حديث: وددت أن عملنا كله مع رسول الله ﷺ برد لنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تخوف عمر بعد رسول الله ﷺ -

عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: قال لي عبد الله بن عمر: هل تدري ما قال أبي لأبيك؟ قال: قلت: لا. قال: فإن أبي قال لأبيك: يا أبا موسى هل يسرُك
إسلامنا مع رسول الله ﷺ، وهجرتنا معه، وجهادنا معه، وعملنا كله معه، برد لنا، وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس؟ فقال أبي: لا والله، قد جاهدنا بعد رسول الله ﷺ وصلينا، وصمنا، وعملنا خيرا كثيرا، وأسلم على أيدينا بشر كثير، وإنا لنرجو ذلك، فقال أبي: لكني أنا والذي نفس عمر بيده لوددت أن ذلك برد لنا، وأن كل شيء عملنا بعدُ نجونا منه كفافا رأسا برأس. فقلت: إن أباك والله خير من أبي.

صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٩١٥) عن يحيى بن بشر، حدثنا روح، حدثنا عوف، عن معاوية بن قرة قال: حدثني أبو بردة بن أبي موسى الأشعري قال: فذكره.

عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: قال لي عبد الله بن عمر: هل تدري ما قال أبي لأبيك؟ قال: قلت: لا. قال: فإن أبي قال لأبيك: يا أبا موسى هل يسرُك
إسلامنا مع رسول الله ﷺ، وهجرتنا معه، وجهادنا معه، وعملنا كله معه، برد لنا، وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس؟ فقال أبي: لا والله، قد جاهدنا بعد رسول الله ﷺ وصلينا، وصمنا، وعملنا خيرا كثيرا، وأسلم على أيدينا بشر كثير، وإنا لنرجو ذلك، فقال أبي: لكني أنا والذي نفس عمر بيده لوددت أن ذلك برد لنا، وأن كل شيء عملنا بعدُ نجونا منه كفافا رأسا برأس. فقلت: إن أباك والله خير من أبي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

نص الحديث:


عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: قال لي عبد الله بن عمر: هل تدري ما قال أبي لأبيك؟ قال: قلت: لا. قال: فإن أبي قال لأبيك: يا أبا موسى هل يسرُك إسلامنا مع رسول الله ﷺ، وهجرتنا معه، وجهادنا معه، وعملنا كله معه، برد لنا، وأن كل عمل عملناه بعده نجونا منه كفافا رأسا برأس؟ فقال أبي: لا والله، قد جاهدنا بعد رسول الله ﷺ وصلينا، وصمنا، وعملنا خيرا كثيرا، وأسلم على أيدينا بشر كثير، وإنا لنرجو ذلك، فقال أبي: لكني أنا والذي نفس عمر بيده لوددت أن ذلك برد لنا، وأن كل شيء عملنا بعدُ نجونا منه كفافا رأسا برأس. فقلت: إن أباك والله خير من أبي.

شرح المفردات:


● يُسِرُّك: أي هل يفرحك ويسعدك.
● بُرْدٌ لنا: أي قُبُولاً وحُسْنَ عاقبةٍ لنا، والبرد هنا كناية عن القبول والأمان.
● كفافًا رأسًا برأس: أي أن ننجو من العقاب دون أن نُثاب على الأعمال، فلا زيادة ولا نقصان، كفافًا بمعنى ما يسد الحاجة فقط دون زيادة.
● أسلم على أيدينا بشر كثير: أي دخل كثير من الناس في الإسلام بسبب دعوتنا وجهادنا.

شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث حوارًا بين عمر بن الخطاب وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، ينقله عبد الله بن عمر لأبي بردة بن أبي موسى.
يبدأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بسؤال أبي موسى الأشعري: أيسرك أن يُقبل منا إسلامنا وهجرتنا وجهادنا وعملنا كله الذي فعلناه مع رسول الله ﷺ، ويكون كافياً لنجاتنا، وأما ما عملناه بعد وفاته فلا نحاسب عليه ولا نثاب عليه، بل ننجو منه فقط دون ثواب؟
فأجابه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه بأنه لا يرضى بذلك، لأنه بعد وفاة النبي ﷺ قد عملوا أعمالاً عظيمة من جهاد وصلاة وصيام وأعمال خير، ودخل الكثيرون في الإسلام بسببهم، وهم يرجون من الله الثواب على هذه الأعمال.
فرد عليه عمر رضي الله عنه مؤكدًا بقسمه: "والذي نفس عمر بيده" أنه ليتمنى أن يُقبل عملهم مع النبي ﷺ ويكون كافياً لنجاتهم، وألا يحاسبوا على ما عملوه بعده، بل ينجوا منه فقط دون ثواب.
ثم علق الراوي (أبو بردة) بأن عمر خير من أبي موسى، وهذا من فقهه حيث أدرك عظمة عمر وتقواه وخوفه من الله.

الدروس المستفادة:


1- خوف السلف من الله وعدم اغترارهم بأعمالهم: يظهر من رد عمر رضي الله عنه شدة خوفه من الله وعدم ثقته بأعماله، حتى مع ما قدمه من أعمال جليلة مع النبي ﷺ.
2- الفرق بين الرجاء والخوف: أبو موسى يرجو ثواب الأعمال بعد النبي ﷺ، وعمر يخاف من عدم قبولها، وكلا الخلقين مطلوب من المؤمن.
3- تقديم العمل مع النبي ﷺ: حيث إن العمل في صحبة النبي ﷺ له مكانة خاصة لا تدانيها أعمال أخرى.
4- التواضع وعدم الإعجاب بالنفس: فمع أن عمر من كبار الصحابة، إلا أنه كان يخاف على نفسه من عدم القبول.
5- فقه أبي بردة في معرفة فضل عمر: حيث أدرك أن موقف عمر يدل على زيادة تقواه وخشيته لله.

فوائد إضافية:


- الحديث يدل على حرص الصحابة على نفع الأمة بعد وفاة النبي ﷺ، حيث ذكر أبو موسى أنهم جاهدوا وأسلم على أيديهم بشر كثير.
- فيه بيان فضل عمر بن الخطاب وتقواه وخوفه من الله، مما يجعله قدوة في التواضع والورع.
- يؤكد على أهمية الأعمال الصالحة بعد وفاة النبي ﷺ، وأنها مما يرجى ثوابها عند الله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٩١٥) عن يحيى بن بشر، حدثنا روح، حدثنا عوف، عن معاوية بن قرة قال: حدثني أبو بردة بن أبي موسى الأشعري قال: فذكره.
قوله: «برد لنا» أي: ثبت لنا.
وقوله: «كفافا» سواء بسواء

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 84 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وددت أن عملنا كله مع رسول الله ﷺ برد لنا

  • 📜 حديث: وددت أن عملنا كله مع رسول الله ﷺ برد لنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وددت أن عملنا كله مع رسول الله ﷺ برد لنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وددت أن عملنا كله مع رسول الله ﷺ برد لنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وددت أن عملنا كله مع رسول الله ﷺ برد لنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب