حديث: أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

آخر وصية أوصى بها النبي ﷺ في مرض موته

عن أنس بن مالك يقول: مر أبو بكر والعباس بمجلس من مجالس الأنصار، وهم يبكون. فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النبي ﷺ منا، فدخل على النبي ﷺ فأخبره بذلك، قال: فخرج النبي ﷺ وقد عصب على رأسه حاشية برد قال: فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أوصيكم بالأنصار؛ فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».

متفق عليه: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٧٩٩) عن محمد بن يحيى أبي علي، حدثنا شاذان أخو عبدان، حدثنا أبي، أخبرنا شعبة بن الحجاج، عن هشام بن زيد، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: فذكره.

عن أنس بن مالك يقول: مر أبو بكر والعباس بمجلس من مجالس الأنصار، وهم يبكون. فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النبي ﷺ منا، فدخل على النبي ﷺ فأخبره بذلك، قال: فخرج النبي ﷺ وقد عصب على رأسه حاشية برد قال: فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أوصيكم بالأنصار؛ فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث فضائل الأنصار رضي الله عنهم، رواه الإمام البخاري في صحيحه. وإليك الشرح الوافي له:

الحديث:


عن أنس بن مالك يقول: مر أبو بكر والعباس بمجلس من مجالس الأنصار، وهم يبكون. فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النبي ﷺ منا، فدخل على النبي ﷺ فأخبره بذلك، قال: فخرج النبي ﷺ وقد عصب على رأسه حاشية برد قال: فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أوصيكم بالأنصار؛ فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».

1. شرح المفردات:


● عصب على رأسه: أي شد على رأسه عصابة (رباطًا)؛ علامة على وجود مرض أو ألم.
● حاشية برد: طرف برداء أو ثوب من البرد (نوع من الثياب).
● كرشي: يعني خاصتي وأهل سري، من الكَرِش (جوف البطن)، كناية عن القرب الشديد.
● عيبتي: من العِيبة وهي الوعاء الذي يحفظ فيه الإنسان خاصته، فكأنهم مكان سره وخاصة أمره.
● قضوا الذي عليهم: أدوا ما وجب عليهم من الحقوق.
● بقي الذي لهم: بقي الحق الذي يجب لهم على غيرهم.

2. شرح الحديث:


يحدث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق والعباس بن عبد المطلب مرا على مجلس من الأنصار، ووجدوهم يبكون. فلما سألوهم عن سبب بكائهم، قالوا: تذكرنا مجالس النبي ﷺ معنا وحضوره بيننا. فذهب أبو بكر أو العباس وأخبر النبي ﷺ بذلك.
فخرج النبي ﷺ -وكان متألمًا قد ربط على رأسه بطرف ثوب- وصعد المنبر (ولم يصعده بعد ذلك اليوم، مما يدل على قرب وفاته ﷺ)، فحمد الله وأثنى عليه، ثم أوصى المسلمين بالأنصار قائلًا: "أوصيكم بالأنصار"، أي اطلبوا مني أن أوصي بهم خيرًا، أو أوصيكم بهم خيرًا.
ثم بين سبب هذه الوصية فقال: "فإنهم كرشي وعيبتي"، أي هم أقرب الناس إليَّ، الذين أودع أسراري وأعتمد عليهم في خاص أمري.
ثم ذكر فضلهم العظيم فقال: "وقد قضوا الذي عليهم"، أي أدوا ما عليهم من نصرتي وإيوائي والقيام بحق الإسلام.
"وبقي الذي لهم"، أي بقي الحق الذي يستحقونه على المسلمين من التقدير والوفاء والإحسان إليهم.
ثم أمر ﷺ بالمعاملة الحسنة لهم فقال: "فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم"، أي اقبلوا إحسان المحسن منهم، وتغاضوا وتجاوزوا عن زلات المسيء منهم.

3. الدروس المستفادة:


● فضل الأنصار: الحديث من أوضح النصوص على فضل الأنصار ومكانتهم عند رسول الله ﷺ.
● الوفاء للصالحين: وجوب الوفاء لأهل الفضل والإحسان، والاعتراف بجميلهم.
● الحكمة في المعاملة: الدعوة إلى قبول الإحسان والتجاوز عن الإساءة، خاصة من أهل السابقة والفضل.
● حرص النبي ﷺ على أمته: خروجه ﷺ وهو متألم لمواساة أصحابه ووصيتهم بالخير.
● التواضع وحسن المعشر: تواضع أبي بكر والعباس واهتمامهم بأحوال إخوانهم.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تؤكد على مكانة الأنصار، وقد جاءت نصوص كثيرة في فضلهم.
- النبي ﷺ أوصى بالأنصار في غير هذا الحديث، منها قوله: «آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار» (رواه البخاري ومسلم).
- الوصية بالأنصار تعني حفظ حقوقهم، والإحسان إليهم، والاعتراف بفضلهم في نصرة الإسلام.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يوفون بعهد الله ويقدرون أهل الفضل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٧٩٩) عن محمد بن يحيى أبي علي، حدثنا شاذان أخو عبدان، حدثنا أبي، أخبرنا شعبة بن الحجاج، عن هشام بن زيد، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: فذكره.
ورواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٥١٠) من طريق آخر عن شعبة، سمعت قتادة يحدث عن أنس، فذكر الجزء المرفوع فقط بدون القصة.
وقوله: «الأنصار كرشي وعيبتي» أي: جماعتي وخاصتي.
قال الخطابي في أعلام الحديث (٣/ ١١٤٤): «كرشي وعيبتي: يريد أنهم بطانتي وخاصتي، وضرب المثل بالكرش لأنه مستقر غذاء الحيوان الذي يكون به بقاؤه، وقد يكون الكرش عيال الرجل وأهله، ويقال: لفلان كرش منثورة، أي: عيال كثيرة.
والعيبة: هي التي يخزن فيها المرء حر ثيابه، ومصونها، ضرب المثل بها، يريد أنهم موضع سره وأمانته».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 821 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي

  • 📜 حديث: أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب