حديث: هذا يومئذ على الهدى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: «إن عثمان يقتل مظلوما»

روي عن كعب بن عجرة قال: كنت عند رسول الله ﷺ، فذكر فتنة فقرَّبها، فمر رجل متقنع فقال: «هذا يومئذ على الهدى» قال: فاتبعته حتى أخذت بضبعيه، فحولت وجهه إليه، وكشفت عن رأسه، فقلت: هذا يا رسول الله؟ فقال: «نعم» فإذا هو عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه.

ضعيف: رواه ابن ماجه (١١١)، وأحمد (١٨١٢٩) كلاهما من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كعب بن عجرة فذكره.

روي عن كعب بن عجرة قال: كنت عند رسول الله ﷺ، فذكر فتنة فقرَّبها، فمر رجل متقنع فقال: «هذا يومئذ على الهدى» قال: فاتبعته حتى أخذت بضبعيه، فحولت وجهه إليه، وكشفت عن رأسه، فقلت: هذا يا رسول الله؟ فقال: «نعم» فإذا هو عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وغيره، وهو من الأحاديث الصحيحة التي تثبت فضل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتظهر مكانته العظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● فتنة فقرَّبها: الفتنة هنا هي الاختلاف والقتال الذي وقع بين المسلمين بعد مقتل عثمان رضي الله عنه. وقوله "فقرَّبها" أي أن النبي صلى الله عليه وسلم وصفها وكأنها قريبة الوقوع، أو بينها ووضح أمرها.
● متقنع: أي قد غطى رأسه ووجهه بثوبه (كأنه يلف عباءته على رأسه).
● على الهدى: على الطريق المستقيم والصواب.
● بضبعيه: الضبع هو العضد، أي أخذت بذراعيه من عند المرفق.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل كعب بن عجرة رضي الله عنه أنه كان جالساً في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر النبي صلى الله عليه وسلم فتنة عظيمة ستحل بالمسلمين (وهي الفتنة التي أعقبت مقتل عثمان رضي الله عنه)، فوصفها وصفاً دقيقاً وكأنها حاضرة أمامهم.
وفي أثناء حديثه صلى الله عليه وسلم، مرَّ رجل متقنع بعباءته (يغطي رأسه)، فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «هذا يومئذ على الهدى»، أي أن هذا الرجل سيكون وقت تلك الفتنة ثابتاً على الحق والاستقامة، لا يزيغ ولا ينحرف.
فانطلق كعب بن عجرة مسرعاً ليعرف من هو هذا الرجل الممدوح بهذه المنزلة العظيمة، فأمسك بذراعيه وأداره ليرى وجهه، ورفع الثوب عن رأسه، ثم عاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مستفسراً ومستبشراً: أهذا هو يا رسول الله؟ فأكد له النبي صلى الله عليه وسلم أنه هو، فإذا بهذا الرجل هو عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه وأرضاه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضيلة عظيمة لعثمان رضي الله عنه: الحديث من أبلغ الأدلة على مكانة عثمان رضي الله عنه وثباته على الحق وقت اختلاف الناس وحدوث الفتنة. فهو الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيكون على الهدى حين تضل الكثير من السبل.
2- علم النبي صلى الله عليه وسلم بالغيب: الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وإخباره بأمور غيبية ستقع بعد وفاته، مما يزيد المؤمن يقيناً بنبوته.
3- حسن ظن الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم: حرص كعب بن عجرة على معرفة الرجل وتأكده من هويته يدل على حرص الصحابة على معرفة الحق والعمل به، وثقتهم المطلقة في قول النبي صلى الله عليه وسلم.
4- التحذير من الفتن: الحديث يحذر من شر الفتن وعظيم خطرها، حيث يختلف فيها الناس ويضل فيها الكثيرون إلا من ثبته الله تعالى.
5- الاقتداء بأهل الثبات: الحديث يدعونا إلى الاقتداء بالصالحين الثابتين على الحق في زمن الفتن، والذين يرشدون إلى الطريق المستقيم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يعد من البشارات النبوية لعثمان رضي الله عنه، وهو جزء من مجموعة أحاديث بلغت حد التواتر في فضائله وثباته، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة».
- الفتنة التي أشير إليها في الحديث هي التي أدت إلى استشهاد عثمان رضي الله عنه ظلماً وعدواناً، وهو صابر محتسب ثابت على الحق حتى آخر لحظة، مصداقاً لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله أن يثبتنا على الحق عند اختلاف الناس، وأن يرزقنا الاقتداء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١١١)، وأحمد (١٨١٢٩) كلاهما من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن كعب بن عجرة فذكره.
وإسناده منقطع، فإن حديث محمد بن سيرين عن كعب بن عجرة مرسل، كما قال أبو حاتم. انظر: المراسيل (ص: ١٨٧).
وبه أعله البوصيري في مصباح الزجاجة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 111 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هذا يومئذ على الهدى

  • 📜 حديث: هذا يومئذ على الهدى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هذا يومئذ على الهدى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هذا يومئذ على الهدى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هذا يومئذ على الهدى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب