حديث: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في بشارة النبي ﷺ أن الله يفتح خيبر على يد عليٍّ، وأنه يحبه الله ورسوله

عن عمران بن حصين أن النبي ﷺ قال: «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله -أو قال-: يحبه الله ورسوله». فدعا عليا وهو أرمد، ففتح الله على يديه.

صحيح: رواه النسائي في الكبرى (٨٠٩٤، ٨٣٥٣) والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٣٧) كلاهما من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن عمران بن حصين قال: فذكره.

عن عمران بن حصين أن النبي ﷺ قال: «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله -أو قال-: يحبه الله ورسوله». فدعا عليا وهو أرمد، ففتح الله على يديه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث العظيم الذي ذكرته حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تُظهر فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتُبين منزلة المحبة في الله ولله.
### أولاً. نص الحديث وروايته
روى الإمام البخاري في صحيحه عن سَالِم بْن أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ». فَتَطَاوَلَ النَّاسُ، فَقَالَ: «أَيْنَ عَلِيٌّ؟» فَقِيلَ: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَأُتِيَ بِهِ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
وفي رواية مسلم: «لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله».
### ثانياً. شرح المفردات
● الراية: العلم الذي يُرفع في الحرب ويعقد للقائد.
● أرمد: مصاب بالرَمَد، وهو مرض يصيب العين ويُسبب التهابها واحمرارها.
● يُحب الله ورسوله: أي أن محبة الله ورسوله غالبة على قلبه، وهي أساس عمله.
● يُحبه الله ورسوله: أي أن الله ورسوله راضيان عنه، وقد اختصه بمحبتهما.
● فَتَحَ الله على يديه: أي أن الله تعالى نصر المسلمين على أعدائهم بواسطته.
### ثالثاً. شرح الحديث
يحدثنا هذا الحديث عن موقف نبوي كريم أثناء غزوة خيبر، حيث كان النبي ﷺ يبحث عن القائد المناسب الذي سيتولى قيادة الجيش في هذه المعركة المصيرية. فلم يكن الاختيار مبنيًا على القوة البدنية أو الكثرة العددية، بل على معيار رباني وهو المحبة في الله ولله.
فقد بشّر النبي ﷺ بأنه سيعطي الراية لرجل تجتمع فيه صفتان عظيمتان:
1- أن يحب الله ورسوله: فهذه محبة تتجلى في الطاعة والاتباع والانقياد.
2- أن يحبه الله ورسوله: وهذه مرتبة أعلى، وهي ثمرة للمحبة الصادقة، حيث يستجيب الله تعالى لهذه المحبة بمحبته ورضاه.
ثم بين النبي ﷺ أن هذا الرجل هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، الذي كان يعاني من مرض في عينيه (الرمد)، فدعاه النبي ﷺ وبرأه بنفثة من ريقه المبارك، ثم أعطاه الراية، فكان النصر حليف المسلمين بفضله تعالى ثم بفضل إيمان هذا الصحابي الجليل.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- فضل علي بن أبي طالب: هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة الصريحة في فضل علي رضي الله عنه، وقد قبلها أهل السنة والجماعة وعظموها، دون غلو أو تفريط.
2- معيار الاختيار في القيادة: أن يكون الاختيار مبنيًا على التقوى والإيمان والمحبة لله ورسوله، لا على الاعتبارات المادية أو القبلية.
3- مكانة المحبة في الإسلام: المحبة لله وفي الله من أعلى مراتب الإيمان، وهي أساس القرب من الله تعالى ورسوله ﷺ.
4- التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب:رغم أن علي كان مريضًا، لكنه حين توكل على الله وأخذ بالأسباب (ببركة دعاء النبي ﷺ)، تحقق النصر.
5- الإعجاز النبوي: شفاء عيني علي بريق النبي ﷺ هو من معجزاته ﷺ التي أيده الله بها.
6- الاقتداء بالنبي ﷺ في الحكمة: في كيفية اختيار القادة والموظفين على أساس الكفاءة الإيمانية والأخلاقية.

خامساً:

معلومات إضافية
- غزوة خيبر كانت في السنة السابعة للهجرة.
- هذا الحديث رواه جمع من الصحابة منهم سهل بن سعد، وجابر بن عبد الله، وغيرهم.
- أهل السنة والجماعة يحبون عليًا ويوالونه على منهاج النبوة، دون غلو كالغلاة فيه، ولا جفاء كالنواصب.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين يحبون الله ورسوله ويحبون أهل الإيمان، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في الكبرى (٨٠٩٤، ٨٣٥٣) والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٣٧) كلاهما من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن عمران بن حصين قال: فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 124 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله

  • 📜 حديث: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب