حديث: متى أوصى النبي إلى علي؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

عدم وصية النبي ﷺ بوصية خاصة لأحد عند موته

عن الأسود بن يزيد قال: ذكروا عند عائشة أن عليا كان وصيا. فقالت: متى أوصى إليه؟ فقد كنت مسندته إلى صدري - أو قالت: حجري - فدعا بالطست، فلقد انخنث في حجري، وما شعرت أنه مات، فمتى أوصى إليه.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٤٥٩) ومسلم في الوصية (١٦٣٦: ١٩) كلاهما من طريق ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: فذكره.

عن الأسود بن يزيد قال: ذكروا عند عائشة أن عليا كان وصيا. فقالت: متى أوصى إليه؟ فقد كنت مسندته إلى صدري - أو قالت: حجري - فدعا بالطست، فلقد انخنث في حجري، وما شعرت أنه مات، فمتى أوصى إليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تُبيّن موقف السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها من مسألة وصاية سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

أولاً. شرح المفردات:


● الأسود بن يزيد: هو تابعي جليل، ثقة، من كبار علماء التابعين.
● ذكروا عند عائشة: أي تحدث مجموعة من الناس في مجلسها.
● أن عليًا كان وصيًا: أي أن النبي صلى الله عليه وسلم جعله وصياً له من بعده، وهي فكرة تبنّاها بعض الفرق.
● مسندته إلى صدري: أي أن رأسه كان مسنداً إلى صدرها.
● الطست: إناء يُغسل فيه، مثل الطبق أو الوعاء.
● انخنث في حجري: أي مال واسترخى، وهو كناية عن وفاته صلى الله عليه وسلم. والخنث هو الميل والاسترخاء.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا التابعي الجليل الأسود بن يزيد أنه كان في مجلس السيدة عائشة رضي الله عنها، فذكر بعض الحاضرين أن سيدنا علياً رضي الله عنه كان وصياً للنبي صلى الله عليه وسلم، أي أنه عهد إليه بالخلافة من بعده بشكل خاص.
فردت السيدة عائشة رضي الله عنها، وهي التي كانت أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم في لحظاته الأخيرة، ردت باستنكار واستفهام تعجبي: "متى أوصى إليه؟".
ثم شرعت تُذكر الحاضرين بالحقيقة التي كانت شاهد عيان عليها، فقالت: "فقد كنت مسندته إلى صدري" (أو حجرها)، أي أنها كانت تحمل رأسه الشريف عليه الصلاة والسلام على صدرها في لحظات مرضه الأخير.
وفي تلك اللحظة الحرجة، "فدعا بالطست" ليستنجي أو يتوضأ، "فلقد انخنث في حجري"، أي مال واسترخى جسده الشريف، وهي علامة الموت. وتقول "وما شعرت أنه مات" في البداية من شدة هول الصدمة وعدم التصديق.
ثم ختمت كلامها بتكرار الاستفهام التعجبي لتؤكد حجتها: "فمتى أوصى إليه؟"، أي أنه في هذه اللحظات الحساسة والحرجة، التي كانت فيها معه وحاضرة كل ما يحدث، لم يحدث أي شيء من هذا القبيل، لا تصريحاً ولا تلميحاً. فلو كان قد أوصى لأحد، لكانت هي أولى الناس بسماع ذلك ومشاهدته.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- بيان الحق ونفي الدعاوى الباطلة: موقف السيدة عائشة رضي الله عنها هو دفاع عن الحقيقة التاريخية ونفي لدعوى لم تحدث. وهو درس في التمسك بالحق وعدم السكوت على الباطل، ولو كان في ذلك مخالفة لرأي البعض.
2- مكانة السيدة عائشة وعلمها: الحديث يظهر مكانة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كشاهدة على أهم الأحداث، ومخزون علمي كبير، خاصة فيما يتعلق بالحياة الخاصة للنبي صلى الله عليه وسلم وأحواله.
3- رفض فكرة "النص" على إمامة علي رضي الله عنه: الحديث من أدلة أهل السنة والجماعة على نفي فكرة النص الجلي على خلافة سيدنا علي، والتي قال بها بعض الفرق. فلو كان هناك نص لَعلمه الصحابة جميعاً، ولما استنكرته أم المؤمنين التي كانت حاضرة لحظة الوفاة.
4- الأدب في الرد والمناقشة: رد السيدة عائشة كان بحجة دامغة وواضحة من واقع الحال، دون تجريح في شخص سيدنا علي رضي الله عنه، مما يدل على أدبها العالي في مناقشة الخلاف.
5- بيان كيفية خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه: الحديث يؤكد أن الخلافة تمت بالشورى واختيار المسلمين، وليست بنص معين، وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تُعرف بـ "أحاديث إنكار الوصية"، وهي موجودة في صحيح البخاري وغيره.
- موقف السيدة عائشة هذا لا ينقص من قدر سيدنا علي رضي الله عنه، فهو من هو في فضله ومكانته، بل هو نفي لدعوى لم تقع، وإثبات للحقيقة التاريخية.
- الخلاف بين الصحابة رضوان الله عليهم في مسائل السياسة الشرعية (كمسألة الخلافة) لا يُنقِص من فضلهم أو يحمل في طياته قدحاً فيهم، فهم مجتهدون مأجورون أجراً واحداً على الصحيح.
نسأل الله أن يرزقنا الفهم في الدين، والاتباع لسنة النبي الكريم، ومحبة أصحابه جميعاً.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٤٥٩) ومسلم في الوصية (١٦٣٦: ١٩) كلاهما من طريق ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 824 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: متى أوصى النبي إلى علي؟

  • 📜 حديث: متى أوصى النبي إلى علي؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: متى أوصى النبي إلى علي؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: متى أوصى النبي إلى علي؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: متى أوصى النبي إلى علي؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب