حديث: أوصى رسول الله ﷺ بكتاب الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

عدم وصية النبي ﷺ بوصية خاصة لأحد عند موته

عن طلحة بن مصرف قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى: هل أوصى رسول الله ﷺ؟ فقال: لا. قلت. فلم كُتِبَ على المسلمين الوصية، أو فلم أمروا بالوصية؟ قال: أوصى بكتاب الله عز وجل.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٤٦٠) ومسلم في الوصية (١٦٣٤: ١٦) كلاهما من طريق مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، قال: فذكره.

عن طلحة بن مصرف قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى: هل أوصى رسول الله ﷺ؟ فقال: لا. قلت. فلم كُتِبَ على المسلمين الوصية، أو فلم أمروا بالوصية؟ قال: أوصى بكتاب الله ﷿.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 2740) وغيره، وهو حديث صحيح ثابت عن الصحابي الجليل عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● أوصى: أي هل ترك وصية خاصة بأمر من الأمور قبل وفاته.
● كُتِبَ على المسلمين: أي فُرِضَ عليهم وأُمِروا بها.
● أوصى بكتاب الله: أي أن وصيته العامة للأمة هي التمسك بكتاب الله تعالى.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي طلحة بن مصرف أنه سأل عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه سؤالاً مهماً، وهو: هل ترك النبي ﷺ وصية خاصة قبل وفاته؟ فأجابه عبد الله بن أبي أوفى بالنفي: "لا"، أي أن النبي ﷺ لم يترك وصية خاصة بأسماء أشخاص أو أموال معينة تتعلق بشؤونه الشخصية بعد وفاته.
ثم جاء سؤال ثانٍ من طلحة بن مصرف يعبر عن حيرته: فلماذا فُرضت الوصية على المسلمين؟ أو لماذا أُمِروا بها؟ (أي في قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 180])، مع أن النبي ﷺ نفسه لم يوصِ؟
فأجابه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه بإجابة عظيمة تلخص منهج النبي ﷺ كله: "أوصى بكتاب الله". أي أن النبي ﷺ لم يهمل أمر الوصية، بل كانت وصيته أعظم وأشمل من الوصية في المال، فقد أوصى الأمة كلها بالتمسك بكتاب الله تعالى، وهو القرآن الكريم، دستور هذه الأمة ومنهج حياتها. فوصية النبي ﷺ كانت وصية عامة للأمة جمعاء، وليست وصية شخصية في مال قليل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم مكانة القرآن الكريم: فقد جعل النبي ﷺ التمسك بالقرآن هو وصيته العظمى والخالدة للأمة، مما يدل على أنه هو العصمة والنجاة، وهو حبل الله المتين.
2- النبي ﷺ قدوة في الزهد: عدم وصيته ﷺ في مال دنيوي يدل على زهده في الدنيا وعدم تعلقه بها، فقد مات ﷺ ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام لأهله.
3- الفرق بين التشريع العام والتطبيق الشخصي: فرضية الوصية على المسلمين تشريع عام لحماية حقوق الورثة والوالدين، ولكن تطبيق النبي الشخصي كان مختلفاً لأنه لا يورث، كما جاء في الحديث الصحيح: "لا نورث، ما تركنا فهو صدقة". فما تركه النبي ﷺ هو للمسلمين عامة، وليس ميراثاً لأفراد.
4- حكمة التشريع في الوصية: شرعت الوصية للحالات التي可能需要 فيها صاحب المال أن يوصي بشيء لم يأتِ تفصيله في تقسيم الميراث الشرعي، أو للوصية لغير الوارثين، مع مراعاة ألا تتجاوز الثلث وألا تكون لوارث.
5- فهم الصحابة العميق للدين: فهم عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن سؤال السائل عن وصية دنيوية شخصية، فأراد أن يوجهه إلى الوصية الكبرى التي تركها النبي ﷺ للأمة، وهي التمسك بكتاب الله.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- يؤخذ من هذا الحديث أن أفضل ما يوصي به المسلم هو الدعوة إلى التمسك بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ.
- كان النبي ﷺ يوصي أصحابه في مناسبات عديدة بأمور محددة (كوصيته لمعاذ وأبي ذر وغيرهما)، ولكنها كانت وصايا خاصة بأشخاص أو ظروف، أما وصيته العامة للأمة كلها فهي التمسك بالقرآن والسنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٤٦٠) ومسلم في الوصية (١٦٣٤: ١٦) كلاهما من طريق مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 825 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أوصى رسول الله ﷺ بكتاب الله

  • 📜 حديث: أوصى رسول الله ﷺ بكتاب الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أوصى رسول الله ﷺ بكتاب الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أوصى رسول الله ﷺ بكتاب الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أوصى رسول الله ﷺ بكتاب الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب