حديث: أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

آخر وصية أوصى بها النبي ﷺ في مرض موته

عن أبي عبيدة قال: آخر ما تكلم به النبي ﷺ: «أخرجوا يهود أهل الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب، واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».

حسن: رواه الإمام أحمد (١٦٩١)، والبزار - كشف الأستار (٤٣٩)، وأبو يعلى (٨٧٢)، والدارمي (٢٥٠١)، والحميدي (٥٨)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (٤/ ٥٧)، والبيهقي (٩/ ٢٠٨) كلهم من طرق عن إبراهيم بن ميمون، قال: حدثنا سعد بن سمرة بن جندب، عن أبيه، عن أبي عبيدة، فذكر مثله، وبعضهم اقتصر على قوله: «أخرجوا اليهود من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب»، ومنهم من جمع بينه وبين اتخاذ القبور مساجد.

عن أبي عبيدة قال: آخر ما تكلم به النبي ﷺ: «أخرجوا يهود أهل الحجاز، وأهل نجران من جزيرة العرب، واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم هو من آخر ما نطق به نبينا محمد ﷺ، وهو يحمل وصية عظيمة وأمراً مهماً للأمة من بعده. وإليك الشرح المفصل له:
### أولاً. نص الحديث
عن أبي عبيدة رضي الله عنه قال: آخر ما تكلم به النبي ﷺ: «أَخْرِجُوا يَهُودَ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَأَهْلَ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شِرَارَ النَّاسِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ».
(رواه الإمام أحمد في مسنده، وقال المحققون: إسناده صحيح)

### ثانياً. شرح المفردات
● أَخْرِجُوا: اطلبوا إخراجهم وإبعادهم.
● يَهُودَ أَهْلِ الْحِجَازِ: اليهود المقيمين في منطقة الحجاز (وهي المنطقة التي تضم مكة والمدينة وغيرها).
● أَهْلَ نَجْرَانَ: هم قبيلة من النصارى كانت تقطن في نجران (منطقة في جنوب الجزيرة العربية).
● جَزِيرَةِ الْعَرَبِ: هي شبه الجزيرة العربية، وقد سميت جزيرة لأنها محاطة بالماء من ثلاث جهات.
● شِرَارَ النَّاسِ: أي أسوأ الناس وأقلهم خيراً.
● اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ: جعلوا قبور أنبيائهم أماكن للعبادة وبنوا عليها المساجد.

### ثالثاً. شرح الحديث
ينقسم هذا الحديث إلى وصيتين عظيمتين من آخر وصايا النبي ﷺ:
الوصية الأولى: إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب
أمر النبي ﷺ بإخراج اليهود من الحجاز والنصارى من نجران من جزيرة العربية كلها. والحكمة من هذا الأمر عظيمة، منها:
1- حماية عقيدة التوحيد: جزيرة العرب هي مهد الإسلام ومنطلق الدعوة، فإبقاء أهل الكتاب فيها قد يؤدي إلى اختلاط العقائد وانتشار الشبهات بين المسلمين، خاصة الضعفاء في الإيمان.
2- منع الفتنة: كان لليهود خاصة تاريخ في الغدر والخيانة وإثارة الفتن ضد المسلمين، كما حدث في بني قريظة وبني النضير.
3- تخليص الأرض من رموز الشرك: حتى تكون الجزيرة العربية أرضاً خالصة للتوحيد، لا يُعبد فيها إلا الله وحده.
وقد نفذ الصحابة رضي الله عنهم هذه الوصية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أخرج يهود خيبر ونصارى نجران.
الوصية الثانية: التحذير من اتخاذ القبور مساجد
هذه جملة مستقلة يحذر فيها النبي ﷺ من واحدة من أعظم المنكرات التي وقعت فيها الأمم السابقة، وهي:
● اتخاذ القبور مساجد: أي بناء المساجد عليها، أو الصلاة عندها بقصد التقرب إلى صاحب القبر، أو التبرك به. وهذا هو ذريعة الشرك الأكبر، حيث يبدأ الشخص بتعظيم القبر ثم ينتهي به الأمر إلى عبادته من دون الله.
● شِرَارَ النَّاسِ: وصفهم النبي ﷺ بشرار الناس لأنهم يشوهون دين الأنبياء ويحرفونه، ويُضلون الناس عن التوحيد الخالص لله تعالى.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- أهمية حماية بيئة التوحيد: يجب على المسلمين الحفاظ على بلادهم من أي influences تخالف عقيدة التوحيد.
2- التحذير من وسائل الشرك: أشد ما يحذر منه الإسلام هو ما يؤدي إلى الشرك ولو كان بعيداً، وبناء المساجد على القبور من أعظم هذه الوسائل.
3- الاقتداء بالصحابة: فهم أسرع الناس إلى تنفيذ أوامر النبي ﷺ ووصاياه.
4- أن وصية النبي ﷺ قبل وفاته كانت في الحفاظ على العقيدة: مما يدل على أن أعظم ما يشغل النبي هو سلامة اعتقاد أمته من الشرك والانحراف.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- هذا الحديث أصل في تحريم بناء المساجد على القبور، أو جعل القبور في المساجد، وهو ما يخالف عليه بعض المذاهب المنحرفة التي تغالي في الصالحين.
- جزيرة العربية لها حكم خاص في إخراج غير المسلمين منها، أما باقي البلدان الإسلامية فيجوز لغير المسلمين الإقامة فيها بشروط.
- نهى النبي ﷺ في أحاديث أخرى عن الصلاة إلى القبور، أو اتخاذها أعياداً، أو إسراج المصابيح عليها، كل ذلك سداً لذريعة الشرك.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظنا من الشرك ظاهره وباطنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٦٩١)، والبزار - كشف الأستار (٤٣٩)، وأبو يعلى (٨٧٢)، والدارمي (٢٥٠١)، والحميدي (٥٨)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (٤/ ٥٧)، والبيهقي (٩/ ٢٠٨) كلهم من طرق عن إبراهيم بن ميمون، قال: حدثنا سعد بن سمرة بن جندب، عن أبيه، عن أبي عبيدة، فذكر مثله، وبعضهم اقتصر على قوله: «أخرجوا اليهود من الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب»، ومنهم من جمع بينه وبين اتخاذ القبور مساجد.
وإسناده حسن لأجل إبراهيم بن ميمون الحناط المعروف بالنحاس مولى آل سمرة فإنه حسن الحديث. وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وسعد بن سمرة وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٤/ ٢٩٤) وذكره الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٨) وعزاه للبزار وحده وقال: رجاله ثقات.
واختلف أهل العلم في تحديد جزيرة العرب والصحيح هي الأرض الواقعة بين بحر الهند وبحر القلزم، والخليج العربي وبحر الحبشة وأضيفت إلى العرب لأنها كانت بأيديهم، وبها أوطانهم ومنازلهم، ولكن الذي يمنع المشركون من سكناه منها الحجاز خاصة وهو مكة والمدينة على رأي جمهور العلماء. وعند الشافعي يجوز دخولهم بإذن الامام لمصلحة المسملمين. انظر للمزيد: فتح الباري (٦/ ١٧١).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 819 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب

  • 📜 حديث: أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب