جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان

حديث: جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان

عن سعد بن عبيدة قال: جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان، فذكر عن محاسن عمله، قال: لعل ذاك يسوؤك؟ قال: نعم. قال: فأرغم الله بأنفك. ثم سأله عن علي، فذكر محاسن عمله، قال: هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي ﷺ، ثم قال: لعل ذاك يسوؤك؟ قال: أجل. قال: فأرغم الله بأنفك، انطلق فاجهد علي جهدك.

صحيح: رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٧٠٤) عن محمد بن رافع، ثنا حسين، عن زائدة، عن أبي حصين، عن سعد بن عبيدة قال: فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن سعد بن عبيدة، يروي قصة فيها موقف تعليمي عظيم من الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يحمل دروسًا عميقة في الرد على أهل الأهواء والبدع والفرق الضالة.

أولاً. شرح المفردات:

● عثمان: هو عثمان بن عفان رضي الله عنه، الخليفة الراشد الثالث.
● علي: هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الخليفة الراشد الرابع.
● أرغم الله بأنفك: أي أذلَّك وأخزاك، وإرغام الأنف كناية عن الإذلال والخزي.
● انطلق فاجهد علي جهدك: أي اذهب وبذل كل ما تستطيع من جهد في عداوتك وبغضك، فلن تضر إلا نفسك.

ثانيًا. شرح الحديث:

يحدثنا سعد بن عبيدة أن رجلاً جاء إلى ابن عمر رضي الله عنهما وسأله عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، فبدأ ابن عمر يعدد محاسن عثمان ومناقبه وفضائله، ثم قال للسائل: "لعل ذاك يسوؤك؟" أي أنك لا تحب أن تسمع هذا الكلام في فضل عثمان، فأقر الرجل بأنه يسوءه indeed.
فرد عليه ابن عمر بقوله: "أرغم الله بأنفك"، وهي دعوة عليه بالإذلال والخزي لأنه يكره مناقب الصحابة.
ثم سأله الرجل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فبدأ ابن عمر يعدد محاسنه أيضًا، وذكر من فضائله أن بيته كان أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، أي أقربها إليه، مما يدل على قربه ومكانته من رسول الله.
ثم كرر ابن عمر سؤاله: "لعل ذاك يسوؤك؟" فأكد الرجل أنه يسوءه أيضًا.
فدعا عليه ابن عمر مرة أخرى بالإذلال، ثم قال له: "انطلق فاجهد علي جهدك"، أي أن عداوتك وبغضك لهؤلاء الصحابة لن تضرهم، بل ستعود عليك بالخزي والندامة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:

1- الدفاع عن الصحابة وبيان فضائلهم: يجب على المسلم أن يدافع عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذكر مناقبهم وفضائلهم، خاصة عندما يطعن فيهم أهل الأهواء والبدع.
2- الرد على أهل البدع والفرق الضالة: هذا الموقف يعلمنا كيف نرد على من يبغض الصحابة أو ينتقص منهم، كالروافض والخوارج، بالحكمة والموعظة الحسنة، وبيان الحق بأسلوب حكيم.
3- بيان فضل عثمان وعلي رضي الله عنهما: الحديث يذكر بعض فضائل الخليفتين الراشدين، عثمان وعلي، مما يؤكد مكانتهما في الإسلام ووجوب محبتهما وتقديرهما.
4- عدم التأثر ببغض الحاقدين: قول ابن عمر: "انطلق فاجهد علي جهدك" يدل على أن بغض الحاقدين للصحابة لا يضرهم، بل يعود على الحاقد نفسه بالخزي والندامة.
5- الحكمة في التعامل مع المخالف: ابن عمر لم يجادل الرجل بكلام طويل، بل بين له الحق ثم دعا عليه عندما أصر على بغضه، مما يدل على الحكمة في الرد.

رابعًا. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة في فضائل الصحابة.
- موقف ابن عمر هذا يدل على غيرته على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفاعه عنهم.
- الحديث يرد على طائفة الروافض الذين يبغضون الصحابة، ويبين أن بغضهم لا يضر الصحابة، بل يعود عليهم بالخزي والندامة.
نسأل الله أن يرزقنا محبة الصحابة والاقتداء بهم، وأن يحفظنا من البدع والأهواء. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٧٠٤) عن محمد بن رافع، ثنا حسين، عن زائدة، عن أبي حصين، عن سعد بن عبيدة قال: فذكره.
وروي عن طلحة بن عبيد الله قال: قال النبي ﷺ: «لكل نبي رفيق، ورفيقي- يعني في الجنة- عثمان».
رواه الترمذي (٣٦٩٨)، وعبد الله بن أحمد في زيادته على الفضائل (٨٦٠ - ٨٦١)، وأبو يعلى (٦٦٥) كلهم من طريق يحيى بن اليمان، عن شيخ من بني زهرة، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذئاب، عن طلحة بن عبيد الله قال: فذكره. وقال الترمذي: «هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي، وهو منقطع».
وهو كما قال: فإن يحيى بن اليمان ضعيف عند أكثر أهل العلم وشيخه مجهول. وحديث الحارث بن عبد الرحمن عن طلحة بن عبيد الله مرسل، وإليه أشار الترمذي بقوله: «وهو منقطع».
وروي عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «لكل نبي رفيق في الجنة، ورفيقي فيها عثمان بن عفان».
رواه ابن ماجه (١٠٩) عن أبي مروان محمد بن عثمان العثماني، حدثنا أبي عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده ضعيف جدا، فإن عثمان بن خالد (هو: ابن عمر بن عبد الله الأموي أبو عفان المدني)، منكر الحديث، كما قال البخاري وأبو حاتم وغيرهما.
وبه أعله البوصيري في مصباح الزجاجة.
وروي عن أبي هريرة قال: وقف رسول الله ﷺ على قبر ابنته الثانية التي كانت عند عثمان، فقال: «ألا أبا أيم، ألا أخا أيم يزوجها عثمانَ، فلو كن عشرا لزوجتهن عثمان، وما زوجته إلا بوحي من السماء»، وإن رسول الله ﷺ لقي عثمان عند باب المسجد، فقال: «يا عثمان، هذا جبريل يخبرني أن الله عز وجل قد زوجك أم كلثوم على مثل صداق رقية، وعلى مثل صحبتها».
رواه ابن ماجه (١١٠)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٤٣) كلاهما من طريق أبي مروان محمد بن عثمان بن خالد العثماني، حدثنا أبي عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده ضعيف جدا من أجل عثمان بن خالد، فإنه منكر الحديث كما قال البخاري وأبو حاتم وغيرهما.
وروي عن جابر قال: أتي رسول الله ﷺ بجنازة رجل ليصلي عليه فلم يصل عليه، فقيل: يا رسول الله! ما رأيناك تركت الصلاة على أحد قبل هذا؟ قال: «إنه كان يبغض عثمان فأبغضه الله».
رواه الترمذي (٣٧٠٩) من طريق عثمان بن زفر، حدثنا محمد بن زياد، عن محمد بن عجلان، عن أبي الزبير، عن جابر قال: فذكره.
وقال: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ومحمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران ضعيف في الحديث جدا، ومحمد بن زياد صاحب أبي هريرة هو بصري ثقة ويكنى أبا الحارث، ومحمد بن زياد الألهاني صاحب أبي أمامة ثقة يكنى أبا سفيان شاميٌّ».
وهو كما قال؛ فإن محمد بن زياد هو الطحان الأعور، متروك الحديث كما قال البخاري والنسائي وأبو حاتم وغيرهم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 108 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان

📜 حديث: جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية