حديث: إني لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تخيير النبي ﷺ بين الدنيا والآخرة

عن أبي سعيد الخدري قال: خرج علينا رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه ونحن في المسجد عاصبًا رأسه بخرقة حتى أهوى نحو المنبر، فاستوى عليه واتبعناه قال: «والذي نفسي بيده إني لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا». ثم قال: «إن عبدا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة». قال: فلم يفطن لها أحد غير أبي بكر،
فذرفت عيناه فبكى ثم قال: بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا وأموالنا يا رسول الله! قال: ثم هبط فما قام عليه حتى الساعة.

حسن: رواه الدارمي (٧٨) وابن حبان (٦٥٩٣) كلاهما من حديث أنيس بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد، فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: خرج علينا رسول الله ﷺ في مرضه الذي مات فيه ونحن في المسجد عاصبًا رأسه بخرقة حتى أهوى نحو المنبر، فاستوى عليه واتبعناه قال: «والذي نفسي بيده إني لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا». ثم قال: «إن عبدا عرضت عليه الدنيا وزينتها فاختار الآخرة». قال: فلم يفطن لها أحد غير أبي بكر،
فذرفت عيناه فبكى ثم قال: بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا وأموالنا يا رسول الله! قال: ثم هبط فما قام عليه حتى الساعة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه وغيره، وهو حديث عظيم فيه من الدروس والعبر ما ينبغي لكل مسلم أن يتأمل فيه.

أولًا:

شرح المفردات:
● عاصبًا رأسه بخرقة: أي معصوب الرأس بقطعة قماش بسبب المرض.
● أهوى نحو المنبر: مال واتجه نحو المنبر.
● استوى عليه: جلس عليه باعتدال.
● الحوض: هو حوض النبي ﷺ في يوم القيامة، وهو مورد عظيم للمؤمنين.
● عرضت عليه الدنيا وزينتها: قدِّمت له الدنيا بما فيها من متاع زائل.
● فلم يفطن لها أحد: لم يفهم المراد من الحديث أحد إلا أبا بكر.
● بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا: أي نفتديك بأنفسنا وأهلينا.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ﷺ خرج على أصحابه في المسجد في أيام مرضه الذي توفي فيه، وكان رأسه معصوبًا بسبب شدة المرض، فاتجه نحو المنبر وصعد عليه، وجلس مستقيمًا. ثم أخبرهم ﷺ وهو في مكانه هذا يرى حوضه في الجنة، تأكيدًا على يقينه بالآخرة وصدق وعده.
ثم ذكر ﷺ قصة عبدٍ من عباد الله (وهو يشير إلى نفسه) عُرضت عليه الدنيا بكل ما فيها من زخرف ومتاع، فاختار الآخرة على الدنيا. وهذا إعلان منه ﷺ أنه قد رفض كل مباهج الدنيا ورفض أن تكون له زعامة دنيوية أو ملكًا عظيمًا في الأرض، preferring instead the eternal reward of the Hereafter.
ولم يفهم أحد من الصحابة في تلك اللحظة أن النبي ﷺ يتحدث عن نفسه إلا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، لأنه كان أشدهم فراسة وأقربهم إلى قلب النبي ﷺ. فبكى أبو بكر وأجهش بالبكاء، وقال: "بل نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأنفسنا"، أي نحن المستعدون أن نضحّي بأنفسنا وأهلنا وأموالنا في سبيلك يا رسول الله.
ثم نزل النبي ﷺ من على المنبر، ولم يصعد عليه مرة أخرى حتى توفي ﷺ، فكانت هذه آخر خطبة له على المنبر.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- صبر النبي ﷺ على المرض: فقد خرج لصحابته وهو متألم ليعلمهم ويرشدهم.
2- اليقين بالآخرة: فقد كان ﷺ يرى بعين يقينه ما أعده الله له ولأمته في الجنة.
3- زهد النبي ﷺ في الدنيا: فقد عرضت عليه الدنيا فرفضها واختار الآخرة.
4- فضل أبي بكر الصديق: كان أفهم الصحابة وأكثرهم حبًا للنبي ﷺ، حتى إنه كان يدرك ما لا يدركه غيره.
5- الحب الصادق للرسول ﷺ: كما ظهر في رد أبي بكر عندما قال: "نفديك بآبائنا وأمهاتنا".
6- الوفاء والصحبة الصادقة: فالصحابة كانوا مستعدين للتضحية بأنفسهم في سبيل رسول الله.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على قرب أجل النبي ﷺ، حيث كان يودع أصحابه ويؤكد لهم اختياره للآخرة.
- وفيه إشارة إلى أن أبا بكر رضي الله عنه هو الأحق بالخلافة من بعده، لأنه كان الأكثر فهمًا وإدراكًا لمقاصد الرسول ﷺ.
- الحوض المذكور في الحديث هو من أعلام النبوة، وقد وردت أحاديث كثيرة في وصفه ونعيمه.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من ورّاد حوض النبي ﷺ، وأن يوفقنا لاتباع سنته واقتفاء أثره. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الدارمي (٧٨) وابن حبان (٦٥٩٣) كلاهما من حديث أنيس بن أبي يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي يحيى وهو سمعان الأسلمي مولاهم المدني، قال النسائي: ليس به بأس. وبمعناه روي عن أبي مويهبة مولى رسول الله ﷺ في حديث طويل.
رواه أحمد (١٥٩٩٦، ١٥٩٩٧) والطبراني في الكبير (٢٢/ ٨٧١) والبزار - كشف الأستار (٨٦٣) والحاكم (٣/ ٥٥ - ٥٦) والدارمي (٧٩) كلهم من طرق عن أبي مويهبة فذكره.
وفي إسناده اختلاف كبير مع ضعف في إسناده وأوهام وقعت فيه، نبّه عليها الدارقطني وابن حجر وغيرهما.
وبمعناه روي أيضًا عن ابن أبي المعلَّى، عن أبيه، أن رسول الله ﷺ خطب يومًا فقال: «إن رجلا خيره ربه عز وجل بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش فيها، يأكل من الدنيا ما شاء أن يأكل منها وبين لقاء ربه عز وجل، فاختار لقاء ربه» فبكى أبو بكر، فذكره في حديث طويل.
رواه الترمذي في السنن (٣٦٥٩) وفي العلل الكبير (٤١٩) وأحمد (١٥٩٢٢) والطحاوي في مشكل الآثار (١٠٠٦) كلهم من حديث أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي المعلى، فذكره.
قال الترمذي: «حسن غريب» وفي نسخة: «غريب» فقط.
ونقل عن البخاري في العلل قوله: «يضطربون في هذا الحديث، يروى عن أبي عوانة خلاف هذا، وأبو المعلى لا أعرف اسمه».
قال الأعظمي: وفيه أيضا ابن أبي المعلى لم يذكر من الرواة عنه إلا عبد الملك بن عمير، ولم يوثقه أحد فهو «مجهول».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 829 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا

  • 📜 حديث: إني لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إني لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إني لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إني لأنظر إلى الحوض من مقامي هذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب