حديث: من مقنع في ثوب فقال هذا يومئذ على الهدى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: «إن عثمان يقتل مظلوما»

عن أبي الأشعث الصنعاني، أن خطباء قامت بالشام، وفيهم رجال من أصحاب رسول الله ﷺ، فقام آخرهم رجل يقال له: مرة بن كعب، فقال: لولا حديث سمعته
من رسول الله ﷺ ما قمت، وذكر الفتن فقرَّبها، فمر رجل مقنع في ثوب فقال: «هذا يومئذ على الهدى»، فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان. قال: فأقبلت عليه بوجهه، فقلت: هذا؟ قال: «نعم».

صحيح: رواه الترمذي (٣٧٠٤)، وأحمد (١٨٠٦٨)، وصحّحه الحاكم (٣/ ١٠٢) كلهم من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث (وهو شراحيل بن آده) قال: فذكره.

عن أبي الأشعث الصنعاني، أن خطباء قامت بالشام، وفيهم رجال من أصحاب رسول الله ﷺ، فقام آخرهم رجل يقال له: مرة بن كعب، فقال: لولا حديث سمعته
من رسول الله ﷺ ما قمت، وذكر الفتن فقرَّبها، فمر رجل مقنع في ثوب فقال: «هذا يومئذ على الهدى»، فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان. قال: فأقبلت عليه بوجهه، فقلت: هذا؟ قال: «نعم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أبو الأشعث الصنعاني، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه:

نص الحديث:


عن أبي الأشعث الصنعاني، أن خطباء قامت بالشام، وفيهم رجال من أصحاب رسول الله ﷺ، فقام آخرهم رجل يقال له: مرة بن كعب، فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله ﷺ ما قمت، وذكر الفتن فقرَّبها، فمر رجل مقنع في ثوب فقال: «هذا يومئذ على الهدى»، فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفان. قال: فأقبلت عليه بوجهه، فقلت: هذا؟ قال: «نعم».


1. شرح المفردات:


● أبو الأشعث الصنعاني: راوي الحديث، من التابعين، ثقة.
● خطباء قامت بالشام: أي اجتمع خطباء يخطبون في الناس في بلاد الشام.
● مقنع في ثوب: أي مغطٍّ رأسه بثوبه (كأنه متستّر أو متغطٍ).
● قرَّبها: أي قَرَّب ذكر الفتن ووصفها وكأنها حاضرة.
● هذا يومئذ على الهدى: أي هذا الرجل في زمن الفتنة سيكون ثابتًا على الحق والهداية.


2. شرح الحديث:


يخبر أبو الأشعث الصنعاني أن مجموعة من الخطباء كانوا يخطبون في الشام، ومن بينهم صحابة رسول الله ﷺ. وعندما جاء دور مرة بن كعب (وهو صحابي) للخطابة، قال: "لولا حديث سمعته من رسول الله ﷺ ما قمت"، يعني أنه لن يخطب لولا أنه يريد أن يبلغ حديثًا سمعه من النبي ﷺ.
ثم ذكر أن النبي ﷺ تحدث عن الفتن المستقبلية ووصفها وكأنها قريبة أو حاضرة، وفي أثناء حديثه عن الفتن، مرَّ رجلٌ مغطّى الرأس بثوبه، فأشار إليه النبي ﷺ وقال: «هذا يومئذ على الهدى»، أي أن هذا الرجل في زمن الفتنة سيكون ثابتًا على الحق والهداية، لا يزيغ ولا ينحرف.
فقام مرة بن كعب إلى ذلك الرجل ليعرف من هو، فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه. ثم استفهم مرة بن كعب من النبي ﷺ قائلاً: هذا؟ فأكد له النبي ﷺ بأنه عثمان.


3. الدروس المستفادة:


1- فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه: الحديث من أعلام نبوة النبي ﷺ، حيث أخبر عن مستقبل عثمان وأنه سيكون ثابتًا على الهدى في زمن الفتن، وقد تحقق ذلك حين حوصر وقتل وهو صابر محتسب ثابت على الحق.
2- الصحابة وأخلاقهم: تواضع عثمان رضي الله عنه حيث كان يمشي متستّرًا غير متظاهر بمكانته.
3- التحذير من الفتن: الحديث يحذر من الفتن التي ستحدث، ويبين أن الثبات فيها يحتاج إلى يقين وإيمان.
4- أهمية تبليغ العلم: حرص الصحابة على تبليغ ما سمعوه من النبي ﷺ، حتى وإن كان يتعلق بأمور مستقبلية.
5- الثقة بنبوة محمد ﷺ: حيث تحقق ما أخبر به من ثبات عثمان على الهدى أثناء الفتنة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "مسنده" وغيره، وهو حديث صحيح.
- عثمان بن عفان رضي الله عنه هو ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد استشهد في سنة 35 هـ أثناء الفتنة التي وقعت في آخر خلافته.
- الحديث يعد من النبوءات التي تحققت، مما يزيد المؤمنين يقينًا بنبوة محمد ﷺ.

أسأل الله أن يثبتنا على الهدى، ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٧٠٤)، وأحمد (١٨٠٦٨)، وصحّحه الحاكم (٣/ ١٠٢) كلهم من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث (وهو شراحيل بن آده) قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وصحّحه الترمذي فقال: «هذا حديث حسن صحيح».
ورواه أحمد (١٨٠٦٧) عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية (هو ابن صالح بن حُدير الحضرمي)، عن سليم بن عامر (هو الكلاعي)، عن جبير بن نفير قال: كنا معسكرين مع معاوية بعد قتل عثمان، فقام كعب بن مرة البهزي فقال: لولا شيء سمعته من رسول الله ﷺ ما قمت هذا المقام، فلما سمع بذكر رسول الله ﷺ أجلس الناسَ، فقال: بينما نحن عند رسول الله ﷺ إذ مر عثمان بن عفان مرجَّلا، قال: فقال رسول الله ﷺ: «لتخرجن فتنة من تحت قدمي -أو من بين رجليَّ-، هذا يومئذ ومن اتبعه على الهدى».
قال: فقام ابن حوالة الأزدي من عند المنبر، فقال: إنك لصاحب هذا؟ قال: نعم. قال: والله إني لحاضر ذلك المجلس، ولو علمت أن لي في الجيش مصدقا كنت أول من تكلم به.
وإسناده حسن من أجل معاوية بن صالح بن حدير فإنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 110 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من مقنع في ثوب فقال هذا يومئذ على الهدى

  • 📜 حديث: من مقنع في ثوب فقال هذا يومئذ على الهدى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من مقنع في ثوب فقال هذا يومئذ على الهدى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من مقنع في ثوب فقال هذا يومئذ على الهدى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من مقنع في ثوب فقال هذا يومئذ على الهدى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب