حديث: ما عدوا إلا من مقدمه المدينة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب عمر بن الخطاب أول من وضع للمسلمين تاريخا

قال سهل بن سعد: «ما عدّوا من مبعث النبي ﷺ ولا من وفاته، ما عدّوا إلا من مقدمه المدينة».
ومعنى: (ما عدوا إلا من مقدمه المدينة) أي: ما عدوا التاريخ من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته، وإنما عدوه من وقت المدينة مهاجرا إليها، واعتبروا السنة لا الشهر واليوم.

صحيح: رواه البخاري في المناقب (٣٩٣٤) عن عبد الله بن مسلمة، حدثنا عبد العزيز، عن أبيه، عن سهل بن سعد فذكره.

قال سهل بن سعد: «ما عدّوا من مبعث النبي ﷺ ولا من وفاته، ما عدّوا إلا من مقدمه المدينة».
ومعنى: (ما عدوا إلا من مقدمه المدينة) أي: ما عدوا التاريخ من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته، وإنما عدوه من وقت المدينة مهاجرا إليها، واعتبروا السنة لا الشهر واليوم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


روى الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: «مَا عَدُّوا مِنْ مَبْعَثِ النَّبِيِّ ﷺ وَلَا مِنْ وَفَاتِهِ، مَا عَدُّوا إِلَّا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةِ».

1. شرح المفردات:


● عَدُّوا: أي حسبوا وأرخوا وجعلوا بداية التأريخ.
● مَبْعَثِ النَّبِيِّ ﷺ: أي وقت نزول الوحي عليه في غار حراء، وكان عمره آنذاك أربعين سنة.
● وَفَاتِهِ: أي وقت انتقاله إلى الرفيق الأعلى في السنة الحادية عشرة للهجرة.
● مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةِ: أي هجرته من مكة إلى المدينة المنورة، والتي كانت في شهر ربيع الأول من السنة التي صارت تُعرف بسنة الهجرة.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي سهل بن سعد رضي الله عنه عن المنهج الذي سار عليه الصحابة الكرام في تحديد بداية التقويم الإسلامي. فلم يجعلوا بداية التاريخ الإسلامي من لحظة بعثة النبي ﷺ، وهي حدث عظيم كان بداية نزول الوحي، ولا من لحظة وفاته ﷺ، وهي أعظم مصيبة على الأمة. بل اختاروا حدثًا آخر هو هجرته ﷺ من مكة إلى المدينة.
وهذا الاختيار لم يكن اعتباطيًا، بل كان بتقدير من الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد مشورة كبار الصحابة. وقد اتفقوا على أن تكون الهجرة هي بداية التاريخ الإسلامي لعدة حكمة.

3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحكمة في اختيار الهجرة: تعتبر الهجرة النبوية حدثًا مفصليًا في تاريخ الإسلام، حيث انتقلت الدعوة من مرحلة الدعوة السرية والضعف في مكة إلى مرحلة التمكين وإقامة الدولة الإسلامية في المدينة. فهي تمثل بداية عهد جديد، تجسدت فيه قيم التضحية والفداء وبناء المجتمع المسلم.
2- الأمة شورى: قرار التأريخ بالهجرة لم يصدر عن فرد، بل كان نتيجة مشورة بين الصحابة، مما يعلمنا أهمية الشورى في أمور الأمة.
3- تغليب المصلحة العامة: لم يختار الصحابة تاريخًا مرتبطًا بشخص النبي ﷺ (كمولده أو وفاته) تجنبًا للمبالغة في تعظيمه بما قد يؤدي إلى الغلو، فاختاروا حدثًا له دلالة جماعية، وهو بناء الدولة الإسلامية.
4- التأريخ بالسنة لا بالشهر واليوم: كما هو واضح في نص الحديث، اعتبروا بداية السنة الهجرية من شهر المحرم، بينما كانت الهجرة الفعلية في ربيع الأول. وهذا يدل على أنهم نظروا إلى المعنى الكلي للحدث (بداية عصر الهجرة) وليس التفاصيل الزمنية الدقيقة، مما يدل على مرونة الفقه الإسلامي وتركيزه على المقاصد.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- أول من أرخ بالهجرة هو الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك في سنة 17 للهجرة.
- سبب ذلك أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه، وهو والي البصرة، كتب إلى عمر يشكو تعدد تواريخ الكتب الواردة إليه، فجمع عمر الصحابة للشورى، واقترح بعضهم التأريخ بمولد النبي، وبعضهم ببعثته، وبعضهم بوفاته، فاختار علي بن أبي طالب رضي الله عنه التأريخ بالهجرة، فرضي عمر والصحابة بذلك.
- بدأوا التأريخ من شهر المحرم، لأنه كان أول الأشهر في التقويم العربي حتى قبل الإسلام، ولأنه شهر حرام، فجعلوه بداية للسنة تعظيمًا له.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المناقب (٣٩٣٤) عن عبد الله بن مسلمة، حدثنا عبد العزيز، عن أبيه، عن سهل بن سعد فذكره.
ومن أخباره عن سعيد بن المسيب يقول: جمع عمر الناس فسألهم من أي يوم يكتب التاريخ؟ فقال علي بن أبي طالب: من يوم هاجر رسول الله ﷺ وترك أرض الشرك، ففعله عمر رضي الله عنه.
رواه الحاكم (٣/ ١٤) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد.
وقد تواترت الروايات عن عمر بن الخطاب أمير المؤمنين أنه أول من وضع تاريخا للمسلمين ابتداء من هجرة المصطفى ﷺ من مكة إلى المدينة.
راجع للمزيد «فتح الباري» (٧/ ٢٦٨) ومحض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ص ٣١٦ - ٣١٧.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 93 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما عدوا إلا من مقدمه المدينة

  • 📜 حديث: ما عدوا إلا من مقدمه المدينة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما عدوا إلا من مقدمه المدينة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما عدوا إلا من مقدمه المدينة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما عدوا إلا من مقدمه المدينة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب