حديث: إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

بعث أسامة بن زيد إلى الشام

عن ابن عمر قال: أمَّر رسول الله ﷺ أسامة على قوم، فطعنوا في إمارته، فقال: «إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وأيم الله لقد كان خليقا للإمارة، وإن كان من أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده».

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٢٥٠) ومسلم في الفضائل (٢٤٢٦) كلاهما من حديث عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر، يقول: فذكره.

عن ابن عمر قال: أمَّر رسول الله ﷺ أسامة على قوم، فطعنوا في إمارته، فقال: «إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وأيم الله لقد كان خليقا للإمارة، وإن كان من أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو يحمل دروساً عظيمة في قيادة الأمة واختيار القادة، ورداً على المنافقين والطاعنين.

أولاً. شرح المفردات:


● أمَّر: أي جعله أميراً وقائداً.
● أسامة: هو أسامة بن زيد بن حارثة، حِبُّ رسول الله ﷺ وابن حِبِّه.
● طعنوا في إمارته: أي اعترضوا عليها وأنكروها.
● خليقاً للإمارة: أي جديراً بها وأهلاً لها.
● وأيم الله: قسمٌ بمعنى وحياتي أو وعمري.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ عين أسامة بن زيد قائداً على سرية، وكان أسادة شاباً يافعاً في الثامنة عشرة من عمره تقريباً. فاعترض بعض المنافقين أو ضعاف الإيمان على هذا التعيين، مستنكرين أن يكون قائدهم شاباً صغيراً، وربما قالوا: كيف يؤمر علينا غلام وقد بقى من هو أكبر منه سناً وأقدم إسلاماً؟
فغضب النبي ﷺ غضباً شديداً لهذا الاعتراض، وخطب في الناس قائلاً: "إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله". أي أنكم إذا اعترضتم على تأمير أسادة، فكأنكم تعترضون على تأمير أبيه زيد بن حارثة من قبل، مع أن زيداً كان قائداً ناجحاً ومقدراً. ثم أقسم النبي ﷺ فقال: "وأيم الله لقد كان خليقاً للإمارة" أي أن أسامة جدير بهذه القيادة وله من الكفاءة والقدرة ما يؤهله لها. ثم بين النبي ﷺ أن اختياره لأسادة لم يكن based على محبة شخصية فقط، فقال: "وإن كان من أحب الناس إلي" أي أن زيداً كان من أحب الخلق إلى قلب النبي ﷺ، ومع ذلك "وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده" أي أن أسامة أيضاً من أحب الناس إلى النبي بعد أبيه، ولكن هذا الحب ليس هو السبب في التأمير، بل الكفاءة هي المعيار.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- الكفاءة معيار القيادة: يوضح الحديث أن معيار اختيار القائد في الإسلام هو الكفاءة والقدرة، وليس السن أو النسب أو غيرهما. فالشاب المؤهل خير من الشيخ غير المؤهل.
2- الرد على الطاعنين: يعلمنا كيف كان النبي ﷺ يدافع عن قادته ويؤيدهم، ويرد على كل من يطعن في كفاءتهم بدون دليل.
3- طاعة ولي الأمر: أن على الرعية طاعة الأمير ما لم يأمر بمعصية، وليس من حقهم الاعتراض على تعيينه لمجرد الهوى أو عدم الرضا الشخصي.
4- مكانة زيد وأسادة: يبين الحديث المكانة العظيمة لزيد بن حارثة وابنه أسادة عند رسول الله ﷺ، حتى إنه سمى كليهما "حِبَّ رسول الله".
5- الحكمة في التعامل مع الاعتراضات: كيف رد النبي ﷺ بردٍّ حاسم وقوي، مقروناً بالقسم، ليقضي على هذه الشبهة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذه السرية التي أمّر فيها النبي ﷺ أسادة هي سرية إلى "الروم" في منطقة البلقاء من أرض الشام.
- توفي النبي ﷺ قبل خروج السرية، فخرجت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان عمر من جندها، فأمره أبو بكر أن يطيع أسامة تنفيذاً لأمر النبي ﷺ.
- استمر أسادة بن زيد رضي الله عنه من خيرة الصحابة، وتوفي في أواخر خلافة معاوية بن أبي سفيان.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٢٥٠) ومسلم في الفضائل (٢٤٢٦) كلاهما من حديث عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر، يقول: فذكره.
وأما ما روي عن أسامة بن زيد قال: بعثني رسول الله ﷺ إلى قرية يقال لها: أُبنى، فقال: «ائت أُبنى صباحا، ثم حَرِّقْ» ففي إسناده ضعف.
رواه أبو داود (٢٦١٦) وابن ماجه (٢٨٤٣) وأحمد (٢١٧٨٥) من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد، فذكره.
وفيه صالح بن أبي الأخضر، وهو ضعيف.
وله طرق أخرى كلها ضعيفة. وقوله: «أبنى» ويقال: يُبْنى، على وزن حُبلى موضع بالشام من جهة البلقاء، وقيل: موضع في فلسطين.
ثم مرض رسول الله ﷺ ولم يتحرك الجيش، وبقي معسكرا بالجرف، فلما توفي رسول الله ﷺ رجعوا إلى المدينة، وبعد أن استخلف أبو بكر الصديق أمر بخروج الجيش، وعددهم نحو ثلاثة آلاف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 800 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه

  • 📜 حديث: إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب