حديث: شرح من كنت مولاه فعلي مولاه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه»

عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله ﷺ: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

حسن: رواه ابن أبي عاصم في السنة (١٣٩٣) والنسائي في الكبرى (٨٤١٤) كلاهما من طريق عبد الله بن داود، عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه أن سعدا قال: فذكره.

عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله ﷺ: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فحديث «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» من الأحاديث العظيمة التي وردت في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو حديث صحيح متواتر رواه جمع كبير من الصحابة.

أولاً. تخريج الحديث ومصادره:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم في المستدرك، وغيرهم من أئمة الحديث. وقد صححه جمع من الأئمة منهم الترمذي والحاكم والذهبي وغيرهم.

ثانياً. شرح المفردات:


● مولاه: المولى له معانٍ متعددة في اللغة العربية، ومنها: الناصر، والمحب، وولي الأمر، والقريب. والمقصود في هذا الحديث: الأولى بالتصرف، أي من كان رسول الله ﷺ وليه وناصره فأعلى أولى به.

ثالثاً. شرح الحديث:


قال رسول الله ﷺ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» في حجة الوداع بغدير خم، بعد أن خطب الناس وأوصاهم باتباع القرآن والعترة.
المعنى: من كان رسول الله ﷺ وليه وناصره وقائده وأولى به من نفسه، فعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وليه وناصره وأولى به من نفسه بعد رسول الله ﷺ.
وهذا الحديث يدل على فضل علي رضي الله عنه ومكانته، وأنه من أولى الناس بالولاية والقيادة بعد رسول الله ﷺ في أهل بيته وصحابته.

رابعاً. الدروس المستفادة:


1. فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومكانته العظيمة في الإسلام.
2. وجوب محبة علي رضي الله عنه وموالاته كموالاة النبي ﷺ.
3. بيان مكانة أهل البيت وفضلهم، وحث الأمة على اتباعهم ومحبتهم.
4. التأكيد على принцип الولاية والقيادة في الإسلام وأنها تثبت بالاستحقاق والفضل.

خامساً:

فوائد إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي تثبت إمامة علي رضي الله عنه وفضله، لكنه لا يدل على ما يذهب إليه بعض الفرق من الغلو في حق علي رضي الله عنه.
- يجب فهم هذا الحديث في إطار النصوص الأخرى التي تبين فضائل الصحابة جميعاً ومكانتهم.
- هذا الحديث يدل على أن علياً رضي الله عنه من أولى الناس بالخلافة والولاية بعد رسول الله ﷺ، وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة في تقديم أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي عاصم في السنة (١٣٩٣) والنسائي في الكبرى (٨٤١٤) كلاهما من طريق عبد الله بن داود، عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه أن سعدا قال: فذكره. وإسناده حسن من أجل عبد الواحد بن أيمن.
ورواه ابن ماجه (١٢١)، والنسائي في الكبرى (٨٣٤٣)، وابن أبي عاصم في السنة (١٤٢١) كلهم من طرق، عن عبد الرحمن بن سابط، عن سعد بن أبي وقاص قال: كنت جالسا فتنقصوا علي بن أبي طالب فقال: لقد سمعت رسول الله ﷺ يقول له خصال ثلاثة، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليَّ من حمر النعم، سمعته يقول: «إنه مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي» وسمعته يقول: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» وسمعته يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه».
وإسناده منقطع. لأن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من سعد بن أبي وقاص. قاله ابن معين. انظر: المراسيل (ص ١٢٧).
وفي الباب ما روي عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا: الصلاة جامعة، وكُسِح لرسول الله ﷺ تحت شجرتين، فصلى الظهر، وأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: «ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى. قال: «ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى. قال: فأخذ بيد علي فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم! وال من والاه، وعاد من عاداه» قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
رواه ابن ماجه (١١٦)، وأحمد (١٨٤٧٩) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، أخبرنا علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان، فإنه ضعيف عند أكثر أهل العلم.
وبه أعله البوصيري في مصباح الزجاجة.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي الطفيل عن النبي ﷺ أنه قال لعلي: «من كنت مولاه فهذا
مولاه، اللَّهم وال من والاه، وعاد من عاداه».
رواه أحمد (١٩٣٠٢)، والنسائي في خصائص علي (٩٣)، والطحاوي في شرح المشكل (١٧٦٢)، وصحّحه ابن حبان (٦٩٣١) كلهم من طرق، عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل عامر ابن واثلة قال: فذكره في سياق طويل.
وفطر بن خليفة المخزومي مولاهم أبو بكر الحناط مختلف فيه، وقد رمي بالتشيع، تكلم فيه أبو بكر بن عياش والدارقطني وغيرهما لسوء مذهبه، ولذلك لا تقبل منه هذه الزيادة.
ولا تنفع متابعة حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل وهو عند أحمد (٩٥٢)، والنسائي في الخصائص (٨٨) وفيه شريك بن عبد الله القاضي سيء الحفظ، وقد اختلف عليه بهذه الزيادة.
ولكن رواه الحاكم (٣/ ١٠٩) من طريق أبي عوانة متابعة له.
ورواه النسائي في الخصائص (٨٤) من وجه آخر عن زيد بن أرقم ولم يذكر هذه الزيادة، فالظاهر أنه وقع اضطراب في حديث زيد بن أرقم في ذكر هذه الزيادة، وقد رويت هذه الزيادة عن عدد من الصحابة ولا يخلو واحد منه من مجهول، أو ضعيف، أو متهم، وكذا قال أحمد: «إنها زيادة كوفية» نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاواه (٤/ ٤١٧).
وقال: وأما قوله «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم! وال من والاه. . . الخ» فهذا ليس في شيء من الأمهات، إلا في الترمذي، وليس فيه إلا: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، وأما الزيادة فليست في الحديث. وسئل عنها أحمد فقال: «زيادة كوفية»، ولا ريب أنها أكاذيب لوجوه:
أحدها: أن الحق لا يدور مع معين إلا النبي ﷺ، لأنه لو كان كذلك لوجب اتباعه في كل ما قال، ومعلوم أن عليا ينازعه الصحابة واتباعه في مسائل وجد فيها النص يوافق من نازعه، كالمتوفي عنها زوجها وهي حامل.
وقوله: «اللهم! انصر من نصره. . . الخ» خلاف الواقع، قاتل معه أقوام يوم صفين فما انتصروا، وأقوام لم يقاتلوا فما خذلوا، كسعد الذي فتح العراق لم يقاتل معه، وكذلك أصحاب معاوية وبني أمية الذين قاتلوه فتحوا كثيرا من بلاد الكفار ونصرهم الله.
وكذلك قوله: «اللهم! وال من والاه، وعاد من عاداه» مخالف لأصل الإسلام. فإن القرآن قد بين أن المؤمنين إخوة مع قتالهم وبغي بعضهم على بعض، وقوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه» فمن أهل الحديث من طعن فيه كالبخاري وغيره، ومنهم من حسنه، فإن كان قاله فلم يرد به ولاية مختصا بها، بل ولاية مشتركة، وهي ولاية الإيمان التي للمؤمنين، والموالاة ضد المعاداة، ولا ريب أنه يجب موالاة المؤمنين على سواهم، ففيه رد على النواصب. انتهى.
وما قاله شيخ الإسلام هو حق لا ريب فيه، ومن ذهب إلى تصحيحه لم يلاحظ هذا الجانب الذي أشار إليه شيخ الإسلام، ثم إن صحة الإسناد لم يستلزم صحة المتن لوجود الشذوذ وغيرها.
وهو أمر معروف لدى علماء أهل الحديث والله الموفق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 131 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شرح من كنت مولاه فعلي مولاه

  • 📜 حديث: شرح من كنت مولاه فعلي مولاه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شرح من كنت مولاه فعلي مولاه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شرح من كنت مولاه فعلي مولاه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شرح من كنت مولاه فعلي مولاه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب