حديث: عيسى أحمر جعد عريض الصدر وموسى آدم جسيم سبط

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وصف موسى ﵇ الخَلْقية

عن ابن عباس قال: قال النبي ﷺ: «رأيت عيسى وموسى وإبراهيم فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر، وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزُّط».

صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٣٨) عن محمد بن كثير، أخبرنا إسرائيل أخبرنا عثمان بن المغيرة عن مجاهد عن ابن عباس قال .

عن ابن عباس قال: قال النبي ﷺ: «رأيت عيسى وموسى وإبراهيم فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر، وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزُّط».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما:
النص الكامل للحديث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رأيت عيسى وموسى وإبراهيم، فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر، وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط».


1. شرح المفردات:


● رأيت: في منامه أو في اليقظة أثناء المعراج، والأظهر والله أعلم أنه في ليلة المعراج.
● عيسى وموسى وإبراهيم: هم من أولي العزم من الرسل، وخيرة أنبياء الله تعالى.
● أحمر: أي أبيض مشرب بحمرة، وهي صفة محمودة في الجمال.
● جعد: صفته الشعر، أي مجعد الشعر غير مسترسل.
● عريض الصدر: واسع الصدر، دليل على القوة والشجاعة.
● آدم: السمرة التي تميل إلى السواد الخفيف، وهي لون أهل العرب غالبًا.
● جسيم: كبير الخلقة، عظيم البنية، فيه ضخامة وقوة.
● سبط: ضد الجعد، أي أن شعره ناعم مسترسل.
● كأنه من رجال الزط: شبهه صلى الله عليه وسلم بقوم معروفين في زمانهم (الزط أو الجات) وهم قوم من أهل الهند معروفون بصفاتهم الخَلقية.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم أنه رأى ثلاثة من كبار أنبياء الله ورسله – وهم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام – في ليلة الإسراء والمعراج.
أما نبي الله عيسى عليه السلام:
فقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث صفات:
1- أحمر: أي أن لون بشرته أبيض ناصع مشرب بحمرة، وهي صفة جميلة تدل على النضارة والحسن.
2- جعد: أي أن شعره كان مجعدًا، ليس بمسترسل ناعم.
3- عريض الصدر: وهذا يدل على كمال خلقته وقوته الجسمانية، فاتساع الصدر معنى من معاني الشجاعة والقوة.
أما نبي الله موسى عليه السلام:
فقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأربع صفات:
1- آدم: أي أسمر اللون، هذه السمرة المحببة المعروفة عند العرب.
2- جسيم: أي أنه كان رجلاً ضخم البنية، عظيم الخلقة، قويًا، وهذا يناسب ما نعلمه من قوته وبأسه.
3- سبط: أي أن شعره كان ناعمًا مسترسلاً، ليس بمجعد.
4- كأنه من رجال الزط: شبهه صلى الله عليه وسلم بقوم "الزط" (أو الجات) وهم قوم من سكان أطراف الهند معروفون ببياض أعينهم وسمرة ألوانهم وضخامة أجسامهم، ليقرر للمخاطب صورة دقيقة معروفة له.
ملاحظة: لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الجزء من الحديث صفة نبي الله إبراهيم عليه السلام، وقد ورد وصفه في أحاديث أخرى.


3. الدروس المستفادة منه:


1- إثبات رؤية النبي للأنبياء: الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الأنبياء في ليلة المعراج، وتكلم معهم، وهذا من خصائصه وفضائله صلى الله عليه وسلم.
2- إثبات علو مكانة هؤلاء الأنبياء: في ذكرهم ووصفهم دليل على علو منزلتهم عند الله تعالى وعند نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
3- التفاوت في صفات الخلق: في الحديث إشارة إلى أن الأنبياء – مع عصمتهم واصطفائهم – يختلفون في صفاتهم الخَلقية، كما يختلف غيرهم من البشر، وهذا من حكمة الله تعالى.
4- دقة الوصف النبوي: وصف النبي صلى الله عليه وسلم لهم بأوصاف دقيقة تدل على صدق رؤيته وحقيقة ما أخبر به.
5- الجمع بين الشجاعة والقوة وحسن الصورة: في وصف عيسى بـ "عريض الصدر" ووصف موسى بـ "الجسامة" إشارة إلى أن القوة الجسمانية والشجاعة من صفات الكمال التي اتصف بها الأنبياء.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو أعلى كتب الحديث وأصحها.
- المقصود برؤية النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء في هذا الحديث هي رؤية في اليقظة أثناء رحلة الإسراء والمعراج، وليست منامًا.
- لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم وصف إبراهيم عليه السلام في هذا الحديث، ولكن ورد في حديث آخر عند مسلم أنه قال: «... وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ».
- يشير الحديث إلى حقيقة بعثة جميع الأنبياء وأنهم بشرٌ مخلوقون، مما يرد على من عبدوا عيسى عليه السلام من النصارى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٣٨) عن محمد بن كثير، أخبرنا إسرائيل أخبرنا عثمان بن المغيرة عن مجاهد عن ابن عباس قال .. فذكره.
وهذا هو الصحيح أنه من مسند ابن عباس وأخطأ رواة البخاري فجعلوه من مسند ابن عمر.
قال الحافظ ابن حجر: كذا وقع في جميع الروايات التي وقعت لنا من نسخ البخاري (أي من مسند ابن عمر) وقد تعقبه أبو ذر في روايته فقال: كذا وقع في جميع الروايات المسموعة عن الفربري: مجاهد عن ابن عمر قال: ولا أدري أهكذا حدث به البخاري أو غلط فيه الفربري لأني رأيته في جميع الطرق: عن محمد بن كثير وغيره عن مجاهد عن ابن عباس.
قال الأعظمي: رواه غير واحد عن محمد بن كثير من مسند ابن عباس، وكذا رواه أصحاب إسرائيل الآخرون منهم: يحيى بن أبي زائدة، وإسحاق بن منصور، والنضر بن شميل، وآدم بن أبي إياس وغيرهم كلهم عن إسرئيل بذكر ابن عباس.
ومما يدل على أن الخطأ من غير البخاري أن الإسماعيلي أخرجه من طريق نصر بن علي عن أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل، وقال فيه: ابن عباس، ولم ينبه على أن البخاري قال فيه: ابن عمر، فلو كان وقع له كذلك لنبّه عليه كعادته.
ويؤيده إخراج البخاري رواية ابن عون، عن مجاهد، عن ابن عباس في الحج (١٥٥٥) ومما يرجح أن الحديث لابن عباس لا لابن عمر أن ابن عمر كان ينكر على من قال: إن عيسى أحمر، وحلفه على ذلك، وفي رواية مجاهد هذه: «فأما عيسى فأحمر جعد».
فهذا يؤيد أن الحديث لمجاهد عن ابن عباس، لا عن ابن عمر والله أعلم. انظر بعضه في الفتح (٦/ ٤٨٤ - ٤٨٥)، وتحفة الأشراف (٥/ ٢٢٢).
قوله: «جسيم» أي قوي البدن ليس بالجسيم ولا بالنحيف البائن، وإنما هو ضرب من الرجال وسط بينهما.
قوله: «الزُّط» طوال غير غلاظ، فليس هو بالنحيف الهزيل، ولا الطويل الفاحش المفرط في الطول. وقيل: غير ذلك وهذا أولى ما قيل في وصفه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 116 من أصل 185 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عيسى أحمر جعد عريض الصدر وموسى آدم جسيم سبط

  • 📜 حديث: عيسى أحمر جعد عريض الصدر وموسى آدم جسيم سبط

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عيسى أحمر جعد عريض الصدر وموسى آدم جسيم سبط

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عيسى أحمر جعد عريض الصدر وموسى آدم جسيم سبط

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عيسى أحمر جعد عريض الصدر وموسى آدم جسيم سبط

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب