لددنا رسول الله ﷺ في مرضه فأشار أن لا تلدوني

حديث: لددنا رسول الله ﷺ في مرضه فأشار أن لا تلدوني

عن عائشة قالت: لددنا رسول الله ﷺ في مرضه، فأشار أن لا تَلُدُّوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: «لا يبقى أحد منكم إلا لُدَّ غيرُ العباس؛ فإنه لم يشهدكم».

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٤٥٨) ومسلم في السلام (٢٢١٣: ٨٥) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد (هو القطان)، حدثني موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة، قالت: فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وسأشرحه لكم بفضل الله تعالى وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:

● لَدَدْنَا: اللَّدُود هو الدواء الذي يُصَبُّ في أحد جانبي فم المريض، واللَّدُّ هو إدخال الدواء عن طريق الفم بإمالة الرأس.
● أَشَارَ: أومأ بيده أو بحركة تعبِّر عن عدم الموافقة.
● لَا تَلُدُّونِي: لا تعطوني الدواء بالطريقة المذكورة.
● أَفَاقَ: استعاد وعيه بعد الغشي أو النوم الثقيل.
● لُدَّ: أُعطِي اللَّدُود.

2. شرح الحديث:

في هذا الحديث تحكي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن الصحابة الكرام أعطوا النبي صلى الله عليه وسلم الدواء (اللَّدُود) أثناء مرضه الذي توفي فيه، فلما فعلوا ذلك أشار لهم بيده الكريمة أن يكفوا عن هذا الفعل، فظنوا أن هذا من كراهية المريض للدواء المعروفة، فاستمروا في إعطائه إياه رغبة في شفائه. فلما استفاق النبي صلى الله عليه وسلم من غشيه أو نومه، أخبرهم أن ما فعلوه كان خطأ، وأنه لا ينبغي لأحد أن يبقى دون أن يُعطى هذا الدواء (أي كفارة لما فعلوه معه)، إلا العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن حاضراً حينها فلم يشترك في هذا الفعل.

3. الدروس المستفادة منه:

● وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمر: حتى لو ظن الناس أن في ذلك مصلحة، فطاعته أولى من أي اجتهاد.
● أن اجتهاد الصحابة قد يخطئ: وهم معذورون في ذلك لصدق نيتهم ورغبتهم في الخير، ولكن الخطأ يبقى خطأً ويجب تداركه.
● الحكمة من إعطاء الدواء للجميع: فيه إشارة إلى التكافل والتضامن بين المسلمين، وأن الخطأ الجماعي يحتاج إلى توبة جماعية أو كفارة.
● العدل والإنصاف: حيث استثنى النبي صلى الله عليه وسلم العباس لأنه لم يشترك في الفعل، فلم يتحمل تبعة خطأ لم يقترفه.
● أن اللدود كان دواءً معروفاً: وفيه إشارة إلى مشروعية التداوي، لكن مع التوكل على الله تعالى.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من أحاديث المرض الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على شدة محبة الصحابة له وحرصهم على شفائه.
- فيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن شيء لحكمة يعلمها، حتى لو خفيت على أصحابه.
- يستفاد منه أن الإنسان لا يؤاخذ بفعل لم يفعله، كما في حالة العباس رضي الله عنه.
- الحديث يدل على أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم يجادلوه حين أفاق بل قبلوا قوله وأطاعوا أمره.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حسن الاتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٤٤٥٨) ومسلم في السلام (٢٢١٣: ٨٥) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد (هو القطان)، حدثني موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة، قالت: فذكرته.
قوله: «لددناه» أي جعلنا في جانب فمه دواء بغير اختياره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 804 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لددنا رسول الله ﷺ في مرضه فأشار أن لا تلدوني

📜 حديث: لددنا رسول الله ﷺ في مرضه فأشار أن لا تلدوني

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لددنا رسول الله ﷺ في مرضه فأشار أن لا تلدوني

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لددنا رسول الله ﷺ في مرضه فأشار أن لا تلدوني

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لددنا رسول الله ﷺ في مرضه فأشار أن لا تلدوني

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية