حديث: إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في انعزال سعد بن أبي وقاص عن الفتنة

عن عامر بن سعد قال: كان سعد بن أبي وقاص في إبله، فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فنزل، فقال له: أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم؟ فضرب سعد في صدره، فقال: اسكت سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي».

صحيح: رواه مسلم في الزهد (٢٩٦٥) من طرق، عن أبي بكر الحنفي، ثنا بكير بن مسمار، ثني عامر بن سعد قال: فذكره.

عن عامر بن سعد قال: كان سعد بن أبي وقاص في إبله، فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فنزل، فقال له: أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم؟ فضرب سعد في صدره، فقال: اسكت سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النابع من كنوز السنة النبوية، الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره:

الحديث:


عن عامر بن سعد قال: كان سعد بن أبي وقاص في إبله، فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فنزل، فقال له: أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم؟ فضرب سعد في صدره، فقال: اسكت سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي».


1. شرح المفردات:


● أعوذ بالله: ألتجئ وأتحصن بالله تعالى.
● من شر هذا الراكب: من شر ما قد يأتي به هذا القادم على دابته.
● يتنازعون الملك: يختلفون ويتصارعون على الخلافة والحكم بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
● العبد التقي: المسلم الورع الذي يخشى الله ويبتعد عن المعاصي.
● الغني: الذي يستغني عن الناس بماله، ولا يسألهم شيئاً.
● الخفي: المتواضع الذي لا يُظهر نفسه ولا يتكلف للشهرة.


2. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث عن موقف حصل لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أحد العشرة المبشرين بالجنة، حيث كان منعزلاً في مزرعته مع إبله وغنمه بعد وفاة النبي ﷺ وخاصة في زمن الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه.
جاءه ابنه عمر (وهو عمر بن سعد، ليس عمر بن الخطاب) مستنكراً انعزاله وابتعاده عن المجتمع رغم مكانته وقدرته على التأثير، حيث كان الناس يتنازعون على الخلافة ويختلفون. فرد عليه سعد رضي الله عنه ضارباً على صدره (كناية عن التأكيد والزجر بلطف) قائلاً: "اسكت"، ثم استشهد بحديث النبي ﷺ الذي يبين أن الله يحب العبد الذي يجمع بين ثلاث صفات:
● التقوى: وهي أساس الإيمان، وحسن العلاقة مع الله.
● الغنى: ليس المقصود الثراء الفاحش، بل الكفاف والقدرة على الاستغناء عن سؤال الناس، مما يعينه على طاعة الله.
● الخفاء: التواضع وعدم حب الظهور، والعيش بعيداً عن الأضواء والفتن.
فهذا الموقف يوضح حكمة سعد رضي الله عنه في الابتعاد عن الفتنة وعدم الدخول في الصراعات الدنيوية، معتزلاً في عبادة الله وعمله، متمثلاً بوصية النبي ﷺ.


3. الدروس المستفادة:


1- فضل الابتعاد عن الفتن:尤其在 أوقات الفتن والاضطرابات، يكون الابتعاد والاعتزال أحياناً من الحكمة والسلامة، كما فعل سعد وغيره من الصحابة.
2- محبة الله للعبد التقي الغني الخفي: هذه الصفات الثلاث (التقوى، الغنى المعتدل، الخفاء) تجعل العبد محبوباً عند الله، لأنه يجمع بين صلاح القلب وكفاية المال وتواضع السلوك.
3- ذم حب الظهور والصراع على الدنيا: الانشغال بالملك والمناصب الدنيوية قد يوقع في الفتنة، بينما الاقتصاد في طلب الدنيا والتركيز على الآخرة هو الأفضل.
4- تربية الأبناء على الحكمة: رد سعد على ابنه كان حازماً وحكيماً، مع التعليم والتوجيه بالحديث النبوي.
5- الاستعاذة من شر ما قد يأتي: قول سعد "أعوذ بالله من شر هذا الراكب" يعلمنا أن نستعيذ بالله من شرور ما قد يحدث، حتى من أقرب الناس.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان من كبار الصحابة، وأول من رمى بسهم في سبيل الله، وهو من أهل بدر.
- الفتنة المشار إليها في الحديث هي الفتنة الكبرى بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، والتي أدت إلى معارك مثل الجمل وصفين.
- الحديث يندرج تحت باب "الزهد والقناعة" و"اجتناب الفتن"، وفيه توجيه نبوي للتمسك بالعبادة والعمل مع الابتعاد عن الشهرة والصراعات.
نسأل الله أن يجعلنا من عباده الأتقياء الأغنياء الأخفياء، وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الزهد (٢٩٦٥) من طرق، عن أبي بكر الحنفي، ثنا بكير بن مسمار، ثني عامر بن سعد قال: فذكره.
قال الحافظ في الإصابة (٣٢٠٨): «ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة ولزم بيته».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 166 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي

  • 📜 حديث: إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب