حديث: ما كان نبي قط إلا في أمته معلَّم أو معلَّمان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه

عن عائشة أن النبي ﷺ قال: «ما كان نبي قط إلا في أمته معلَّم أو معلَّمان، وإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر بن الخطاب، إن الحق على لسان عمر وقلبه».

حسن: رواه القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة (٥١٨) والطبراني في الأوسط (٩١٣٣)
كلاهما من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الله بن محمد بن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة أن النبي ﷺ قال: «ما كان نبي قط إلا في أمته معلَّم أو معلَّمان، وإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر بن الخطاب، إن الحق على لسان عمر وقلبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنن نبيه ﷺ.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن غريب، وابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني. وهو يذكر فضلاً عظيماً لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● معلَّم أو معلَّمان: أي رجل أو رجلان يعلِّمان الناس ويهدونهم إلى الحق، ويقومون مقام الأنبياء في الهداية والتعليم بعدهم. وقيل: أي كان في كل أمة نبي يهديها، أو نبيان.
● إن يكن في أمتي منهم أحد: أي إن كان في أمتي من يقوم مقام هؤلاء المعلمين الهداة.
● فإنه عمر: أي فهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهو الذي يحمل هذه الصفة العظيمة.
● إن الحق على لسان عمر وقلبه: أي أن الله تعالى يجري الصواب والحق على لسانه في أقواله، وفي قلبه في أفكاره ونيَّاته، فيوافق الحق رأيه وقياده.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث عن سنة إلهية، وهي أنه ما من نبي إلا وكان في أمته – بعد وفاته – هادٍ ومعلِّم يهدي الناس ويعلِّمهم شرع الله، يقوم مقام النبي في الدعوة والبيان، وقد يكون هذا المعلّم واحداً أو اثنين.
ثم يبين النبي ﷺ أن هذه المنزلة الرفيعة – وهي منزلة المعلم الهادي الذي يقتدى به – قد حُزت في هذه الأمة بتمامها وكمالها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهو الذي كان الحق ملازماً له في كل أحواله، فما نطق بكلمة إلا وكان الحق معه، وما خطر بباله رأي أو فكرة إلا وكان الصواب فيها، حتى إنه كان يُضرب به المثل في موافقة رأيه للوحي، فنزل القرآن الكريم موافقاً لرأيه في عدة مواضع، مثل رأيه في اتخاذ مقام إبراهيم مصلى، ورأيه في حجاب أمهات المؤمنين، وغير ذلك.
فهذا الحديث يشهد لعمر رضي الله عنه بأنه كان من أولئك النفر القلائل الذين اصطفاهم الله لهداية الأمة وتعليمها بعد نبيها ﷺ.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة منزلة عمر بن الخطاب: فهو رضي الله عنه كان مُعلِّماً للأمة وهادياً لها، وقد شهد له النبي ﷺ بهذه المكانة، مما يوجب محبته وتوقيره والاقتداء به.
2- إلهام الله لأوليائه: فمن أعظم كرامات الأولياء أن يلهمهم الله الصواب، ويجري الحق على ألسنتهم وقلوبهم، كما كان لعمر رضي الله عنه.
3- فضل العلم والتعليم: فالحديث يرفع من شأن العلماء والمعلمين الذين يهدون الناس إلى الحق، ويبين أنهم خلفاء الأنبياء في أممهم.
4- الثقة بسلف الأمة: فالأمة مجمعة على فضل الصحابة، وخصوصاً الخلفاء الراشدين، وهذا الحديث من أعظم الأدلة على فضل عمر ومنزلته.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعلام نبوة محمد ﷺ، حيث أخبر عن будуب عمر رضي الله عنه ومكانته، فتحقق ذلك كله، وكان عمر كما وصفه النبي ﷺ.
- موافقات عمر للوحي كثيرة ومشهورة، وقد جمعها العلماء في كتب خاصة، وهي تدل على صدق إيمانه وقوة فراسته وصحة نظره.
نسأل الله أن يرزقنا محبة صحابة رسول الله ﷺ والاقتداء بهم، وأن يجعلنا من أهل الحق والهدى.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه القطيعي في زوائده على فضائل الصحابة (٥١٨) والطبراني في الأوسط (٩١٣٣)
كلاهما من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الله بن محمد بن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وإسناده حسن فإن رجال الإسناد غير الصحابي كلهم حسن الحديث.
وعبد الرحمن بن أبي الزناد حديثه بالمدينة حسن، فقد روى عنه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وهو مدني، كما في فضائل الصحابة (٥١٨).
ومحمد بن أبي عتيق هو محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عتيق، وثّقه الدارقطني، كما في سؤالات الحاكم، وحسنه الذهلي كما في التهذيب.
وأما الحافظ ابن حجر فقال: «مقبول». والصحيح أنه صدوق.
وعن طارق بن شهاب قال: كنا نتحدث أن السكينة تنزل على لسان عمر.
رواه ابن أبي شيبة (٣٢٦٧٤) عن يحيى بن أبي بكير، حدثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما كان نبي قط إلا في أمته معلَّم أو معلَّمان

  • 📜 حديث: ما كان نبي قط إلا في أمته معلَّم أو معلَّمان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما كان نبي قط إلا في أمته معلَّم أو معلَّمان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما كان نبي قط إلا في أمته معلَّم أو معلَّمان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما كان نبي قط إلا في أمته معلَّم أو معلَّمان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب