصيران حرامًا على النار أن تمسهما، وهذا يدل على عظم أجر المشي في سبيل الله.
ثم بيّن الرجل سبب نزوله عن دابته بأنه أراد أن يصونها ويحافظ عليها لتكون قويةً قادرةً على حمل متاعه، حتى لا يثقل على إخوانه المجاهدين.
فلما سمع الناس هذا الحديث النبوي العظيم، ونظروا إلى فعل هذا المجاهد، نزلوا جميعًا عن دوابهم ومشوا تقليدًا له، وطلبًا للأجر العظيم، حتى يقول الراوي: "فلم أر نازلاً قط أكثر من يومئذ".

رابعاً. الدروس المستفادة:


1- فضل الجهاد والمشي في سبيل الله: الحديث يدل على أن المشي في سبيل الله حتى تغبر القدماء له أجر عظيم، وهو سبب لحرمة النار.
2- الحرص على الأجر والتنافس في الخير: لما سمع المجاهدون هذا الفضل، نزلوا جميعًا ليكسبوا هذا الأجر.
3- الحكمة في استخدام الدواب: نزول الرجل عن دابته ليس تقصيرًا، بل حكمةً للحفاظ عليها لوقت الحاجة.
4- قوة تأثير القدوة: عندما رأى الناس هذا المجاهد يقتدي بالحديث، اتبعوه فورًا.
5- فضل الغزو في سبيل الله: الحديث يدل على فضل الغزو والجهاد، وأنه من أعظم القربات.

خامساً:

فوائد إضافية:
- الحديث يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على تطبيق السنة، وعدم تفويت الفرص للتقرب إلى الله.
- فيه بيان لعظم أجر المجاهدين، وأن الله يكافئهم حتى على مشيهم وغبار أقدامهم.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على الأعمال التي تقيه من النار، ويستفيد من أوقاته في طاعة الله.
أسأل الله أن يجعلنا من المجاهدين في سبيله، وأن يحرم أجسادنا على النار، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الله بن المبارك في الجهاد (٣٣) - والسياق له - وأحمد (٢١٩٦٢) من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني أبو مصبح .. فذكره.
وإسناده صحيح. ولا يضر عدم معرفة اسم الصحابي.
وقال ابن حجر في ترجمة مالك بن عبد الله بن سنان الخثعمي من الإصابة (٩/ ٤٢٨): «وسمى أبو داود الطيالسي في مسنده، وعبد الله بن المبارك في كتاب الجهاد الرجل المذكور - يعني الصحابي الذي حدث بالحديث - جابر بن عبد الله وهذا هو الصواب».
قال الأعظمي: يشير بذلك إلى ما رواه عبد الله بن المبارك في الجهاد (٣٢)، ومن طريقه الطيالسي (١٨٨١)، وأحمد (١٤٩٤٧)، وابن حبان (٤٦٠٤) كلهم من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن حصين بن حرملة، عن أبي المصبح، عن جابر بن عبد الله .. فذكره. ومنهم من اقتصر على المرفوع، ومنهم من ذكره مع القصة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 37 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار فهما حرام على النار

  • 📜 حديث: من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار فهما حرام على النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار فهما حرام على النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار فهما حرام على النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار فهما حرام على النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب