ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه

حديث: ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه

عن عبد الله بن مسعود قال: أتيت النبي ﷺ في مرضه - وهو يوعك وعكا شديدا - وقلت: إنك لتوعك وعكا شديدا. قلت: إن ذاك بأن لك أجرين. قال: «أجل، ما من مسلم يصيبه أذى إلا حاتَّ الله عنه خطاياه كما تُحَاتُّ ورق الشجر».

متفق عليه: رواه البخاري في كتاب المرض (٥٦٤٧) ومسلم في البر والصلة (٢٥٧١) كلاهما من حديث سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سُويد، عن عبد الله بن مسعود، فذكره، واللفظ للبخاري.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أتيت النبي ﷺ في مرضه - وهو يوعك وعكا شديدا - وقلت: إنك لتوعك وعكا شديدا. قلت: إن ذاك بأن لك أجرين. قال: «أجل، ما من مسلم يصيبه أذى إلا حاتَّ الله عنه خطاياه كما تُحَاتُّ ورق الشجر».

1. شرح المفردات:

● يوعك وعكًا شديدًا: الوعك هو الحمى والشدة في المرض، أي كان يعاني من حمى شديدة.
● أجرين: ثوابان، والمقصود هنا أن النبي ﷺ يجمع بين أجر الصبر على البلاء وأجر النبوة.
● أذى: أي ضرر أو ألم يصيب الإنسان، سواء كان مرضا أو غيره.
● حاتَّ: يعني محا وأزال وذهب به.
● خطاياه: الذنوب والآثام.
● تُحَاتُّ ورق الشجر: أي تتساقط وتتطاير أوراق الشجر بسهولة عند هبوب الرياح.

2. شرح الحديث:

كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يزور النبي ﷺ أثناء مرضه، ولاحظ شدة ما يعانيه من الحمى، فأخبره بأن هذا البلاء الشديد سيكون سببًا في مضاعفة أجره، حيث إن النبي ﷺ يجمع بين أجر الصبر على البلاء وأجر النبوة. فأكد النبي ﷺ صحة قول ابن مسعود، ثم عمم الحكم ليشمل كل مسلم يصيبه أذى، مبينًا أن الله تعالى يكفر عن المسلم ذنوبه بسبب ما يصيبه من أذى، كما تتساقط أوراق الشجر بسهولة.

3. الدروس المستفادة منه:

● الابتلاء تكفير للذنوب: المصائب والأمراض تكفر عن المسلم سيئاته، مما يجعل البلاء نعمة في disguise.
● الصبر على البلاء: ينبغي للمسلم أن يصبر على ما يصيبه، ويحتسب الأجر عند الله.
● زيارة المرضى: الحديث يدل على استحباب عيادة المرضى وتذكيرهم بالأجر والثواب.
● عظم أجر النبي ﷺ: بلاء النبي ﷺ كان شديدًا، وأجره أعظم من غيره لجمعه بين أجر الصبر وأجر النبوة.
● التفاؤل والتبشير: ينبغي للمسلم أن يبشر إخوانه بالخير عند المصائب، كما فعل ابن مسعود مع النبي ﷺ.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- المرض من أنواع البلاء الذي يكفر به الله الخطايا، وقد وردت أحاديث أخرى تؤكد هذا المعنى، مثل قوله ﷺ: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه» (متفق عليه).
- ينبغي للمسلم أن يستشعر رحمة الله تعالى عند البلاء، فلا يتسخط أو يجزع، بل يرضى بقضاء الله وقدره.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين، وأن يغفر لنا ذنوبنا ويستر عيوبنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في كتاب المرض (٥٦٤٧) ومسلم في البر والصلة (٢٥٧١) كلاهما من حديث سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سُويد، عن عبد الله بن مسعود، فذكره، واللفظ للبخاري.
وفي لفظ عندهما: «أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 809 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه

📜 حديث: ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية