حديث: عنوان الحديث: "إن الله بعث محمدا وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في أخبار عثمان بن عفان

عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا له: ما يمنعك أن تكلم خالك عثمان في أخيه الوليد بن عقبة، وكان أكثرَ الناسُ فيما فعل به. قال عبيد الله: فانتصبت لعثمان حين خرج إلى الصلاة، فقلت له: إن لي إليك حاجة، وهي نصيحة، فقال: أيها المرء، أعوذ بالله منك، فانصرفت، فلما قضيت الصلاة جلست إلى المسور وإلى ابن عبد يغوث، فحدثتهما بالذي قلت لعثمان وقال لي، فقالا: قد قضيت الذي كان عليك، فبينما أنا جالس معهما إذ جاءني رسول عثمان، فقالا لي: قد ابتلاك الله. فانطلقت حتى دخلت عليه، فقال: ما نصيحتك التي ذكرت آنفا؟ . قال: فتشهدت، ثم قلت: إن الله بعث محمدا ﷺ، وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ورسوله ﷺ، وآمنت به، وهاجرت الهجرتين الأوليين، وصحبت رسول الله ﷺ، ورأيت هديه وقد أكثر الناس في شأن الوليد بن عقبة، فحق عليك أن تقيم عليه الحد، فقال لي: يا ابن أخي آدركت رسول الله ﷺ؟ قال: قلت: لا. ولكن قد خلص إلي من علمه ما خلص إلى العذراء في سترها. قال: فتشهد عثمان، فقال: إن الله قد بعث محمدا ﷺ بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ورسوله ﷺ، وآمنت بما بُعِث به محمد ﷺ، وهاجرت الهجرتين الأوليين كما قلت، وصحبت رسول الله وبايعته، والله! ما
عصيته ولا غششته حتى توفاه الله، ثم استخلف الله أبا بكر، فوالله ما عصيته ولا غششته، ثم استُخْلِف عمر، فوالله! ما عصيته ولا غششته، ثم استُخْلِفْتُ، أفليس لي عليكم مثل الذي كان لهم عليّ؟ قال: بلى. قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم؟ فأما ما ذكرت من شأن الوليد بن عقبة فسنأخذ فيه إن شاء الله بالحق، قال: فجلد الوليد أربعين جلدة، وأمر عليا أن يجلده، وكان هو يجلده.

صحيح: رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨٧٢) عن عبد الله بن محمد الجعفي، ثنا هشام، أنا معمر، عن الزهري، ثنا عروة بن الزبير، أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره فذكره.

عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا له: ما يمنعك أن تكلم خالك عثمان في أخيه الوليد بن عقبة، وكان أكثرَ الناسُ فيما فعل به. قال عبيد الله: فانتصبت لعثمان حين خرج إلى الصلاة، فقلت له: إن لي إليك حاجة، وهي نصيحة، فقال: أيها المرء، أعوذ بالله منك، فانصرفت، فلما قضيت الصلاة جلست إلى المسور وإلى ابن عبد يغوث، فحدثتهما بالذي قلت لعثمان وقال لي، فقالا: قد قضيت الذي كان عليك، فبينما أنا جالس معهما إذ جاءني رسول عثمان، فقالا لي: قد ابتلاك الله. فانطلقت حتى دخلت عليه، فقال: ما نصيحتك التي ذكرت آنفا؟ . قال: فتشهدت، ثم قلت: إن الله بعث محمدا ﷺ، وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ورسوله ﷺ، وآمنت به، وهاجرت الهجرتين الأوليين، وصحبت رسول الله ﷺ، ورأيت هديه وقد أكثر الناس في شأن الوليد بن عقبة، فحق عليك أن تقيم عليه الحد، فقال لي: يا ابن أخي آدركت رسول الله ﷺ؟ قال: قلت: لا. ولكن قد خلص إلي من علمه ما خلص إلى العذراء في سترها. قال: فتشهد عثمان، فقال: إن الله قد بعث محمدا ﷺ بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ورسوله ﷺ، وآمنت بما بُعِث به محمد ﷺ، وهاجرت الهجرتين الأوليين كما قلت، وصحبت رسول الله وبايعته، والله! ما
عصيته ولا غششته حتى توفاه الله، ثم استخلف الله أبا بكر، فوالله ما عصيته ولا غششته، ثم استُخْلِف عمر، فوالله! ما عصيته ولا غششته، ثم استُخْلِفْتُ، أفليس لي عليكم مثل الذي كان لهم عليّ؟ قال: بلى. قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم؟ فأما ما ذكرت من شأن الوليد بن عقبة فسنأخذ فيه إن شاء الله بالحق، قال: فجلد الوليد أربعين جلدة، وأمر عليا أن يجلده، وكان هو يجلده.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي أوردته، وهو حديث عظيم فيه دروس وعبر في النصيحة والحكم والعدل، وسأشرحه وفق النقاط المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● أكثر الناس فيما فعل به: أي كثرت أقوال الناس وتذمرهم من أفعال الوليد بن عقبة.
● انتصبت له: وقفت في طريقه منتظرًا خروجه.
● أعوذ بالله منك: ألتجئ إلى الله من شرك، وهي عبارة تدل على الاستعاذة من الشر، وقد تكون هنا للتأكيد على جدية الموقف.
● قد قضيت الذي كان عليك: أي أديت الواجب الذي عليك من النصيحة.
● قد ابتلاك الله: أي اختبرك الله بهذا الموقف الصعب.
● الحد: العقوبة الشرعية المقدرة للذنوب.
● خلص إلي من علمه ما خلص إلى العذراء في سترها: مثل يضرب للعلم الذي وصل إليه بطريق صحيح وواضح، كالعذراء في سترها (حيائها وعفتها).
● ما غششته: ما خنته أو ما كنت مخادعًا له.
● استخلف: جعل خليفة من بعده.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث رواه عبيد الله بن عدي بن الخيار، وفيه قصة نصحه للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في أمر الوليد بن عقبة (أخو عثمان من الرضاعة)، الذي كان قد ارتكب ذنبًا استوجب العقاب (وقيل إنه شرب الخمر)، فكثُر كلام الناس فيه.
بدأ الأمر عندما حثه المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود على مناصحة عثمان في هذا الشأن، ففعل عبيد الله ذلك، لكن عثمان استعاذ منه أولاً، مما يدل على شدة الموقف وحساسيته، ثم بعد الصلاة دعاه عثمان وسأله عن النصيحة.
تقدم عبيد الله بنصيحته بطريقة حكيمة، حيث بدأ بالشهادتين وذكر فضائل الإسلام وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أشار إلى وجوب إقامة الحد على الوليد. فرد عليه عثمان رضي الله عنه بسرد فضائله وإسلامه وهديه وتأكيده على أنه لم يعصِ النبي ولا أبا بكر ولا عمر، ثم سأله: أليس له عليهم مثل الحق الذي كان للخلفاء قبله؟ فأقر عبيد الله بذلك. ثم وعد عثمان بالعدل في أمر الوليد، وأقام عليه الحد (جلده أربعين جلدة) وأمر عليًا رضي الله عنه أن يجلده، بل وجلده بنفسه أيضًا تأكيدًا على العدل.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب النصيحة في الدين: النصيحة واجبة على المسلم، خاصة للحكام، ولكن بأدب وطريقة صحيحة، كما فعل عبيد الله.
● الأسلوب الحكيم في النصيحة: قدم النصيحة بتقديم الشهادتين وذكر فضائل الإسلام، مما يدل على أهمية التقديم المناسب للنصيحة.
● عدل الحكام ومسؤوليتهم: عثمان رضي الله عنه لم يتغاض عن الحق رغم قرابة الوليد منه، بل أقام الحد عليه، وهذا من عدله وتقواه.
● التأكيد على الشرعية: عثمان أكد على شرعية خلافته وحقوقه على الرعية، كما كان للخلفاء قبله، مما يدل على أهمية الطاعة في المعروف.
● الاستعاذة من النصيحة غير المناسبة: قد تكون استعاذة عثمان في البداية خشية من فتنة أو سوء فهم، لكنه بعد ذلك تقبل النصيحة بحكمة.
● العفو والمغفرة بعد إقامة الحد: إقامة الحد تطهير للذنب، وليس انتقامًا.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● الوليد بن عقبة: هو أخو عثمان بن عفان من الرضاعة، وكان قد أسلم ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام، وله قصة في القرآن في سورة الحجرات في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}، حيث كان قد أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق فكذب عليه.
● عثمان بن عفان: ثالث الخلفاء الراشدين، معروف بحيائه وعدله، وتولى الخلافة في فترة صعبة، وكانت فيها فتن، لكنه حافظ على العدل كما في هذه القصة.
● الحد في شرب الخمر: هو جلد أربعين جلدة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، ثم زاده عمر إلى ثمانين، لكن هنا جلد أربعين، مما قد يدل على أنه كان قبل زيادة عمر، أو أن عثمان أقام الحد على ما كان في أول الإسلام.
● العبرة في القصة: أن النصيحة يجب أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن الحاكم العادل لا يتحيز لقرابته.
هذا والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في مناقب الأنصار (٣٨٧٢) عن عبد الله بن محمد الجعفي، ثنا هشام، أنا معمر، عن الزهري، ثنا عروة بن الزبير، أن عبيد الله بن عدي بن الخيار أخبره فذكره.
وقال بعده: «وقال يونس وابن أخي الزهري، عن الزهري: أفليس لي عليكم من الحق مثل الذي كان لهم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 107 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عنوان الحديث: "إن الله بعث محمدا وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله

  • 📜 حديث: عنوان الحديث: "إن الله بعث محمدا وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عنوان الحديث: "إن الله بعث محمدا وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عنوان الحديث: "إن الله بعث محمدا وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عنوان الحديث: "إن الله بعث محمدا وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب