حديث: شربت لبنا حتى رأيته يجري في عروقي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في غزارة علم عمر بن الخطاب

عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال: «رأيت في النوم أني أعطيت عسا مملوءا لبنا، فشربت حتى تملأت حتى رأيته يجري في عروقي بين الجلد واللحم، ففضلت فضلة أعطيتها عمر بن الخطاب، فأوِّلوها»، قالوا: يا نبي الله، هذا علم أعطاكه الله فملأك منه، ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب، فقال: «أصبتم».

صحيح: رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة (٣١٩) عن محمد بن أبي بكر ابن علي المقدمي -، ورواه الطبراني في الكبير (١٢/ ٢٩٣)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٨٥ - ٨٦) من طريق عمرو بن عون الواسطي كلاهما (محمد المقدمي وعمرو الواسطي)، من طريق معتمر بن سليمان قال: سمعت عبيد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر بن سالم (هو ابن عبد الله بن عمر)، عن أبيه، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال: «رأيت في النوم أني أعطيت عسا مملوءا لبنا، فشربت حتى تملأت حتى رأيته يجري في عروقي بين الجلد واللحم، ففضلت فضلة أعطيتها عمر بن الخطاب، فأوِّلوها»، قالوا: يا نبي الله، هذا علم أعطاكه الله فملأك منه، ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب، فقال: «أصبتم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث ابن عمر رضي الله عنهما، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

الحديث بلفظه:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ أَنِّي أُعْطِيتُ عَسًّا مَمْلُوءًا لَبَنًا، فَشَرِبْتُ حَتَّى تَمَلَّأْتُ حَتَّى رَأَيْتُهُ يَجْرِي فِي عُرُوقِي بَيْنَ الجِلْدِ وَاللَّحْمِ، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ أَعْطَيْتُهَا عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، فَأَوَّلُوهَا»، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَذَا عِلْمٌ أَعْطَاكَهُ اللَّهُ فَمَلَأَكَ مِنْهُ، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَأَعْطَيْتَهَا عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، فَقَالَ: «أَصَبْتُمْ».

1. شرح المفردات:


● عَسًّا: إناءٌ كبيرٌ من جلد، كالقربة أو السقاء.
● مَمْلُوءًا لَبَنًا: اللبن هنا رمز للعلم النافع والفقه في الدين، لأنه يشبه في صفائه ونقائه وصفاء منبعه.
● يَجْرِي فِي عُرُوقِي: أي انتشر العلم في كياني كله حتى أصبح جزءًا لا يتجزأ مني.
● بَيْنَ الجِلْدِ وَاللَّحْمِ: دلالة على شدة الامتلاء والانتشار حتى في أدق مجاري الجسد.
● فَضْلَةٌ: ما زاد عن حاجته بعد الشرب والارتواء.
● أَوَّلُوهَا: طلب منهم أن يفسروا هذا المنام ويدلوا بتأويله.

2. شرح الحديث:


رأى النبي ﷺ في منامه رؤيا صادقة (وكانت رؤيا الأنبياء وحيًا)، وهي أن أُعطي إناءً كبيرًا مملوءًا باللبن الطاهر. فشرب منه حتى ارتوى وامتلأ جسده بهذا اللبن حتى رأى أثره يجري في عروقه. وهذا اللبن هو رمز للعلم والحكمة التي أنزلها الله عليه. فامتلأ النبي ﷺ علمًا ووحيًا حتى لم يعد هناك متسع للمزيد.
ثم إن فضل من هذا اللبن فضلة (كمية زائدة) فأعطاها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. فلما قصَّ النبي ﷺ الرؤيا على أصحابه طلب منهم تأويلها، فأجابوه بأن اللبن هو العلم الذي أعطاه الله إياه فملأه منه، ثم فضل منه فضلة فأعطاها لعمر، فأصابوا في تأويلهم وأقرهم النبي ﷺ على ذلك بقوله: «أَصَبْتُمْ».

3. الدروس المستفادة منه:


● فضيلة العلم: حيث شبهه النبي ﷺ باللبن النقي الذي يغذي القلب والعقل.
● كمال علم النبي ﷺ: فقد ملأ الله قلبه علمًا وحكمة حتى لم يترك مجالًا للزيادة.
● منزلة عمر بن الخطاب: فقد خصه النبي ﷺ بفضلة علمه، مما يدل على علو مكانته وقربه من النبي ﷺ وسعة علمه وفقهه. وقد جاء في رواية أخرى: «فَأَعْطَيْتُهَا أَبَا بَكْرٍ»، ثم أعطى الفضلة لعمر، مما يدل على فضل الخليفتين الراشدين.
● إكرام الله لأوليائه: حيث يمنحهم الفهم الثاقب والعلم النافع.
● جواز تأويل الرؤى: وطلب تفسيرها من أهل المعرفة والفقه.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بفضائل الصحابة.
- اللبن في المنام يدل على الفطرة السليمة والعلم النافع، كما قال بعض المفسرين.
- كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه موصوفًا بالفقه والقوة في الحق، حتى قال فيه النبي ﷺ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ»، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الدِّينَ».
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على فضائل الصحابة (٣١٩) عن محمد بن أبي بكر ابن علي المقدمي -، ورواه الطبراني في الكبير (١٢/ ٢٩٣)، وصحّحه الحاكم (٣/ ٨٥ - ٨٦) من طريق عمرو بن عون الواسطي كلاهما (محمد المقدمي وعمرو الواسطي)، من طريق معتمر بن سليمان قال: سمعت عبيد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر بن سالم (هو ابن عبد الله بن عمر)، عن أبيه، عن ابن عمر فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في المجمع (٩/ ٦٩): «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وهو في الصحيح بغير سياقه».
ورواه ابن حبان (٦٨٥٤) من طريق عبد الله بن الصباح العطار، حدثنا معتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ: «رأيت كأني أعطيت عسا مملوءا لبنا، فشربت حتى تملأت فرأيتها تجري في عروقي بين الجلد واللحم، ففضلت منها فضلة، فأعطيتها أبا بكر»، قالوا: يا رسول الله، هذا علم، أعطاكه الله حتى إذا تملأت منه فضلت فضلة فأعطيتها أبا بكر، فقال ﷺ: «قد أصبتم».
فخالف عبد الله بن الصباح في الإسناد والمتن، فأسقط من الإسناد «أبا بكر بن سالم» بين عبيد الله بن عمر وسالم بن عبد الله بن عمر.
وذكر في المتن أن النبي ﷺ أعطى فضلة اللبن «أبا بكر» والصواب أنه أعطاها «عمر» كما في الصحيحين.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 66 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شربت لبنا حتى رأيته يجري في عروقي

  • 📜 حديث: شربت لبنا حتى رأيته يجري في عروقي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شربت لبنا حتى رأيته يجري في عروقي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شربت لبنا حتى رأيته يجري في عروقي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شربت لبنا حتى رأيته يجري في عروقي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب