حديث: إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في موافقات عمر بن الخطاب ربه

عن عائشة قالت: خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة، لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب، فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين. قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله ﷺ في
بيتي، وإنه ليتعشى وفي يده عرق، فدخلت فقالت: يا رسول الله، إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر: كذا وكذا. قالت: فأوحى الله إليه، ثم رفع عنه، وإن العرق في يده ما وضعه، فقال: «إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن».

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧٩٥)، ومسلم في السلام (٢١٧٠ - ١٧) كلاهما من طرق عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت: خرجت سودة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة، لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب، فقال: يا سودة أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين. قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله ﷺ في
بيتي، وإنه ليتعشى وفي يده عرق، فدخلت فقالت: يا رسول الله، إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر: كذا وكذا. قالت: فأوحى الله إليه، ثم رفع عنه، وإن العرق في يده ما وضعه، فقال: «إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يحمل في طياته دروسًا عظيمة وفوائد جليلة تتعلق بموضوع الحجاب وحرص الصحابة على تطبيق شرع الله.

شرح المفردات:


● ضرب الحجاب: أي فرض الحجاب وشرعه الله للمؤمنات.
● جسيمة: كبيرة الجسم، ضخمة، بحيث تكون معروفة بشدة من الناس.
● انكفأت راجعة: عادت مسرعة إلى الوراء.
● عرق: هو العظم الذي عليه لحم.

شرح الحديث:


تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: خرجت سودة بنت زمعة - وهي إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم - بعد أن فرض الله الحجاب على النساء، وذلك لقضاء حاجة لها. وكانت سودة امرأة كبيرة الجسم، معروفة بهيئتها بين الناس، فلما رآها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو من هو في الغيرة على محارم الله، قال لها: "يا سودة، أما والله ما تخفين علينا" أي أن هيئتك معروفة فلا يمكن أن تخفى على من يعرفك، فانظري كيف تخرجين، أي احذري في خروجك واتقي الله.
فما كان من سودة رضي الله عنها إلا أن عادت مسرعة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي الله عنها يتناول طعام العشاء وفي يده عظم عليه لحم. فدخلت سودة وهي مضطربة وقالت: يا رسول الله، إني خرجت لقضاء حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا.
فأوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم وهو جالس لم يتحرك من مكانه، والعظم لا يزال في يده، ولم يضعه حتى انتهى الوحي. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن رفع عنه الوحي: "إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن". أي أن الله تعالى أباح لكن الخروج لقضاء الحوائج الضرورية مع مراعاة أداب الحجاب والستر.

الدروس المستفادة:


1- حرص الصحابة على تطبيق شرع الله: فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه شديد الغيرة على محارم الله، حريصًا على أن لا تُنتهك حرمات الله، حتى مع أمهات المؤمنين.
2- الاستجابة السريعة لنصيحة الأخ في الله: حيث استجابت سودة رضي الله عنها فورًا لكلام عمر وعادت إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على تواضعها وقبولها للنصيحة.
3- جواز خروج المرأة لحاجتها: مع مراعاة شروط الحجاب والستر وعدم التبرج، وأن هذا ليس من المخالفات إذا التزمت بالضوابط الشرعية.
4- عظم مكانة أمهات المؤمنين: حيث خصهن الله بأحكام تختلف عن غيرهن من النساء، ومنها التشديد في أمر الحجاب والاختلاط.
5- سرعة نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم: حيث أوحي إليه وهو في مجلسه ولم يتحرك، مما يدل على قرب الله منه وعنايته به.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الحجاب لم يكن مانعًا للمرأة من قضاء حوائجها الضرورية، بل المقصود هو الستر والعفة.
- فيه بيان لعظم دور الصحابة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى مع كبار الصحابة وأمهات المؤمنين.
- يستفاد منه أن النصيحة يجب أن تكون باللطف والرفق، كما فعل عمر رضي الله وسلم حيث نصح سودة بأدب وغيرة لله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧٩٥)، ومسلم في السلام (٢١٧٠ - ١٧) كلاهما من طرق عن أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وهذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم نحوه، وفيه: «وكانت امرأة يفرع النساء جسمها»
وفي لفظ: «إن أزواج رسول الله ﷺ كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع -وهو صعيد أفيح- وكان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله ﷺ: احجب نساءك، فلم يكن رسول الله ﷺ يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة -زوج النبي ﷺ- ليلة من الليالي عشاء، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة، حرصا على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله عز وجل الحجاب».
رواه البخاري في الوضوء (١٤٦) ومسلم في السلام (٢١٧٠ - ١٨) كلاهما من طريق الليث، ثني عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 76 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن

  • 📜 حديث: إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب