موسى يغتسل وحده ويضرب الحجر

حديث: موسى يغتسل وحده ويضرب الحجر

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض، وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر قال: فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه قال: فجمح موسى بإثره يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر حتى نظرت بنو
إسرائيل إلى سوأة موسى قالوا: والله ما بموسى من بأس، فقام الحجر حتى نُظِر إليه، قال: فأخذ ثوبه، فطفق بالحجر ضربًا». قال أبو هريرة: والله إنه بالحجر ندب ستة أو سبعة ضرب موسى بالحجر.

متفق عليه: رواه البخاري في الوضوء (٢٧٨)، ومسلم في الفضائل (٣٣٩: ١٥٥) كلاهما من رواية عبد الرزاق، حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله ﷺ .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض، وكان موسى ﷺ يغتسل وحده فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر قال: فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه قال: فجمح موسى بإثره يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى قالوا: والله ما بموسى من بأس، فقام الحجر حتى نُظِر إليه، قال: فأخذ ثوبه، فطفق بالحجر ضربًا». قال أبو هريرة: والله إنه بالحجر ندب ستة أو سبعة ضرب موسى بالحجر.

1. شرح المفردات:

● يغتسلون عراة: أي يتعرضون للاغتسال بدون ستر لعوراتهم.
● سوأة: العورة، وهي ما يجب ستره من الجسد.
● آدر: مصاب بمرض "أدرة" وهو انتفاخ في الخصية أو عيب فيها.
● فوضع ثوبه على حجر: أي وضع ملابسه على صخرة.
● ففر الحجر بثوبه: هرب الحجر وفرّ وهو يحمل الثوب.
● فجمح موسى بإثره: أي أسرع موسى خلف الحجر مسرعًا.
● ثوبي حجر: ينادي الحجر طالبًا ثوبه.
● حتى نُظِر إليه: حتى نظر الناس إلى عورة موسى.
● فطفق بالحجر ضربًا: أخذ يضرب الحجر.
● ندب: أثر الضرب وآثاره (أي علامات الضرب).

2. شرح الحديث:

كان بنو إسرائيل -قوم نبي الله موسى عليه السلام- يغتسلون جماعةً بشكل غير لائق، حيث كانوا يتعرون تمامًا وينظر بعضهم إلى عورة الآخر، وهذا خلاف الأدب والحياء الذي أمرت به الشرائع.
أما نبي الله موسى عليه السلام فكان يتحلى بالحياء والأدب، فكان يعتزلهم ويغتسل منفردًا لئلا يُرى عورته أو يرى عورة غيره. فظن بنو إسرائيل أن سبب اعتزاله مرضٌ أو عيبٌ في بدنه (كأن يكون به انتفاخ في الخصية أو شيء من ذلك)، فاتهموه ظلمًا وبهتانًا.
فأراد الله تعالى أن يبرئ ساحة نبيه الكريم من هذه التهمة، فجعل معجزةً ظاهرة: فعندما ذهب موسى ليغتسل وحده كما هو عادته، ووضع ثيابه على حجر، فأمر الله الحجر أن يتحرك ويأخذ الثوب ويهرب به! فانطلق موسى ﷺ خلف الحجر وهو عارٍ ينادي: "ثوبي يا حجر!" حتى دخل بين قومه بني إسرائيل وهم ينظرون إليه، فرأوا أنه سليم الجسد، ليس به أي عيب أو مرض، فزال عنهم الشك وظهرت براءة موسى.
ثم توقف الحجر بعد أن تحققت الحكمة، فأخذ موسى ثوبه ولبسه، ثم أخذ يضرب الحجر غضبًا من هذا الموقف الذي كشف عورته أمام الناس، حتى ترك ضربُه آثارًا على الحجر.

3. الدروس المستفادة:

1- الحياء خلق الأنبياء والصالحين: فموسى عليه السلام كان حييًا لا يحب كشف عورته أو رؤية عورات الآخرين.
2- ذم التعري وكشف العورة: ما كان يفعله بنو إسرائيل من الاغتسال جماعة عراة مما يخالف الفطرة والشرع.
3- براءة الأنبياء من العيوب الخلقية والأخلاقية: فالله تعالى برأ نبيه موسى من التهمة الباطلة.
4- التسليم لحكمة الله: فربما يقع أمرٌ فيه مشقة لكنه يحقق حكمة عظيمة (ككشف عورة موسى momentarily ليزيل التهمة).
5- غضب الأنبياء لله: ضرب موسى للحجر كان غضبًا لله؛ لأنه كُشفت عورته دون قصد منه.
6- إثبات المعجزات لأنبياء الله: فتحريك الحجر وإمساكه بالثوب معجزة لموسى عليه السلام.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث من معجزات النبي ﷺ بالإخبار عن قصص الأمم السابقة.
- فيه إثبات صفة الحياء لله تعالى (كما في حديث: «الله حيي ستير يحب الحياء والستر»).
- يؤخذ منه وجوب ستر العورة والتحذير من التعري أمام الآخرين.
- القصة تدل على كمال خُلُق موسى عليه السلام وصبره وحلمه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
*تم الشرح بناء على كتب أهل السنة والجماعة، ومن أهم مصادر شرح الحديث:*
- *فتح الباري لابن حجر*
- *عمدة القاري للعيني*
- *شرح صحيح البخاري لابن بطال*

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الوضوء (٢٧٨)، ومسلم في الفضائل (٣٣٩: ١٥٥) كلاهما من رواية عبد الرزاق، حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله ﷺ .. فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 119 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: موسى يغتسل وحده ويضرب الحجر

📜 حديث: موسى يغتسل وحده ويضرب الحجر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: موسى يغتسل وحده ويضرب الحجر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: موسى يغتسل وحده ويضرب الحجر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: موسى يغتسل وحده ويضرب الحجر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية